تقول وكالة أنباء “بلومبرج”، إن منظمة الأوبك، وطفرة البترول الصخرى فى أمريكا ربما يحتاجان مستشار علاقات، فبعد أن تجاهلتها المنظمة قلقت بشأنها، وأخيراً أطلقت عليها حرب أسعار، والآن توصلت أوبك إلى أنها لا تعرف كيف تتعايش مع قطاع البترول الصخرى الأمريكى.
وقال عبدالله سالم البدرى، الأمين العام للأوبك، لمجموعة كبيرة من المدراء التنفيذيين فى القطاع من تكساس ونورث داكوتا فى الاجتماع السنوى لتجمع مدن الطاقة العالمية فى مدينة هيوستن الأمريكية: “أنا لا أعلم كيف سنتعايش مع قطاع البترول الصخرى فى الولايات المتحدة”.
وقال البدرى، إن منظمة الدول المصدرة للبترول، والتى تسيطر على 40% من الإنتاج العالمى، لم تتعامل قط فى الماضى مع مصدر عرض له تأثير سريع على الأسعار مثل طفرة استخراج البترول والغاز من التربة الصخرية، موضحاً أن ذلك يعقد قدرة الأوبك فى تعزيز الأسعار من خلال تخفيض الإنتاج.
وقال: “إن أى زيادة فى الأسعار، ستجعل القطاع الصخرى يقوم سريعاً بتغطية أى تراجع فى الإنتاج”.
وأعطت وكالة الطاقة الدولية فى وقت سابق يوم الاثنين الأوبك سبباً للقلق بشأن قطاع البترول الصخرى، قائلة إن إجمالى إنتاج الولايات المتحدة من الخام، ومعظمه من أحواض الغاز الصخرى، سوف ترتفع مقدار 1.3 مليون برميل يومياً من 2015 إلى 2021 رغم انخفاض الأسعار.
ورغم أن إنتاج أمريكا من التربة الصخرية متوقع له أن يتراجع بمقدار 600 ألف برميل يومياً العام الجارى، و200 ألف آخرين فى 2017، فسوف يعاود الصعود مجدداً فى 2018 وما بعدها، وفق وكالة الطاقة الدولية.
وقال جون هيس، المدير التنفيذى لشركة “هيس”أكبر منتج للبترول الصخرى فى منطقة نورث داكوتا، إن قطاع البترول الصخرى قد لا يستجيب لانخفاض الإنتاج من الأوبك بالسرعة التى تخشاها المنظمة، لأن هناك عقبات لوجستية من بينها إعادة تشغيل الحفارات والعمالة حتى يبدأ الإنتاج فى الارتفاع، بجانب العقبات المالية.
وأضاف هيس، الذى أعلنت شركته مؤخراً عن أول خسارة سنوية فى 13 عاماً: “إن ميزانيات منتجى الغاز الصخرى فى حالة سيئة، وعليها معالجتها أولاً قبل البدء فى الاستثمار مجدداً”.
وأطلقت الأوبك حرب أسعار ضد الإنتاج من التربة الصخرية فى أمريكا، وغيره من الإنتاج مرتفع التكلفة، بما فى ذلك من الصحارى الكندية أو المياه العميقة فى البرازيل، من خلال اتخاذها قرار فى 2014 بعدم تخفيض الإنتاج رغم الفائض، ومنذ ذلك الحين تراجعت الأسعار بأكثر من النصف، ووصلت لأدنى مستوى فى 12 عاماً عند حوالى 26 دولاراً فى 11 فبراير.
وفى اعتراف نادر بأن تلك السياسة لم تنجح، قال البدرى، إن الأوبك لم تتوقع انهيار أسعار البترول لهذه الدرجة عندما قررت مواصلة الضخ.
وبدات استراتيجية الأوبك التغير الأسبوع الماضى، عندما اتفق وزيرى البترول السعودى والروسى على تجميد الإنتاج عند مستويات يناير بشرط انضمام الدول الأخرى الغنية بالبترول، وقال البدرى إن هذه السياسة الجديدة سوف يتم تقييمها فى الثلاثة أو الأربعة أشهر المقبلة لاتخاذ قرار بشأن خطوات أخرى، ولكنه رفض الإفصاح عن ماهية الخطوات الأخرى التى يمكن للأوبك اتخاذها.
وقال البدرى، إن أسعار البترول جعلت الكثير من الشركات تخفض الإنفاق بشدة على تطوير ناتج جديد، ما قد يزرع بذور “أسعار مرتفعة للغاية” فى المستقبل.