قالت مديرة صندوق النقد الدولى، كريستين لاجارد، خلال ندوة فى جامعة جوتة بمدينة فرانكفورت الألمانية، إنه يجب على حكومات الدول أن تسعى على وجه السرعة لتنفيذ سياسات أكثر ملاءمة لتعزيز معدلات النمو الضعيفة للاقتصاد العالمى الذى تكتنفه الكثير من المخاطر الحالية، وفقًا لما نقلته صحيفة «الجارديان» البريطانية.
وحثت الحكومات بأن تبقى فى حالة تأهب عبر إعداد خطط طوارئ فى حال وقوع تهديدات حقيقية تستهدف الاقتصاد العالمى الهش حاليًا.
واضافت قائلة: «رغم أن الانتعاش لا يزال مستمرًا، إلا أنه لا يزال بطيئًا وهشًا جدًا، وتتزايد المخاطر حول استمراره ايضًا على تلك الوتيرة، وإذا تمكن صناع القرار من مواجهة التحديات عبر العمل معًا، فإن الآثار الإيجابية على اتجاهات الثقة والاقتصاد العالمى ستكون قوية».
وأردفت قائلة: «آفاق نمو الاقتصاد العالمى قد تراجعت على مدى الأشهر الستة الماضية، وقد يزداد الأمر سوءًا بسبب تباطؤ معدلات النمو الصينية، وانخفاض أسعار السلع الأساسية وتشديد السياسات النقدية من قبل كثير من البلدان، ودفعت الأسواق الناشئة إلى حد كبير الانتعاش الأخير وكان من المتوقع أن تقود الاقتصادات المتقدمة النمو،لكن هذا لم يحدث».
وبينت أنه فى أعقاب الاضطرابات فى الأسواق المالية فى بداية العام، كان هناك بعض التحسن بفضل سياسات البنك المركزى الأوروبى، وكبح وتيرة ارتفاع أسعار الفائدة من جانب الاحتياطى الفيدرالى، وانتعاش أسعار البترول وانخفاض التدفقات الرأسمالية الخارجة من الصين.
وحذرت من أن المخاطر الهبوطية التى تواجه النمو فى الاقتصادات المتقدمة ربما تزداد، بما فى ذلك: ارتفاع الديون وانخفاض معدلات التضخم والاستثمارات والإنتاجية، وارتفاع معدلات البطالة، موضحة أن المخاطر التى تحيط بالاقتصادات الناشئة والنامية تنبع من انخفاض أسعار السلع الأساسية، وراتفاع ديون الشركات وتدفقات رأس المال المتقلبة.
وانضمت لاجارد، إلى هيئات دولية أخرى فى دعوة الدول لاتخاذ إجراءات خاصة لدعم النمو الاقتصادى بدلاً من الاعتماد على البنوك المركزية لإبقاء أسعار الفائدة منخفضة وطباعة النقود.
وكشفت لاجارد، عن حجم مخاوفها قبيل اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولى ومجموعة البنك الدولى والمقرر انعقادها فى واشنطن بالفترة من 15 إلى 17 إبريل الجاري، وبدا واضخًا أنها استخدمت خطابها فى مدينةفرانكفورت الألمانية للحث على تنفيذ سياسات أكثر دفعا للنمو مثل الحوافز الضريبية والاستثمار فى مجالى الابتكار والبنية التحتية، على حد سواء.
وعبرت لاجارد أيضًا عن مخاوفها حيال قضايا الإرهاب، والأوبئة الصحية، وأزمة اللاجئين، وتحول بعض صناع القرار إلى السياسات الحمائية.
وقالت الصحيفة إن تقرير «آفاق الاقتصاد العالمى» للصندوق النقد الدولى والمقرر صدوره الأسبوع المقبل يتوقع نمو الاقتصاد العالمى بنسبة 3.4% العام الجارى، كما حفض الصندوق، فى يناير الماضى، توقعاته بشأن نمو الاقتصاد العالمى للعامين المقبلين.








