السوق يخسر 3.6% مع استردادات عنيفة تدفع المؤسسات للبيع
حلم تكوين قاع للسوق عند 6300 نقطة فى مهب الريح.. والأسوأ لم يأتِ بعد
رسم الخوف من انقطاع الدعم العربى والمساعدات الخليجية لمصر جراء تقهقر اقتصادات الخليج للوراء بعد تراجعات أسعار النفط مستقبلاً قاتماً للبورصة المصرية، خاصة مع ارتفاع معامل ارتباط السوق فى مصر بالبورصات العربية.
وقال محللون، إن حلم تكوين قاع للسوق عند مستويات 6300 نقطة بات فى مهب الريح، وأن استمرار مسلسل تراجعات الأسواق العربية يعنى ببساطة مزيداً من التراجعات العميقة للسوق.
واجتاحت عاصفة من التراجعات القاسية الأسواق العربية جميعاً أمس، وسجل مؤشر تداول السعودى تراجعاً بنسبة 2.65%، وكانت التراجعات الأكثر قسوة من نصيب السوق المصرى بخسارة 3.66%، مستقراً عند 6395 نقطة، تلاه المؤشر القطرى بانخفاض 3.7% ليصل عند 9643 نقطة، وتراجع مؤشر أبوظبى 2.1%.
وحملّ عصام خليفة العضو المنتدب لشركة «الأهلى» لإدارة صناديق الاستثمار، طلبات الاسترداد على وثائق صناديق الاستثمار المفتوحة الجزء الأكبر من مبيعات المؤسسات أمس، علاوة على اتجاه مدراء الصناديق لتخفيض نسب استثمارات الأسهم فى المحافظ للاتساق مع القواعد المنظمة.
ووصف ما يحدث فى السوق المصرى من تراجعات، على الرغم من استفادة مصر من تراجعات أسعار النفط بالأمر الغريب، حيث إن مصر دولة مستوردة للنفط.
وفسّر اتجاه الأفراد المصريين للشراء بالانخفاضات الكبييرة التى شهدتها العديد من الأسهم والتى وصلت 50% منذ مطلع العام الحالى، ما يجعل الشراء فى ظل هذه الأسعار قرار سليم.
وشدد على أن الأخبار الإيجابية كفيلة بانتشال السوق المصرى من دوامة التراجعات الحالية وتحويل دفته للصعود حتى إذا استمرت موجة خسائر الأسواق العربية.
قال أحمد شمس الدين مدير المنتجات البحثية فى المجموعة المالية هيرميس، إن مستويات الإنفاق العام الدول الخليجية لن تتحمل الثبات على معدلاتها الحالية فى ظل تراجع إيراداتها النفطية، ما يعد أحد مظاهر تأثر اقتصادات الخليج سلباً من انكماشات أسعار البترول.
وذكر أن ضعف اقتصادات الخليج ينعكس على ضعف السياحة العربية المتدفقة لمصر، التى يعّوُل عليها لمنح انتعاشة للسياحة المصرية بعد الأزمات الأخيرة، فضلاً عن انكماش تحويلات المصريين العاملين فى دول الخليج.
وتابع شمس الدين: «التأثيرات السلبية على مصر من تراجعات أسعار النفط قد تفوق الاستفادة من وفورات فاتورة النفط التى تتحملها الدولة».
وتوقع مدير المنتجات البحثية بـ«هيرميس»، أن يشهد العام المقبل تحسناً نسبياً فى أسعار النفط على مستوى العالم، بعد الانخفاض المتوقع فى حجم الإنتاج من أمريكا، وبحر الشمال، فضلاً عن مستويات الطلب على المنتجات النفطية فى الصين ليس سيئاً.
ولفت إلى أن التحدى الأكبر يتمثل فى مشاكل الدولار وارتفاع سعره، ومدى انعكاسه على الاقتصاد المصرى.
من جهته، قال عصام عبدالحفيظ العضو المنتدب لقطاع الوساطة فى بنك الاستثمار فاروس، إن موجة التراجعات التى اجتاحت الأسواق العربية جاءت بعد سقوط أسعار النفط، ما انعكس بدوره على خسائر السوق المصرى خلال تعاملات أمس.
وتابع: «مستقبل السوق خلال تعاملات اليوم مرهون بأداء الاسواق الخليجية التى تتزامن فى التوقيت مع السوق المصرى، علاوة على تعاملات مستهل الأسبوع للأسهم الأوروبية».
