تكافح البنوك الكبرى لاستعادة ثقة المستثمرين بعد معاناتها أسبوعاً كارثياً من هبوط أسعار الأسهم، وسط شكوك حول قدرتها على تجاوز ضعف النمو، ومعدلات الفائدة المنخفضة للغاية.
وذكرت صحيفة «الفاينانشيال تايمز»، أن البنوك الأوروبية تتظاهر بالتعافى وخاصة بعد أن أعلن «دويتشه بنك» موقف سيولة قوياً يسمح له بشراء سندات بنحو 5.4 مليار دولار.
وساعد إعلان البنك عن شراء السندات فى دفع أسهم أكبر بنك فى ألمانيا بنسبة 12%، أمس، لينهى بذلك الأسبوع الكارثى للبنوك.
ويسعى «دويتشه بنك» لتعزيز الثقة بعد أن ارتفعت ديونه إلى أعلى مستوى على الإطلاق، وفقاً لبيانات جمعتها وكالة «بلومبرج».
وقال البنك، فى بيان أمس، إن «موقف السيولة القوي» يتيح له إعادة شراء السندات دون أى تغيير فى خطة تمويله العام الجارى.
وتراجع مؤشر داو جونز ستوكس أوروبا 600 بنسبة 25% منذ مطلع العام الجارى، الأمر الذى أدى إلى اتخاذ تدابير الحذر من خطر حدوث أزمة فى البنوك.
وأظهر تقرير فى الولايات المتحدة، أن جيمى ديمون، رئيس مجلس إدارة «جى بى مورجان تشيس» أنفق 26.6 مليون دولار من ماله الخاص لشراء أسهم البنك الخميس الماضى لينضم بذلك إلى مجموعة من أربعة أشخاص على الأقل قاموا بشراء الأسهم هذا العام.
وقال روجر فرانسيس، المحلل فى «ميزوهو فاينانشيال جروب» الدولية فى لندن، إن تحركات البنك الجديدة بمثابة أداة يمكن ان يستخدمها للحد من الذعر.
وأضاف أن عملية الشراء لا تعالج القلق الأساسي، ولكنهم بحاجة إلى دفع الأرباح لتهدئة مخاوف المستثمرين.
وسعى كبار المدراء التنفيذيين فى مجموعة «سيتى جروب» و«ستاندر» المؤسسة المالية الإسبانية، أيضاً إلى تعزيز الثقة فى تراجع أسعار أسهم بنوكها عن طريق شراء الأسهم فى الأسابيع الأخيرة.
وتساعد هذه التحركات فى تحقيق استقرار القطاع الذى فقد نحو خمس قيمته السوقية منذ بداية العام الجارى.
وقال جيف هارت، المحلل فى «ساندلر أونيل» فى نيويورك، إن السوق مضطرب. ولم ينته كل شيء مضيفاً أن المستثمرين يعانون نوعاً من مخلفات الأزمة التى أعقبت انهيار بنك «ليمان براذرز» فى عام 2008.
وسجّلت البنوك أداء منخفضاً طوال العام الماضى بسبب مزيج من المخاوف بشأن انخفاض أسعار البترول، وتباطؤ النمو، واضطراب الأسواق فى الصين وتلاشى قوة البنوك المركزية لدعم الأسواق.








