النار بجانب البنزين.. قوات أمريكية تنتشر قرب الحدود الروسية
قررت الولايات المتحدة زيادة وجودها العسكرى فى أوروبا 4 أضعاف لتكون فى أعلى مخاطر الحرب النووية مع روسيا، منذ أزمة الصواريخ الكوبية فى أوائل الستينيات من القرن الفائت، فخلال كل تاريخ العلاقة المتبادلة لم تقترب القوتان العسكريتان إلى هذا الحد من بعضهما البعض وفقاً للبروفيسور ستيفن كوهين واو.
وقال تحليل كتبه كوهين لمؤسسة جلوبال ريسيرش البحثية، إن الخطط الامريكية تعد استفزازاً غير مسبوق وخطير جداً.
وأوضح أن القوات الأمريكية لم تتخط حدود ألمانيا الغربية ابان الحرب الباردة، لكنه حالياً تقف على الحدود الروسية فى 3 بلدان على الأقل فى دول البلطيق الثلاث (لاتفيا – استونيا – ليتوانيا) ورومانيا وبولندا.
وأوضح الخبير، أن ذلك سيعنى نشر الكثير من المعدات العسكرية الثقيلة فى هذه البلدان بالقرب من روسيا، حيث أن الجيش الأمريكى سيتمركز بشكل دائم بلواء مقاتل مجهز بالكامل متنقلاً بين هذه الدول.
ووفقاً لاتفاق 1997 بين الناتو وروسيا، فإن الولايات المتحدة وعدت بعدم القيام بتمركز دائم فى دول أوروبا الشرقية، ومع ذلك فقد استغلت واشنطن ثغرة فى الوثيقة وهى الاستثناء الخاص بمستوى المخاطر فى البيئة الأمنية سواء حالية أو مرتقبة.
وقد بذل الناتو جهودا مضنية لإثبات أن هناك خطراً أمنياً على أوروبا الشرقية جراء العدوان الروسى على اوكرانيا وبهذه الطريقة بات الانتشار الدائم فى أوروبا الشرقية نظرياً لا يمثل خرقاً للقانون.
وكان حلف شمال الاطلنطى (الناتو) قد اجرى مناورة الرمح ثلاثى الشعب فى ديسمبر الماضى فى رابع كبرى التدريبات العسكرية فى أوروبا فى أقل من 6 أشهر، وهى الأكبر منذ العقد الماضى بمشاركة 36 ألف باستخدام تكتيكات حرب العصابات فى البرتغال، وشهدت الفترة بين شهرى أغسطس وسبتمبر أكبر حدث للتدريب الجوى للناتو منذ نهاية الحرب جرت فى سموات بلغاريا ورومانيا وألمانيا.
وفى سبتمبر، تم إنشاء 6 قواعد جديدة منظمة حلف شمال الأطلنطى فى استونيا، وليتوانيا، ولاتفيا، وبولندا، ورومانيا، وبلغاريا وهذه ليست سوى أحدث الأمثلة على العسكرة الجارية فى أراضى الاتحاد الأوروبى، وخصوصاً على طول الحدود الشرقية لها، واستعداداً لاحتمالات تعرضها لهجوم مزعوم من روسيا.
وقالت مجلة جيوبوليتك انفو، إن احتمالات تصاعد الحرب عقب العدوان العسكرى للاستيلاء على شبه جزيرة القرم والحرب فى دونباس فى أوكرانيا. ووفقاً لبحث نشر مؤخراً من قبل معهد الاتحاد الأوروبى للدراسات الأمنية، فإن التهديد الروسى يثير تساؤلات منها هل أوروبا مستعدة لإشعال حرب نووية من أجل دولة صغيرة خصوصاً فى ظل تباين أراء القادة الغربيين انفسهم ففى حين تصعد الولايات المتحدة وبريطانيا من لهجتها، الا أن ألمانيا وفرنسا قررتا اللعب كصانعى السلام فى مينسك شرق أوكرانيا. وعلاوة على ذلك فان استطلاع أجرى فى مايو 2015 أكد أن %73 من المواطنين الأوروبيين، خاصة الإيطاليين والألمان يعارضون تدخل حلف شمال الأطلنطى.