وأشار الى أن عمليات استراداد وثائق صناديق الاستثمار تتحمل جزءاً من السلوك البيعى الذى ظهرت عليه المؤسسات المصرية خلال تعاملات أمس، مسفراً اتجاه الأفراد للشراء إلى الانخفاض الهائل الذى تشهد المستويات السعرية للأسهم، والتى باتت تشكل فرصاً استثمارية.
وتابع: «المستثمرون يبحثون عن الفرصة البديلة فى أسواقهم، تلك التى تلمع أوقات التراجعات».
ورجح أن تشهد التعاملات المقبلة فى السوق المصرى هدوءاً نسبياً تزامناً مع موسم عطلات نهاية العام.
توقع محمد ماهر العضو المنتدب لبنك الاستثمار «برايم»، أن تقل وتيرة ارتباط السوق المصرى بالأسواق العربية خلال التعاملات المقبلة، إذ أن التأثر النفسى حكم المشهد خلال تعاملات أمس، موكداً أن الأخبار الإيجابية والمرتبطة منها بالسياسة النقدية والمالية ونتائج أعمال الشركات والاستحواذات من شأنها إنقاذ السوق من عثرته الحالية.
قال إنه من المنطقى، أن تتأثر مصر إيجابياً بانخفاض أسعار النفط، نظراً لكونها دولة مستوردة، ما ينعكس إيجاباً على تقليل دعم المواد البترولية ومن ثم عجز الموازنة.
وشدد على أن السوق المصرى ملىء بالفرص الاستثمارية التى تحفز المتعاملين على ضخ استثمارات، أكثر من التخارج، وإغلاق المراكز المالية.
وقال إيهاب رشاد الرئيس التنفيذى لمباشر لتداول الأوراق المالية، إن طلبات الاسترداد للصناديق المفتوحة تتحمل قدراً من مسئولية مبيعات المؤسسات المصرية فى السوق امس، لافتاً إلى ان مبيعات المؤسسات قابلها سلوك شرائى من الأفراد المصريين انتهازاً لفرص انخفاض أسعار الأسهم، متابعاً: «البورصة المصرية رجّعت للقرش قيمته».
وقال إن تراجعات أسعار النفط يتم النظر إليها من زاويتين، تتمثل الأولى فى التأثير السلبى جراء أى انخفاض محتمل فى المساعدات الخليجية للاقتصاد المصرى، لكن التأثير الإيجابى يتجلى فى انخفاض فاتورة دعم المواد البترولية.
ورصد هشام حسن رئيس التحليل الفنى بشركة أكيومن للوساطة فى الأوراق المالية السيناريوهات المتوقعة للسوق المصرى خلال تعاملات أمس، إذ يتمثل تفادى مزيد من الخسائر والتماسك عند المستويات الحالية أفضل السيناريوهات المتوقعة للبورصة.
وتابع: «مزيد من التراجعات الغائرة للأسواق العربية تدفع مؤشر السوق الرئيسى لكسر مستويات 6300 نقطة ما قد يسقط بالبورصة إلى ما لا يُحمد عقباه».
سجل السوق قيم تداولات 273.9 مليون جنيه، بينما استحوذت المؤسسات على 22.8% من بيع وشراء الأسهم، بعد أن اتجهت جميع بجميع جنسياتها نحو البيع، بقيادة المؤسسات المصرية التى سجلت مبيعات 13.7 مليون جنيه هى الأخرى.
واستقر رأس المال السوقى للأسهم المقيدة عند مستوى 412.3 مليار جنيه، بخسار سوقية بلغت 9.34 مليار جنيه.
واتجه صافى تعاملات الأجانب وحده نحو الشراء، مسجلاً 2.1 مليون جنيه، بنسبة استحواذ 6.45% من عمليات البيع والشراء، بينما اتجه صافى تعاملات المصريين والعرب نحو البيع، مسجلاً 6.7 ألف جنيه، 2.1 مليون جنيه، بنسبة استحواذ 89.2%، 4.4% من التداولات على التوالى.
واقتنص الأفراد 77.2% من تداولات البورصة بعد أن اتجه جميع الأفراد للشراء، بقيادة الأفراد المصريين الذين سجلوا صافى شراء 13.7 مليون جنيه.