عانت دول الشرق الأوسط لفترة طويلة جدا من الاضطرابات، وسفك الدماء، بسبب الحروب الأهلية فى سوريا، واليمن، والكفاح ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».
وذكرت شينخوا، وكالة الأنباء الصينية، أن دول الشرق الأوسط، التى تمر حاليا بمرحلة إصلاح وتغيير، بحاجة ماسة إلى الاستقرار السياسى والنمو الاقتصادى الحيوى.
ونقلت الوكالة أن زيارة الرئيس الصينى شى جين بينج، الأولى فى الخارج فى عام 2016 إلى المملكة العربية السعودية، ومصر، وإيران، توضّح الأهمية الاستراتيجية التى توليها بكين، للمنطقة.
وأفاد الخبراء بأن الصين باعتبارها المحرك الرئيسى للاقتصاد العالمى، أعلنت عن تقديم بعض الخبرة للتنمية الناجحة وتوفير فرص حقيقية للتعاون المربح للجانبين مع شركائها فى منطقة الشرق الأوسط.
وقال ليو باولاى، السفير الصينى السابق لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، والأردن، إن الإنجازات الصينية وثمار التعاون مع الشرق الأوسط يوفران فوائد كبيرة ومستقبلا واعدا لسكان المنطقة.
وأوضح إيهاب دسوقى، رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات فى مصر، أن الصين بجانب سياستها الاقتصادية المستقرة والنمو السريع، خلقت نموذجا ممتازا باستخدام عدد سكانها الضخم كقوة للتنمية بدلا من أن يكون مصدرا للضغط.
واقترح شيويه كينجيو، مدير المدرسة العربية فى جامعة بكين للدراسات الأجنبية، ثلاثة أمور يمكن أن تتعلمها دول الشرق الأوسط من الصين، أولا: استكشاف مسار التنمية الذى يلائم الوضع الداخلى لكل بلد على حدة. ثانيا: تسوية العلاقات بشكل صحيح باستخدام الاستقرار والإصلاح والتنمية، والمبادئ التوجيهية، وأخيرا: التغلب على الخلافات من أجل الصالح العام للدول وشعوبها.
وأضاف «الشرق الأوسط فى حاجة ماسة للتعاون على بناء البنية التحتية، والصين مستعدة لتقديمها. وفى الوقت نفسه، يمكن للطاقة والسوق فى المنطقة أن يدفع عجلة النمو الاقتصادى فى بكين.
وأشار ليو إلى أن الإمكانات لا حدود لها فى منطقة الشرق الاوسط فى مجالات مختلفة مثل الصناعة، والطاقة، والمقاولات الهندسية، والتكنولوجيا، والسياحة، وتبين أن المنطقة فى حاجة ماسة للتعاون مع الصين.
وأوضح ياو كوانجيا، السفير الصينى السابق لدى تركيا، أن الصين أقامت تعاونا فى الطاقة الإنتاجية مع دول الشرق الأوسط منذ سنوات، وقامت ببناء قاعدة صلبة للتنمية فى المستقبل.
وأضاف أن الصين والسودان أطلقا مشاريع للتعاون لاستغلال البترول فى وقت مبكر من عام 1995، مما خلق أكثر من 80 ألف فرصة عمل للسكان المحليين. ما يمهد الطريق لتعزيز التعاون فى الطاقة الإنتاجية مع دول الشرق الأوسط الأخرى.
وتوقع خالد عبدالخالق، الخبير بمركز الأهرام المصرية للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن زيارة شى يمكن أن تسفر عن توقيع بعض الاتفاقات لتنفيذ استراتيجية التنمية.
وأضاف أن مبادرة «طريق الحرير» كانت محل ترحيب من قبل دول الشرق الأوسط وخاصة المملكة العربية السعودية، ومصر، حيث أعربت الدولتان عن استعدادهما لإعادة هيكلة الموانئ والطرق من أجل الانضمام إلى هذا المشروع الضخم.
وأكد أن المبادرة الصينية يمكن أن تحل مشكلة مزمنة وسط ارتفاع معدلات البطالة من خلال توفير العديد من فرص العمل فى المنطقة، وخلق قاعدة قوية للتعاون بين الصين والعرب، وبالتالى يمهد الطريق لتعزيز قوى بالفعل العلاقات المتبادلة والتعاون.
ودعا تشو ويى ليى، الخبير فى شئون الشرق الأوسط فى جامعة «شانجهاى» للدراسات الدولية، المنطقة للحد من المخاطر الأمنية والتوصل إلى تسوية سياسية طويلة الأجل ووضع حد للنزاعات والحروب فى أقرب وقت ممكن.








