انكماش الأسعار وتباطؤ الطلب تحديات تواجه المراكز المالية لشركات القطاع
زيادة المعروض يفشل فى رفع ربحية «قنا».. و«السويس» تتحول لخسارة 128 مليون جنيه

أنجزت شركة «مصر للأسمنت قنا» 34% من مشروع الفحم، فى الوقت الذى حددت ابريل المقبل موعدا للانتهاء من المشروع، وتبلغ التكلفة الاستثمارية للمشروع 35.5 مليون جنيه للمكون المحلى و9.08 مليون يورو للمكون الأجنبى.

ونفذت الشركة 19.5% من مشروع طاحونة الأسمنت الرأسية، ومن المتوقع الانتهاء منها أغسطس المقبل، فيما تصل تكلفة المشروع الى 14.1 مليون يورو للمكون الاجنبى، و7.1 مليون جنيه للمكون المحلى.
وتثير نسب انجاز المشروعين والبالغ تكلفتهما الاجمالية 246.5 مليون جنيه، الشكوك حول قدرة الشركة على الانتهاء من تنفيذهما فى المواعيد المحددة.
من جانب آخر، قال مسئول بشركة «مصر للأسمنت قنا» إنه بعد استحواذ الأخيرة على شركتى «اسيك المنيا للاسمنت» و«اسيك للخرسانة الجاهزة» سوف تتضاعف الحصة السوقية للشركة من 4 إلى 8%.
وأضاف المسئول أن «مصر للأسمنت قنا» رأت مصلحتها فى الانسحاب من المنافسة على رخص الاسمنت الجديدة التى طرحتها الحكومة مؤخرا، خاصة بعد استحواذها على شركتى الأسمنت.
وارجع على عفيفى المحلل المالى ببنك الاستثمار برايم القابضة انسحاب الشركة من المنافسة على الرخص الجديدة الى ان الشركة لا تريد زيادة الأعباء المالية، خاصة أن تلك الرخص ستتطلب استثمارات ضخمة لاقتناصها، فضلاً عن التمويل المطلوب توفيره لعمليات البناء ومنها تكاليف الحصول على الطاقة.

واضاف أن الأوضاع الحالية فى سوق الأسمنت تشير الى عدم وجود الطلب الكافى الذى من شأنه تغطية كميات الانتاج المتدفقة بعد اطلاق الرخص الجديدة.
وانخفضت قيمة مبيعات شركة «اسمنت قنا» خلال العام الماضى إلى 1.096 مليار جنيه، مقابل 1.150 مليار جنيه عن العام 2014 على الرغم من زيادة كمية المبيعات خلال الفترة، فإن خفض أسعار البيع أقرت سلباً على قيمة المبيعات.
وفى المقابل ارتفعت تكلفة المبيعات الى 742 مليون جنيه بنهاية 2015، مقابل 661 مليون جنيه عن 2014 بسبب ارتفاع اسعار الوقود والزيوت والطاقة الكهربائية.
وبلغت كميات انتاج الشركة من الاسمنت خلال العام الماضى 2 مليون طن مقابل 1.9 مستهدف للعام ذاته.
وأضاف عفيفى، أن تراجع ربحية الشركة وايراداتها نتيجة انخفاض اسعار الاسمنت فى السوق المحلية، وتراجع الطلب، فضلاً أن الموقع الجغرافى للشركة يحتم عليها البيع بأسعار منخفضة عن السوق، إذ إنها تقع فى مناطق الصعيد التى ينخفض بها الطلب على الأسمنت.
وقال إن منتجات الشركة الاقل فى الاسعار بعد اسمنت سيناء التى تبيع فى مناطق شبه جزيرة سيناء، فى ظل توتر أمنى، ضارباً المثل بأسعار بيع طن الاسمنت للشركة فى تعاملات الاحد، والتى بلغت 525 جنيها للطن لشركة مصر للاسمنت قنا، مقابل اسعار سوقية سجلت 550 – 560 جنيها.
وتوقع أن تواجه شركات الاسمنت العاملة فى السوق مشكلة تراجع الاسعار وانخفاض الطلب، ما سيضر بمراكزها المالية، المنتظر الاعلان عنها تباعاً خلال الفترة الحالية، واستدل على رؤيته بالشركة العربية للاسمنت التى تملك مقومات العمل بـ100% من طاقتها الانتاجية نظراً لتوافر الفحم، الا أن تراجع الاسعار يقلل من الجدوى المالية.
ولم يكن الوضع افضل حالاً فى شركة السويس للأسمنت التى تحولت للخسائر خلال الربع الرابع من 2015، بعد أن تكبدت 128 مليون جنيه، مقارنة بأرباح 141 مليون جنيه للربع المقابل من العام الماضي، فيما حققت صافى خسائر 60 مليون جنيه فى اجمالى السنة، مقابل أرباح 499.7 مليون جنيه فى 2014.
وعلقت بحوث «نعيم القابضة» بأن الشركة حققت نتائج ضعيفة فى مجملها، بسبب تراجع أسعار الأسمنت خلال الربع الأخير بنسبة 3% على الأساس الربع سنوى و15% على الأساس السنوى، مع زيادة تكاليف الطاقة بنسبة 30% على الأساس السنوى، فضلاً عن ارتفاع مصاريف العمالة.