الشركات تستثمر فى تدريب موظفيها لجذب العملاء
رغم النظرة المشوهة فى بعض الأحيان فإن قطاع التعهيد يمكن أن يحقق فوائد كبيرة لاقتصاد المملكة المتحدة من حيث فرص العمل والنمو وزيادة الإنتاجية.
وبمرور الوقت يتحول القطاع الى محرك متزايد الأهمية فى الاقتصاد البريطانى، فوفقا لجمعية الخدمات التجارية يعمل ما يقرب من 10% من القوى العاملة فى المملكة المتحدة فى مشروعات التعهيد وهو ما يمثل 3.3 مليون وظيفة وفى الربع الثالث من عام 2015، تم التوقيع على عقود تعهيد وصلت الى 2.2 مليار جنيه استرلينى أى بزيادة قدرها 69% عن العام السابق لنفس الفترة.
وتشير نتائج بحث أجراه مركز أكسفورد إيكونوميكس الى ان الزيادة فى نشاط التعهيد 1% يضيف سنويا مليارى جنيه استرلينى عائدات إنتاجية لاقتصاد المملكة المتحدة ولكل 1% نمو للقطاع بين عامى 1995 و2013، زاد نمو الناتج المحلى الإجمالى بنسبة 0.37% سنويا بشكل أسرع مما كان عليه الحال خلاف ذلك، وتمت زيادة الإنتاجية أسرع بنسبة 0.12%.
ولا يمكن النظر الى قطاع التعهيد على انه مراكز الاتصال الهندية، بل إنه نشاط اعمق من ذلك يمتد لقطاعات عريضة من الاقتصاد تطلب زيادة فى توفير الكفاءة وتنمية المهارات الأساسية للشركات.
ويقول الدكتور أنتونى ميتشل من كلية إدارة الأعمال هولت الدولية، الذى بحث فى هذا الصدد إنه على مر السنوات كانت الشركات البريطانية مع نهجها لنظم اقتصاد السوق الليبرالى سريعة فى تبنى مشروعات التعهيد، حيث فضلت خفض التكلفة على المدى القصير واحتفظت بقدر كبير من المرونة والنشاط.
وعلى الرغم من هذا التطور الكبير الا ان انشطة التعهيد ظلت مرتبطة فى اذهان الكثيرين بمراكز الاتصال التى تعمل من الخارج والتركيز على هدف الشركات بخفض التكاليف على حساب العملاء وتقديم نوعية أفضل من الخدمة.
وتعد اصعب الامور التى تواجه شركات التعهيد الحصول على العمالة الماهرة، فمثلا شركة تصميم مواقع عقارية ويب ماستر ومقرها فى هارتلبول، وتستهدف وكلاء العقارات فى جميع أنحاء العالم استجابت لرؤية وفكر الحكومة لتطوير الاعمال فى منطقة الشمال لكنها غير قادرة على اكتشاف المواهب محليا فاضطرت للجوء الى خدمات التعهيد فى الخارج واتجهت لشركة بريطانية تعمل من الفلبين اسمها «كلاود امبلوى».
وبحسب نيك هارجريفز المؤسس المشارك فى «كلاود امبلوى» فإنه يسعى الى دعم نمو الشركات فى المملكة المتحدة من خلال تزويدهم بالموظفين المتخصصين الاكفاء، وهذا يتيح لها أن تنمو وأن تحافظ على قدراتها التنافسية وتوظيف المزيد من المواطنين.
ووفقا للدكتور اليكسيج هاينز من مركز مدرسة سالفورد للأعمال الرقمية ان التعهيد فرصة لتعزيز دور الشركات الصغيرة فى الاقتصاد، ونظرا للطبيعة المعقدة للتكنولوجيا فإن التعهيد يوفر فرصة لطرف آخر يقدم المساعدة فغالبا ما تكون هناك أوقات تكون الشركة الرئيسة لديها مشروع تحتاج لخبرات خارجية لتنفيذه مثل تصميم الشعار، وإنشاء عروض تقديمية «باور بوينت» منخفضة التكلفة.
وفى عصر السرعة لا يمكن لشركة القيام بكل شىء وبكفاءة وفى وقت قياسى وهنا تظهر اهمية الشركات المتوسطة والصغيرة فى تنفيذ مشروعات التعهيد، مما يساعدها على زيادة مواردها وتطوير قدرتها التنافسية.
وفى بحث مستقل لمنظمة اسبيكت للحلول التكنولوجية قال 94% ممن شملهم الاستطلاع إن تعاقدات منظمتهم كانت أعلى إلى حد ما فى عام 2015 بالمقارنة بعام 2014 ولكن، الأهم من ذلك هو أن نحو ثلثى المبحوثين يخططون لزيادة الاستثمار فى التكنولوجيا، والبيئة، وعمليات التشغيل والتدريب. ويرى المشاركون فى البحث عن 60% من عوامل النجاح تقوم على وفرة القوى العاملة الماهرة بينما يرى 62% أن خفض التكلفة أهم عامل جذب للعملاء.
ودفع نمو قطاع التعهيد فى بريطانيا الشركات الى الاستثمار بشكل واضح فى التدريب والتطوير وزيادة مخصصات ذلك لان جلب عمالة ماهرة من الخارج يزيد من التكلفة، وبالتالى يقلص فرص جلب الزبائن.
كتب: منن خاطر
ندى ضياء