قد يختلف البعض مع هذا العنوان.. “سواء من يظن أنى اتحدث عن العام المنصرف أو عن العام المقبل”.
في الحقيقة انا اتحدث عن العامين. بصفتي واحدا من المهتمين والعاملين في مجال السينما يمكنني أن أخبرك أنهما بالفعل عامين سعيدين وليس عام واحد.
جولة سريعة مع شريط السينما المصرية منذ عام الثورة “2011”وحتى الآن ربما توضح ذلك..
بعد الثورةكانت الآمال على تقديم سينما مختلفة كبيرة وعظيمة جدا، ولكن في ذلك العام لم تنتج السينما المصرية سوي 12 فيلم فقط، من ضمنها فيلمين تم انتاجهما قبل الثورة بعام في الأساس، أي أن المحصلة السينمائية في 2011 كانت 11 فيلم!
لم تحقق اغلب تلك الأفلام إيرادات تذكر وتوقفت العديد من شركات الإنتاج عن الإنتاج لدرجة ان هناك أفلام توقفت بعد البدء في تصويرها بأيام.
انتظرنا ان تتبدل الأحوال في العام التالي 2012. ولكن التوقعات لم تكن في محلها فأنتجنا في هذا العام حوالي 17 فيلم فقط، قد لا تستطيع مشاهدة أكثر من فيلمين منها وكذلك في 2013 لم تتبدل الأحوال كثيرا عن العام السابق وان كان عدد الأفلام زاد الي 23 فيلم وكانت بداية ظهور التجارب المختلفة على استحياء بأفلام من نوعية “عشم” و”هرج ومرج” و”فرش وغطا ”
في 2014 اختلف الحال.. فبدأت التحضيرات لـ 55 فيلم استبشر الكثيرون بهم ولكن مع التنفيذ لم ينفذ سوي 25 فيلم منهم، تم تأجيل الكثير منها الي العام التالي مثل “من ضهر راجل” وبتوقيت القاهرة “، فيما ظهرت أفلام مثل ظرف صحي لدولي شاهين والذي كان من الأفضل له ان يسمي “صرف صحي”
حتى جاء 2015 على العكس تماما من المتوقع، فبعد أن فقد الكثيرون الأمل في صناعة سينما مختلفة ومهمة جاءت الصناعة بما يشتهي صنّاعها، بداية من عدد الأفلام الذي وصل الي 39 فيلم من مختلف الأنواع والمستويات وهو عدد كبير جدا مقارنة بالأفلام التي انتجت بالفعل خلال الأعوام الاربعة السابقة.
والايرادات التي وصلت مجتمعة الي 160 مليون جنية حتى كتابة هذه السطور وهناك بعض تلك الأفلام مازالت في دور العرض تحقق إيرادات جيدة.
على مستوي الصناع عاد المخرج طارق العريان بفيلمين هما ” اسوار القمر ” واولاد رزق” بعد انقطاع عن السينما لأكثر من 10 أعوام وكذلك عرض فيلم ” بتوقيت القاهرة ” اخر أفلام الراحل نور الشريف والذي اخرجة امير رمسيس. وكذلك عاد المخرج محمد خان بفيلم ” قبل زحمة الصيف ” وداود عبد السيد بـ” قدرات غير عادية “ وهالة خليل ب “نوارة “ الذي فازت بطلته منه شلبي بجائزة أحسن ممثلة بمهرجان دبي السينمائي الدولي الذي فاز فيه اثنان اخرين من صناع السينما هما المخرج محمود سليمان الذي فاز بجائزة أحسن مخرج عن فيلم “ابدا لم نكن أطفال “ وكذلك هالة لطفي بجائزة دعم «فور تريس فيلم كلينك”..
انتهى العام السعيد سينمائيا ولم تنته معه الأحلام فقد فرش الطريق لعام جديد “2016” يستعد لعرض هذه المجموعة من الأفلام في السينمات.. مع توقعات ببدء التحضيرات لأفلام اخرى ..مختلفة أيضا.. ومميزة لنصبح بالفعل أمام عامان سعيدان وليس عام واحد..
محمد عبد الكريم : صحافيا وكاتب مقال بعدد من الصحف والمجلات منها “الدستور والتحرير ومجلتي سيدتي وروتانا” ، له أفلام قصيرة مثل “مستني” و”الرسام” و”مش داخل المهرجان” شاركت في عدد من المهرجانات الدولية بفرنسا وأمريكا ومقدونيا وعدد كبير من دول العالم ، له ثلاثة مؤلفات أدبية هي رواية “سبعة أرواح” و”تبسيط مذكرات عرابي” الصادر عن وزارة الثقافة المصرية،والمجموعة القصصية “زجاج عاكس” التي فازت بدعم وحدة السينما المستقلة وتم تحويلها لفيلم سينمائي عام 2014، كما فازت بجائزة ساقية الصاوي لأحسن سيناريو وحوار 2015 .








