عاملون بالقطاع: التعافى لن يكون قبل أكتوبر والأزمة مستمرة
“العجمى”: 50% من المنشآت السياحية معروضة للبيع بسبب الركود
ترهن شركات السياحة عودة السياح لمصر مرة أخرى بالاستقرار الأمنى، بعد فقدها أكثر من 90% من حركة السفر الوافدة عقب سقوط الطائرة الروسية المنكوبة فى نهاية أكتوبر الماضى.
ووفقاً للشركات، فما زال مسلسل خسائر القطاع مستمراً، الربع الأول من العام الجديد، جراء اعلان شركات السياحة الكبرى فى السوقين الإنجليزى والألمانى عن تأجيل استئناف الرحلات حتى نهاية مارس المقبل.
وأوقفت الشركات الروسية رحلاتها لمصر بداية نوفمبر الماضى لحين الكشف عن ملابسات حادث سقوط الطائرة فى حين علقت بريطانيا رحلاتها لشرم الشيخ بداية من نفس الفترة.
وأوكلت الحكومة المصرية مهمة مراجعة إجراءات تأمين المطارات إلى شركة كنترول ريسيكس البريطانية خلال ديسمبر الماضى والتى من المتوقع أن تستغرق نحو 3 أشهر فى تنفيذ مهمتها.
لكن العديد من العاملين فى قطاع السياحة يرون أن تعافى القطاع لن يكون قبل أكتوبر المقبل فى ظل توقف الحجوزات لمصر فى الوقت الحالى.
وقال هشام على، رئيس جمعية مستثمرى جنوب سيناء، إن بداية العودة للسياحة ستكون خلال شهر أبريل المقبل إذا لم تشهد مصر أي حوادث إرهابية جديدة خلال الربع الأول من العام الجارى، وستمثل الإشغالات طوال العام 20% فقط.
وأضاف أن عودة الرحلات لمصر واستئنافها مجدداً سيكون مؤشراً قوياً على التعافى أياً كانت المؤشرات.
ويخسر القطاع أكثر من 3 مليارات جنيه مباشرة وغير مباشرة بحسب وزير السياحة هشام زعزوع.
وقال “على”، إن البنك المركزي يحاول دعم القطاع من خلال عدد من المبادرات أهمها تأجيل مستحقات البنوك لدى المستثمرين حتى نهاية 2016.
ولكن “على” يرى أنه رغم الدعم الذى توفره الدولة والجهاز المصرفى، فإن القطاع يحتاج إلى دعم أكبر من ذلك، ويجب على البنوك ضخ أموال فى قطاع السياح لأن عدداً كبيراً من الفنادق وصل إلى مرحلة التعثر التام.
وينتقد رئيس جمعية المستثمرين السياحيين بجنوب سيناء وزارة التضامن لعدم تنفيذها قرار الحكومة تأجيل سداد المتأخرات والأقساط التأمينية 6 أشهر، قائلاً: “رفضت أى تأجيل بحجة أنها هيئة مستقلة ولا يمكنها تأجيل التحصيل من المنشآت السياحية”.
وقال إن توقف السياحة خلال الستة أشهر بداية من نوفمبر الماضى، وحتى أبريل المقبل يحتاج إلى عامين لسداد مستحقات وديون التوقف لمدة 6 أشهر.
وتعانى جميع فنادق شرم الشيخ من الركود التام، ما عدا فندقى نوفتيل ومارينا شرم الحكوميين، حيث يتم توجيه رحلات السياحة الداخلية إليهما دون غيرهما.
وقال إن السياحة لم تزدهر العام الماضى سوى فى شهر أكتوبر فقط، حيث بلغت قيمة الغرفة الفندقية به ضعف قيمتها الحالية، كما أن الإشغالات به تراوحت بين 60 و70%.
وتتوقع نورا على، نائب رئيس غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة أن يكون عام 2016 امتداداً لعام 2015 من حيث الركود السياحى؛ بسبب عدم رغبة الحكومات فى فصل السياسة عن السياحة.
أوضحت على أن أكثر التوقعات تفاؤلاً يشير إلى عودة السياحة مطلع الشتاء القادم، لكن بشرط عدم وجود حوادث إرهابية جديدة.
وطالبت شركة “كنترول ريسكس” التى اختارتها الحكومة لمراجعة أمن المطارات بسرعة الانتهاء من مهمتها، حيث سيساعد ذلك بصورة كبيرة على تغيير الصورة الذهنية السلبية عن مصر لأن من أكبر العوامل المنفرة للسياح من دخول مصر هو الأمن.
