“جلال”: 50% ارتفاعاً فى معدلات بيع أراضى القرعة السادسة
“سعيد”: 100 ألف جنيه زيادة على سعر الترسية فى “أكتوبر”
زادت خلال الآونة الأخيرة حالات بيع أراضى الإسكان الاجتماعي لصالح السماسرة من قِبَل الفائزين بالقرعة التى تجريها وزارة الإسكان لمتوسطى الدخل، بما يزيد على سعر البيع للمستفيدين بنحو 25%.
وأكد مسوقون، أن مدن 6 أكتوبر، وبدر، والعبور، جاءت على رأس المناطق التى شهدت تزايد حالات بيع أراضى القرعة العلنية السادسة لتجار السوق السوداء، ويختلف الإقبال من مدينة لأخرى حسب المساحة العمرانية المطورة فى المدينة.
أشاروا إلى شراء الأراضى من الفائزين بأراضى القرعة عبر “إيصالات سداد” بين الطرفين أو عقود ابتدائية غير مسجلة فى الشهر العقارى لحفظ حق كل طرف.
أوضحوا أن الفائز بقطعة أرض وزارة الإسكان يسجل توكيلاً رسمياً للسمسار “المشترى” بموجبه يسدد أقساط الأرض فى بنك التعمير والإسكان.
وانتهت وزارة الإسكان من إجراء قرعة توزيع 5 آلاف قطعة أرض فى 10 مدن جديدة، تنافس عليها 147 ألف فرد، سددوا 3.6 مليار جنيه مقدمات حجز، وجاءت مدينة 6 أكتوبر فى صدارة الإقبال بـ46.8 ألف فرد، تنافسوا على 764 قطعة.
قال المهندس إيهاب جلال، رئيس مجلس إدارة شركة (E-homes) للتسويق العقاري، إن قرعة أراضى الإسكان الاجتماعى شهدت زيادةً فى حالات بيع الأرض إلى تجار السوق السوداء بنسبة تصل إلى 50%، مقارنة بالقرعات السابقة.
أضاف أن السماسرة يشترون الأراضى بسعر يزيد على سعر الوزارة بنسبة تتراوح من 15 إلى 25%، وتختلف من مدينة لأخرى، وفقاً لأسعار الأراضى.
أوضح جلال، أن العديد من السماسرة يلعبون دوراً فى شراء الأراضى لصالح المستثمرين، والعديد منهم يدفعون أسعار تزيد على سعر الأرض الحقيقى بنحو 30% فى حالة تجميعهم لأكثر من قطعة مجاورة لتنفيذ أكبر عدد من الوحدات.
أشار إلى اتجاه السماسرة للحصول على أراضى القرعة بطريقة غير قانونية، مرجعاً ذلك إلى أنها مدعومة من قبل وزارة الإسكان، وتقل أسعارها بكثير عن الأراضى الاستثمارية التى تتنافس عليها الشركات الكبرى.
وذكر جلال، أن الاستثمار العقارى يعتبر الأفضل فى الاقتصاد المصرى، نظراً إلى احتياج السوق دائماً للوحدات السكنية، خاصة مع زيادة عدد السكان.
قالت حبيبة سعيد، المدير التنفيذى لشركة “يس” للتسويق العقارى، إن قطع أراضى القرعة فى مدينه 6 أكتوبر تباع بزيادة 100 ألف جنيه على سعر الترسية من قِبل الوزارة.
أضافت أن الأسعار تقل تدريجياً فى المدن وفقاً للمنطقة وقربها من العمران، مشيرة إلى أن القرعة السادسة شهدت زيادةً فى إقبال السماسرة على أراضى وزارة الإسكان بنحو 40%، مقارنة بالقرعات الخمس الماضية.
أكدت صعوبة إحكام وزارة الإسكان سيطرتها على عدم بيع الأراضى بعد ترسيتها، فى ظل “الحيل” العديدة التى تتيح لتجار السوق السوداء الحصول على الأراضى بطرق غير شرعية.
أوضحت أن الفائز بقطعة الأرض يوقع عقدين مع السمسار “المشتري” الأول بالشراء، والثانى بالإدارة وسداد باقى الأقساط المستحقة لبنك الإسكان والتعمير.
توقعت أن تشهد بعض المدن زيادةً فى الإقبال، خلال السنوات المقبلة، أبرزها السادات وطيبة الجديدة وأسيوط الجديدة، نظراً إلى مساحات الأراضى المحدودة المتاحة للطرح.
أرجعت الإقبال الكثيف من قبل المستثمرين والسمارة للحصول على أراضى الإسكان الاجتماعي، إلى الانتعاشة العقارية التى شهدها السوق خلال العام الجاري، وذلك بعد حالة الركود الحاد نتيجة عدم استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية.
قال سعيد محسن، صاحب مكتب الزهور للتسويق العقاري، إن السماسرة يعتبرون طروحات أراضى القرعة فرصةً جيدةً لتحقيق مكاسب من خلال العمل مع شركات الاستثمار العقارى خاصة الصغيرة والمتوسطة، والتى لا تستطيع الحصول على الأراضى الاستثمارية التى تطرحها وزارة الإسكان، نظراً إلى ارتفاع أسعارها وقوة الشركات التى تتنافس عليها.
عزا اتجاه الشركات والسماسرة لمثل هذه الأفعال، إلى عدم مراعاة الدولة للشركات الصغيرة والمتوسطة عند طرحها للأراضى الاستثمارية، بأسعار يصعب التنافس عليها سوى الشركات الكبيرة التى تمتلك القدرة المالية.
أشار “محسن”، إلى أن الفائزين بأراضى القرعة والسماسرة يحققون مكاسب كبيرة من هذه القطع، مؤكداً أن الدولة تخسر ملايين الجنيهات من عدم قدرتها على التحكم فى بيع أراضى الدولة المدعمة للمستثمرين.








