توصلت نيسان لتسوية مع الحكومة الفرنسية للحد من تدخل الأخيرة فى شئون صناعة السيارات اليابانية، ولكنها فشلت فى الحصول على أى حقوق تصويت فى “رينو”، شريكها فى التحالف.
ويذكر تقرير لصحيفة “فاينانشال تايمز” أنه بعد حصول “نيسان” على حزمة انقاذ فى عام 1999، أصبحت “رينو” المتحكم الحقيقى فى الشركة اليابانية من خلال حصة نسبتها 43.4%، بينما لا تمتلك “نيسان” أى حقوق تصويت فى “رينو” رغم امتلاكها حصة بنسبة 15%.
وفى اجتماع لمجلس إدارة شركة “رينو”، يوم الجمعة الماضى، وافق المديرون بإجماع على “ميثاق استقرار” بموجبه سوف يتم تحديد حقوق تصويت الحكومة الفرنسية دون 18% أو 20% فى الظروف الاستثنائية.
كما تضمن الاتفاق مبدأ عدم تدخل “رينو” فى “نيسان” فى القضايا التى تتعلق بتعيين المديريين، وفى المقترحات التى يقدمها المساهمون ولا يوافق عليها مجلس إدارة الشركة الياباني.
وأنهى الميثاق ثمانية أشهر من الخلاف بين “نيسان”، وباريس، والذى بدأ عندما رفعت الحكومة حصتها فى المجموعة الفرنسية للدفع باتجاه قانون حقوق التصويت المضاعفة المثير للجدل.
وتعد باريس هى المستثمر الأكبر فى “رينو” بحصة قدرها 17.9%، وأثارت خطوة حقوق التصويت المضاعفة المخاوف بشأن نفوذ الدولة الفرنسية المفرط فى “نيسان”.
وقالت الحكومة الفرنسية إنها سعيدة بنتائج المحادثات، موضحة أنها حققت الهدفين الرئيسيين.
ووصف ميشيل سابين، وزير المالية الفرنسي، وإيمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد، نتائج المفاوضات بأنها “إيجابية”، قائلين إن الحكومة الفرنسية وافقت على وضع سقف لحقوق التصويت الخاصة بها فيما يتعلق بالقضايا اليومية، بينما احتفظت بحقها كأقلية حجب فعالة فى الأمور الاستراتيجية.
وقال كارلوس جوسن، المدير التنفيذى لشركتى صناعة السيارات، إن الاتفاق الجديد بمثابة “بداية جديدة” للتحالف، مضيفا أنه يعنى أنهم سيضعون الخلاف وراء ظهورهم ويبدأون بالتركيز على تطوير الأعمال.
ومع ذلك، عبر المحللون عن خيبة أملهم من ضياع فرصة للإصلاح الأكثر جوهرية، وكانوا يأملون بالتوصل لاتفاق أكثر دقة، بما فى ذلك دمج كامل للشركتين.
وقال دومينيك أو براين، فى بنك “بى إن بى باريبا”: “نحن نعتقد أن هذه النتيجة مخيبة لآمال المساهمين، وأنها فرصة ضائعة على جوسن، خاصة وأن التحالف لم يفعل شيئا لزيادة القيمة فى إطار هيكل المساهمة الحالى غير الكفء”.
وتراجعت أسهم شركة “رينو” يوم الجمعة الماضى بنسبة 5.3% فى بورصة باريس.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص من داخل الشركة اليابانية على مدار أسابيع أن هدفهم الرئيسى هو اكتساب حقوق تصويت لـ “نيسان” فى “رينو”.
ومع ذلك، قال جوسن إن الاتفاق يسمح لـ “نيسان” بزيادة حصتها فى “رينو”، وكانت الصحيفة البريطانية قد نشرت من قبل أن “نيسان” حريصة على رفع حصتها فى رينو إلى 25%، ولكن تم منعها من القيام بذلك.
وأضاف جوسن أنه لا يعارض اندماج كامل للشركتين.