“ألغيت 60% من حجوزات العام الجارى، فإحدى شركات الطيران بلوكسمبورج ألغت رحلاتها لمصر حتى 31 أكتوبر المقبل، بسبب عدم وجود سياح مقبلين على السفر لمصر حتى هذا التوقيت” وفقاً لعلى.
ويرى رئيس لجنة السياحة بالجمعية المصرية البريطانية مجدى حنين، أن السياحة عالمياً ستعانى تراجعاً كبيراً خلال 2016 بسبب التقلبات الاقتصادية فى المنطقة من تراجع للبورصات العالمية، وتدهور الاقتصاد، والذى أدى بدوره إلى تسريب العمالة فى عدد كبير من الشركات، إلى جانب عدم رغبة السياح فى السفر إلى المقاصد البعيدة والخطرة خوفاً من العمليات الإرهابية المنتشرة.
وأضاف أن عودة السياحة الأوروبية لن تبدأ قبل شهرين، ما يعنى أن موسم الشتاء لن يكون له نصيب من السياحة الأوروبية إلا فى نهاية شهر مارس وبداية أبريل، بينما سيشهد فصل الصيف انتعاشاً إلى حد كبير للسياحة الشاطئية على المدن الساحلية، بينما ستعانى كل من الأقصر وأسوان من الركود حتى بداية فصل الشتاء المقبل.
وتوقع أن يستحوذ شهرا سبتمبر وأكتوبر المقبلان على أعلى نسبة لقدوم السياح خلال 2016.
طالب الحكومة بضرورة العمل على الأسواق التى تصدر السياح الأعلى إنفاقاً “ليس المقصود أعداد بقدر ما هو تحقيق دخل مرتفع للقطاع”.
وأوضح أن بعض السياح لا ينفق سوى تكلفة البرنامج الذى يختاره وهو ما يعد عبئاً على الفنادق ويكلفه أسعار الخدمات دون مكاسب.
وتنعكس التدفقات السياحية والانحسار فى الإشغالات على ضخ الإيرادات فى استثمارات جديدة، وفقاً لحنين موضحاً أن “الوقت الحالى مع ضعف الدخل لن يكون هناك استثمار فى القطاع إلا فى أضيق الحدود”.
وتوقع ثروت العجمى، رئيس غرفة الشركات بالأقصر وأسوان عدم ضخ استثمارات جديدة بالقطاع خلال 2016، “كثير من أصحاب المنشآت قاموا بعرضها للبيع بسبب عدم قدرتهم على تحمل النفقات والمستحقات المطلوبة منهم سواء من جانب الرواتب للموظفين أو المستحقات للحكومة”.
لفت إلى أن الحكومة لم تؤجل سداد المستحقات على الأقصر وأسوان ويسددها المستثمرون بصورة منتظمة، موضحاً أن تأجيل السداد لا طائل من ورائه، فالمستثمر سيقوم بالسداد إما عاجلاً أو آجلاً.
ورهن عودة السياحة مرة أخرى بتحديد تاريخ عودة السياح الروس، لأن نسبتهم تصل إلى 40% من حجم السياحة فى مصر، كما أن توقفهم عن السفر لمصر أثر على قدوم عدد من الأسواق المجاورة لهم.
قال إن السياحة الداخلية أو السياحة الحالية من بعض الدول الأوروبية لا يمكنها تعويض الروس بسبب قيمة إنفاق الروس وزيادة أعدادهم.
وقال كامل أبوعلى، رئيس مجلس إدارة شركة بيك الباتروس للاستثمار السياحى، عضو جمعية الاستثمار السياحى بالبحر الأحمر، إن “بيك الباتروس” ستضخ 2.5 مليار جنيه خلال العامين 2016 و2017 لاستكمال المشروعات التى بدأتها بكل من مرسى علم وشرم الشيخ والغردقة وسفاجا.
شدد على أن شركته لن تدخل فى مشروعات جديدة قبل انتعاش الاقتصاد مرة أخرى، وعودة السياحة.
وقال إن قطاع السياحة يعانى من الحملات الفاشلة، وفقا لوصفه، التى تقوم بها هيئة تنشيط السياحة وعلى رأسها حملة (This_is_Egypt#) التى أطلقتها هيئة تنشيط السياحة مؤخراً للترويج الخارجى لمصر من خلال نشر الصور الأثرية والمختارة لمصر.
وقال حسام الشاعر، رئيس شركة بلوسكاى للسياحة، إن انحسار التدفق السياحى لمصر خلال الفترة الأخيرة دفعه لتأجيل افتتاح فندقين له بتكلفة 800 مليون جنيه.








