حذّرت الصين، أكبر مصدّر فى العالم، والتى دفعت التكهنات القاتمة للاقتصاد العالمى، من أن انخفاض الطلب الخارجى من شأنه أن يؤدى إلى ضعف التجارة الداخلية العام الجارى.
وجاء التحذير بعد أن كشف مكتب الجمارك فى البلاد عن بيانات تجارية أفضل من المتوقع فى ديسمبر الماضى، الشهر الذى شهد فيه الرنمينبى، ثانى أكبر تراجع له منذ عام 2005.
وذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» أن خبراء الاقتصاد أشادوا بتحسن بيانات الصادرات الصينية فى ديسمبر، مشيرين إلى أن الفائض التجارى الآخذ فى التصاعد قدّم الدعم للرنمينبى، حيث أثار تراجعه الشهر الجارى موجة بيع فى سوق الأسهم.
وأعلنت إدارة الجمارك صباح اليوم أن صادرات الصين، التى يتم قياسها بالدولار الأمريكى، تراجعت بنسبة 1.4% فى ديسمبر على أساس شهرى، مضيقة أن إجمالى الهبوط 6.8% فى نوفمبر الماضى.
وانخفضت الواردات بنسبة 7.6% خلال ديسمبر الماضى، بالمقارنة مع انخفاض بنسبة 8.7% فى نوفمبر، حيث واصلت أسعار السلع الأساسية انخفاضها ونتيجة لذلك، اتسع الفائض التجارى للصين إلى 60.1 مليار دولار فى الشهر الأخير من 2015.
واكدّ بعض الاقتصاديين أن الأرقام تجاوزت توقعاتهم، حيث أفاد استطلاع رأى أجرته وكالة أنباء «بلومبيرج» تراجعا بنسبة 8%.
واستدل المحللون بالأرقام على أن انخفاض قيمة الرنمينبى، قد يحسّن من القدرة التنافسية للاقتصاد الصينى. ولكن انقسموا حول تأثير انخفاض العملة بنسبة 1.5% فى ديسمبر مقابل الدولار الأمريكى على البيانات التجارية.
واوضح «كومرتس بنك» أن ضعف الرنمينبى، ساهم على الأرجح فى الأداء التجارى القوى. ومع ذلك لاحظت جوليا وانج، كبير الاقتصاديين الصينيين فى بنك «إتش إس بى سى»، أن العملة الصينية كانت أكثر ثباتا وسط سلة العملات الأجنبية الأخرى.
وقال ما تشياوبينج، الخبير الاقتصادى فى «إتش إس بى سى»: إن خفض قيمة اليوان بقرار من بكين فى الصيف الماضى ساهم فى دعم صادرتها عبر تعزيز قدرتها التنافسية، إلى جانب زيادة الطلب الدولى خصوصا فى البلدان المتطورة. لكنه أضاف أن عملية استقرار هذه المؤشرات «تبقى هشة»، ومن غير المؤكد أن يكون هذا الانتعاش مستمرا.