تعتبر القارة الأفريقية الجهة الواعدة عالمياً لمشروعات التعهيد فى مجالات مختلفة بفضل تحسن مستوى التعليم والتدريب ونمو الطبقة المتوسطة، وزيادة معدلات الاستهلاك، حيث تتنافس دول القارة على الشركات الدولية الباحثة عن مقر لأنشطتها الخارجية.
وقد اتخذت حكومة جنوب أفريقيا بالفعل عدداً من المبادرات لتعزيز أنشطة التعهيد فى البلاد، وبالفعل نتج عن نظام الحوافز الأولية لتشجيع مشروعات التعهيد الذى بدأ تنفيذه فى عام 2011، ما يقرب من 9 آلاف وظيفة.
وقدر جرى تطوير خطط دعم القطاع بنسخة حديثة انطلقت نهاية 2014، وتستمر حتى ربيع 2019 لمؤسسة ديليوت. ويتمثل الهدف الرئيسى من هذا المشروع فى خلق مزيد من فرص العمل للشباب وزيادة مساهمتها فى عائدات التصدير.
بالإضافة إلى ذلك، أطلقت الحكومة عدداً من المخططات المالية لتدريب المواهب المتاحة لخدمة قطاع التعهيد بإشراف من رابطة قطاع التعهيد الوطنية، كما يتم إطلاق مبادرة تعلم المهارات استناداً إلى تثقيف وتقييم المواهب المناسبة. وتتعاون مؤسسات دولية فى تقديم برامج التدريب ومنها مؤسسة روكفلر، وتمتلك جنوب أفريقيا القدرة على أن تصبح الوجهة المقبلة لقطاع التعهيد العالمى، يجيد نحو 5 ملايين نسمة لديها اللغة الإنجليزية من بينهم مواهب كبيرة تخرجت فى الجامعات التى تدفع للسوق سنوياً 160 ألف شاب، فيما يدخل سوق العمل سنوياً نحو 400 ألف شخص.
وتوفر جنوب أفريقيا للعديد من الدول الأوروبية مركزاً للتعهيد يسهم فى الحد من تكلفة الإنتاج بنسبة تتراوح ما بين 40 و%50.
وتعتبر أفريقيا جاذبة لقطاع التعهيد ليس فقط بسبب انخفاض تكلفة الإنتاج وموقعها الجغرافى القريب من الأسواق الآسيوية والأوروبية معا بالنسبة للشركات متعددة الجنسيات، لكن فرص النمو الهائلة لهذه الشركات فى أفريقيا تعتبر كبيرة، وتوفر سهولة أكبر فى الامتثال للتعاقدات وجودة الأنشطة المحاسبية، كما أن هناك تنوعاً فى اللغات المتوفرة فى القارة مثل الفرنسية والبرتغالية، والهولندية والتى تتحدث بها المواهب اللازمة لتشغيل المشروعات.
وقد تحسنت القدرات التنافسية فى دولة جنوب أفريقيا، أيضاً، فى السنوات الأخيرة نتيجة التنمية فى البنية التحتية الشاملة، سواء المادية أو الاجتماعية. وفازت بالفعل مؤخراً بتصويت جمعية مشترى خدمات التعهيد الأوروبى كأفضل جهة جاذبة للاستثمار، وقد حددت جنوب أفريقيا نظماً لإدارة العمل فى قطاع التعهيد يقوم على نماذج ناجحة مثل الهند والفلبين.
وتتمتع جنوب أفريقيا بميزات تنافسة منها التكلفة المنخفضة للمواد الخام والعمالة ووفرة مقدمى الخدمات، ما يزيد من عائدات التشغيل خصوصاً مع وجود سوق محلى قوى وإقليمى فى الدول الأفريقية الصاعدة التى توفر نطاقاً أوسع للمشترين مع توافر العمالة الماهرة التى تتحدث الفرنسية والبرتغالية والهولندية، وهى عوالم مجتمعة تجعلها جهة مفضلة للشركات متعددة الجنسيات.
ويخشى البعض فى جنوب أفريقيا من إشكالية انتقال العمالة الماهرة من الشركات المحلية الوطنية إلى شركات التعهيد الأجنبية، ما يضر بالميزة التنافسية للاقتصاد الوطنى، ما يعنى فقدان مزيد من الوظائف على المدى الطويل.
لكن الرأى المقابل يرى أن الشركات الأجنبية ستزيد من الطلب على العمالة الماهرة، ما يعنى أن الشركات التى تسعى من أجل البقاء والاستمرار فى توظيف الناس، سوف تحتاج إلى زيادة الفاعلية ومواصلة تحسين طرق ممارسة الأعمال عن طريق التدريب المستمر، ومع ذلك، فإن البلاد التى هى قادرة على استيراد وظائف الأجنبية إلى شواطئها تخلق فرص عمل جديدة.
ومما يؤسف له أنه من المستحيل أن يكون نجاح مقدمى الاستعانة بمصادر خارجية المهنية على المستوى العالمي، إذا يتحدث البلاد بشدة محلياً. البلدان الناجحة الاستعانة بمصادر خارجية لديها سوق التعهيد المحلي النشط الذى يخلق المهنيين الاستعانة بمصادر خارجية الموهوبين، الذين يصبحون جاذبية على مستوى العالم.
على عكس من شركات التعدين الأجنبية التى تأتى إلى جنوب أفريقيا لنقص الموارد الطبيعية من تحت الأرض، فإن شركات التعهيد تقوم بتحسين كفاءة المواهب المحلية، وتزيد الطلب عليها، ما يشجع الاستثمار فى التعليم الجيد والتدريب وخلق الكوادر البشرية الماهرة لتلبية احتياج السوق.
وبالفعل نشطت مبادرات عدة لتقليل فجوة العمالة الماهرة المطلوبة بشدة لإضفاء الطابع المهنى على عمالة قطاع التعهيد النامى خصوصاً للمشروعات ذات المهارات الراقية بالتعاون بين المؤسسات الحكومية مثل وزارة المالية وخدمات المحاسبة وقطاع التربية والتعليم وهيئة التدريب ومؤسسات دولية مثل ديتلويت لتوفير مصادر تمويل وتدريب عدد كبير من الشباب العاطلين عن العمل.
وقد تعاونت فى هذا الصدد شركات أجنبية مثل ويب هيلب وونس وباركليز وهو أمر جيد لبلد يرتفع فيه البطالة فى صفوف الشباب إلى %50.
كتب: أدهم يوسف
أميرة الفقى








