قالت الجارديان البريطانية، إن وزراء بريطانيين تجاهلوا التحذيرات المتكررة حول التهديدات التى تداهم صناعة الصلب.
وأكدت لجنة برلمانية، من مختلف الأحزاب، رد فعل الحكومة البريطانية شديد البطء حيال الأزمة التى طالت صناعة الصلب، والتى تسببت فى فقدان أكثر من 5000 من الوظائف، فضلاً عن أن هذا القطاع بأكمله مُنى بأضرار هائلة، منها إغلاق العديد من المصانع.
على الرغم من أن الحكومة تهتم بصناعة الصلب، فإنها لم تستجب للتحذيرات حول المشاكل المتفاقمة، والتى تضمنت خفض الطلب، وانخفاض الأسعار، وإغراق السوق بالصلب الرخيص من الصين، حسبما يشير تقرير مدعوم من قبل جميع النواب بلجنة العمل والابتكار والمهارات.
فعندما أفاق ساجد جاويد، وزير العمل البريطاني، ووزراء آخرون على وجود الأزمة، لم يقدموا ما يكفى للحفاظ على مصانع الصلب مفتوحةً، وتركزت جهودهم بدلاً من ذلك على تعويض العمال المتضررين، وأدى ذلك إلى فقدان دائم للمهارات، وإغلاق المصانع التى لن يعاد فتحها أبداً.
وقال إيان رايت، رئيس حزب العمال باللجنة: إن “صناعة الصلب على وشك الانهيار النهائي، وفشلت الحكومة، لفترة طويلة جداً، أن تكون فى حالة تأهب للتحذيرات التى أثارها خبراء الصناعة والعمل للحفاظ على صناعة الصلب فى المملكة المتحدة، فى الوقت الذى تتصرف فيه الدول الأوروبية الأخرى لحماية صناعاتها الاستراتيجية الخاصة مثل الصلب”.
يظهر إغلاق مصنع “ريدكار” التابع لمجموعة “إس إس أي” للصناعات الحديدية فى أكتوبر الماضى، حجم الأزمة، فبعد ما يقرب من قرن من العمل، تم إغلاق ثانى أكبر فرن لصهر المعادن فى أوروبا مع فقدان 1700 وظيفة، فضلاً عن العواقب الهائلة للاقتصاد المحلى المتعثر، كما أصبح هناك تدابير بخفض الوظائف أو تعليق النشاط بعد الأزمة التى واجهتها شركة “تاتا ستيل” لصناعة الصلب فى سكونثورب وأسكتلندا.
وأضاف رايت: “ما يقلقنى هو أن الحكومة يجب أن تستكشف خيارات أكثر من ذلك بكثير بدقة للحفاظ على مصنع (ريدكار) مفتوحاً، والإبقاء على الأصول الصناعية والمهارات، بدلاً من تخليها عنه بشكل سريع جداً، وهو ما أدى لإغلاقه وإلحاق أضرار جسيمة بالقدرة التصنيعية مستقبلاً، كما أن الفشل فى النظر فى سُبل فعالة لإنقاذ مصانع الصلب سيقوض القدرة على صناعة الصلب فى المملكة المتحدة فى المستقبل، وسيكلف دافعى الضرائب ثروة فى سبيل تدارك الأزمة”.
وقالت اللجنة، إن مشكلة الإغراق من قبل الصين بحاجة للمواجهة، من أجل أن تكون صناعة الصلب فى المملكة المتحدة قابلةً للحياة، كما أن الحكومة البريطانية لم تحث الاتحاد الأوروبى بما فيه الكفاية للتصدى لهذا الإغراق. كما أن الحكومة الحالية كانت بطيئةً للعمل على المقترحات التى طرحها القطاع، فيما يتعلق بتخفيف معدلات العمل وفواتير الطاقة المرتفعة، وزيادة الدعم الحكومى عندما يتم شراء الصلب لمشاريع ضخمة.
ومن جانبها، صرحت وزارة العمل والابتكار والمهارات البريطانية، بأن الحكومة اتخذت إجراءات بشأن تخفيف تكاليف الطاقة، ومكافحة الإغراق، والحد من الانبعاثات الأوروبية، وعلى الرغم من أن الحكومة تبذل كل ما فى وسعها لتقديم المساعدة لصناعة الصلب، فإنها لا تستطيع أن تملى قراراتها التجارية، أو أى عمليات بشأن الأداء المالى على الشركات الخاصة.








