الشركة أقامت مجمعاً صناعياً متكاملاً فى 10 سنوات من خلال التأجير التمويلى باستثمارات تزيد على 5 مليارات جنيه
الأرباح المرحلة تغنى الشركة عن جميع المصادر التمويلية
“فؤاد”: مصر حديثة العهد بالتأجير التمويلى.. والشركة أول من استخدمه لكونها بلا منافس
أقامت الشركة الشرقية للدخان مجمعا صناعيا متكاملا بمدينة السادس من أكتوبر على مساحة 357 فداناً ما يُعادل 1.5 مليون متر مربع، بتكلفة استثمارية تزيد على 5 مليارات جنيه، خلال الفترة من 2001 حتى 2011، وموّلت كل معداته من خلال التأجير التمويلى.
قال أسامة فؤاد، رئيس القطاع المالى بالشركة الشرقية للدخان “إيسترن كومباني“، إن الشركة لها تجربة فريدة فى استخدام التأجير التمويلى فى إقامة مجمع مصانعها، ووفرت مليارات الجنيهات عبر عقود البيع مع إعادة الاستئجار.
أوضح أن التأجير التمويلى من أفضل وسائل تمويل الاستثمارات خاصة مع ظروف الشركة الشرقية للدخان لكونها تستخدم ماكينات ومعدات بلا منافسين فى مصر، وما إلى ذلك من مستلزمات النشاط الصناعى بالشركة.
أضاف فؤاد أن تمويل تلك الآلات على عدة سنوات تقلل تكاليف الاستثمارات نظراً لبدء استخدامها كأصل مملوك لها بموجب الاتفاق التعاقدى مع شركة التأجير التمويلى، لافتاً الى أن “الشرقية للدخان” تشترى ذلك الأصل فى نهاية مدة التأجير بسعر 1 جنيه.
ذكر أن الشركة فى بداية إنشاء المجمع الصناعى بمدينة 6 أكتوبر عام 2001 كانت بين خيارين، إما الاقتراض البنكى أو الاتجاه للتأجير التمويلى، ولكن بعد عدة دراسات قررت استخدام التأجير التمويلى نظراً لظروفها آن ذاك، والتى ربما لا تتناسب مع شركات أخرى.
قال فؤاد إن التأجير التمويلى ينقسم إلى 3 أنواع، وهى التأجير التمويلى طويل الأجل حتى 10 سنوات، والتأجير التشغيلى قصير الأجل لمدة تقل عن سنة، والبيع مع إعادة الاستئجار، وهو الأسلوب الذى فضلته الشركة، تبعاً لظروفها.
أوضح أن “الشرقية للدخان” تبيع المعدات والآلات التى تستوردها من الخارج، إلى شركة من شركات التأجير التمويلى ثم تعيد استئجاره منها بفائدة بسيطة، وفقاً لسمعة شركته وقلة مخاطرها من ناحية السداد.
قال رئيس القطاع المالى إن الشركة تستخدم ذلك الأسلوب فى التمويل لإعادة توفير سيولة تستلغلها فى شراء ماكينات وآلات أخرى، مؤكداً أن الشركة اشترت ماكينات بذلك الأسلوب تخطت قيمتها مليارات الجنيهات.
أوضح أن أى شركة تطلب من شركات التأجير التمويلى آلات بمواصفات معينة، أما “الشرقية للدخان” فلها مواصفات متخصصة جداً، نظراً لكونها فريدة فى صناعتها، ولفت إلى أن الشركات الكبرى المصدرة لمنتجات السجائر فى العالم تقتصر على 3 شركات فقط فى إيطاليا وألمانيا وإنجلترا.
قال إن البيع مع إعادة الاستئجار يعتبر عديم التكلفة على الشركة، وأنه من الصعب تعميم تلك الطريقة على كل الشركات، وذلك لأن “الشرقية للدخان” متخصصة فى الصناعة، فضلاً عن كونها تنفرد بها فى مصر.
وتابع: “مصر حديثة العهد بالتأجير التمويلى” لافتاً إلى أنه مطبّق فى الدول الأوروبية منذ الأربعينيات والخمسينيات، فيما تم صدور القانون فى مصر عام 95 وتم تفعيله فى 2001، و”الشرقية للدخان” هى أول شركة تستخدمه فى مصر.
وأشار خبير التمويل ورئيس القطاع المالى بالشركة، إلى الزخم حول التأجير التمويلى خلال الخمس سنوات الأخيرة، مضيفاً أن عقود التأجير التمويلى تترواح بين 3 و10 سنوات، فيما التزمت الشركة الشرقية للدخان بفترات 6 و8 سنوات.
أوضح أن التأجير يصنف إلى 3 أنواع، أولاً التأجير المنتهى بالتمليك، ويتضمَّن التزام المستأجِر أثناء فترة التأجير أو لدى انتهائها بشراء الأصل الرأسمالى، ويجب أن ينص فى العقد إمكانية اقتناء المستأجر لهذا الأصل فى أى وقت أثناء مدة التأجير أو حين انتهائها، مع تحديد ثمن الشراء، والأخذ بعين الاعتبار مجموع قيم الدفعات الإيجارية، وتنزيلها من الثمن المتفق عليه ليصبح المستأجر مالكاً للأصل.
وثانياً التأجير التمويلى، وهو الاسترداد الكامل للأصل الرأسمالى، فى الدول الصناعية والنامية، من خلال عقد يُبرم بين شركة التأجير التمويلى والمستأجر الذى يطلب من الشركة استئجار أجهزة وآلات حديثة لمصنع ما أو مشروع ما يقوم بإدارته بنفسه، ويحتفظ المؤجر بملكية الأصل المؤجر طوال فترة الإيجار، بينما يقوم المستأجر باقتناء الأصل واستخدامه فى العمليات الإنتاجية مقابل دفعات إيجارية خلال فترة العقد طبقاً لشروط معينة، وتتراوح فترة الإيجار عادة بين 3 سنوات و10 سنوات حسب العمر الإنتاجى الافتراضى للأصول المؤجّرة.
وثالثاً التأجير التشغيلى، وهو قصير الأجل، مثلاً يقوم المؤجر ذو الخبرة فى تشغيل وصيانة وتسويق الآلات أو غيرها من الأصول الرأسمالية بشرائها حتى تأجيرها إلى مستأجرين لفترات محدَّدة بدفعات إيجارية وشروط مغرية، ويتحمل المؤجر تبعات ملكية الأصل من حيث التأمين والتسجيل والصيانة مقابل قيام المستأجر بدفع الأقساط وتشغيل الأصل، وتتفاوت فترة الإيجار بين ساعة واحدة وعدة شهور.