قالت صحيفة فايناشيال تايمز البريطانية، إن هناك فجوة بين حجم التمويل العام والخاص للشركات التكنولوجية سريعة النمو مع تزايد امتناع الشركات، فى وادى السيليكون، عن الاكتتابات العامة الأولية، وهو ما ساهم فى انخفاض حاد فى قوائم إدراج الشركات التقنية فى البورصة.
وجمعت الشركات التكنولوجية أقل من 10 مليارات دولار من خلال عمليات الاكتتابات العامة فى الولايات المتحدة فى عام 2015، وفقاً لمؤسسة «ديلوجيك» العالمية، مقارنة مع 41 مليار دولار فى العام قبل الماضى، عندما تم تعزيز هذا الرقم بحوالى 25 مليار دولار تم طرحها من شركة التجارة الإلكترونية الصينية “على بابا”.
وأثارت ندرة الاكتتابات استياءً بين شركات رأس المال الاستثمارى فى وادى السليكون، التى أرجأت كثيراً من تطلعاتها لتصفية أنشطتها بالبورصة فى السنوات الأخيرة، وتفضل الشركات التقنية مثل «أوبر»، «إيربنب» و«بلانتير» البقاء كشركات خاصة بدلاً من اتباع مسار نظرائها السابقين من الشركان الناشئة الناجحة نحو بورصة وول ستريت.
وقال بيل ماريس، رئيس الذراع الرأسمالية فى «الفابت» الشركة القابضة لجوجل: «نفد الصبر حول حقيقة أننا بحاجة إلى السيولة، تحتاج الشركات لأن تكون شركات مساهمة عن طريق طرح أسهمها للاكتتاب العام حتى يكون هناك سيولة فى السوق، واعتقد أننا سنتحرك فى هذا الاتجاه، لأننى لا أعرف إلى أى مدى يمكن أن يقودنا البندول فى الاتجاه ذاته بالفعل».
وبمقارنة الربع الرابع من عام 2015 مع العام السابق، فإن حجم الاستثمار الخاص تجاوز 60 مليار دولار، أو أكثر من ستة أضعاف من ما طرحته الشركات التقنية فى وول ستريت خلال 2015 – وهو الرقم الذى يعد ضعف ما كان عليه الطرح خلال فقاعة الإنترنت.
وقال أنتونى كونتوليون، رئيس الوحدة العالمية لحلول أسواق رأس المال فى «كريدى سويس» السويسرى: «لقد كانت الشركات التقنية غائبة إلى حد كبير عن سوق الاكتتاب، نظراً لتوافر بدائل فى عمليات الاكتتاب الخاص»، وتوقع أنه لن يكون هناك ترتيب على مدار 24 شهراً المقبلة، حيث إن هذه الشركات لاتزال تحسن نماذج أعمالها الخاصة بها وتستعد للاكتتاب العام.
وأضاف ماريس، أن هناك حاجة لمزيد من الاكتتابات ذلك أن رؤوس أمواله قد تجلب عائدات لمستثمريه، وردد أيضاً الرأى الذى عبر عنه عدد متزايد من المستثمرين المغامرين، والذين يقومون بإدارة الاستثمار فى أموال مستثمرين آخرين بطريقة احترافية، فى الأسابيع الأخيرة بأن الإحجام عن الاكتتابات كان يحمى شركات التكنولوجيا الناجحة من الضوابط التى تفرضها الأسواق العامة على الشركات الأكثر نضجاً والحد من فرص موظفيها، الكثير منهم لديه أسهم، للاستفادة.
يرجع انهيار أنشطة الاكتتابات العامة الأولية للشركات التقنية إلى تراجع حجم الاكتتابات العامة الأمريكية بشكل أكبر، واستثمرت الشركات فى بورصة وول ستريت حوالى 36 مليار دولار خلال عام 2015، أقل من نصف استثماراتها فى العام السابق، وانخفض إجمالى الإيرادات العالمية من عمليات جديدة لإدراج الشركات بالبورصة ما يقرب من 30%، من 264 مليار دولار فى عام 2014 إلى 194 مليار دولار فى 2015.
كتب – يحيى الشعراوى








