تحليل الاستخبارات لبيانات المسافرين يكشف التهديدات مبكراً
تنوع مراحل التدقيق الأمنى يحد من فرص الاعتداءات
فى كل مرة يقع هجوم على مطار من المطارات العالمية، كما حدث فى بروكسل الشهر الماضى ينتفض المسئولون لتشديد الإجراءات الامنية التى يتقبلها المسافرون بصدر رحب خوفا على حياتهم، غير أن كل تفجير يثبت أن أحدا لم يتوصل للإجابة الصحيحة عن سؤال كيف نمنع الهجمات؟
لكن تقريرا لمحطة «سى ان ان» الأمريكية قال إن الاجابة الصحيحة تتلخص فى الكشف عن التهديدات جيدا قبل وصولها إلى المطار.
ويقول ريتشارد بلوم المسئول الأكاديمى فى جامعة امبرى ريدل للطيران ومدير دراسات الارهاب والاستخبارات والأمن إن الولايات المتحدة وإسرائيل هما الأفضل فى عمليات أمن الطيران فى العالم.
وأضاف أنهما يركزان على عمليات جمع المعلومات الاستخبارية وتحديد الأشخاص الذين هم مصدر تهديد محتمل بين الركاب قبل اقترابهم من أى مكان بالقرب من المطار، مشيرا الى أنه كلما كان العمل بعيدا عن المطار أمكن التعامل مع اى شخص وتحديد التهديد بطريقة أفضل.
ويؤكد بلوم الذى يتشاور معه حول تأمين المطارات أن أمن المطار ليس عملية معقدة بشكل رهيب وينصح عملاءه بجمع وتحليل البيانات حول التهديدات المحتملة، ودراسة نقاط الضعف مع مرافقهم ومعرفة المخاطر المحتملة المحدقة بالمطار.
وبناء على هذا الخطر والتمويل المتاح، يمكن للمسئولين الحكوميين ومسئولى المطارات تقرير ما يمكن إنفاقه على خيارات الأمان البشرية والتكنولوجية.
ويوجد المعيار الذهبى لأمن المطار فى دولة الاحتلال الإسرائيلى التى تتعرض لتهديدات مستمرة من مسلحى المقاومة وتبدأ عملية الفرز الصارمة لمطاراتها لحظة شراء احد المسافرين تذاكر الطائرة من وإلى الاراضى المحتلة.
وبالإضافة إلى جمع المعلومات الاستخباراتية وتدقيق الراكب دون ان يشعر المسافرون، هناك فحص أمنى على الطريق المؤدى إلى أكبر مطار إسرائيلى فى تل أبيب وهو مطار بن جوريون الدولي.
هناك مرحلة تدقيق امنى أخرى قبل دخول المسافرين الى مبنى الركاب، ومن ثم يذهبون من خلال التفتيش الأمنى قبل الصعود للطائرة وهذا هو المطلوب فى مطارات جميع أنحاء العالم.
لكن اتخاذ تدابير مماثلة فى أجزاء أخرى من العالم مسألة تخضع للقدرة على تحمل التكلفة وحجم المسافرين المطلوب التدقيق فى تاريخهم الامنى.
فالتعامل الامنى فى مطار بروكسل وحده يعنى فحص 23.4 مليون راكب فى 2015. بينما يشهد مطار بن جوريون الاسرائيلى حركة تبلغ نحو 16 مليون مسافر مقابل 800 مليون مسافر عبر المطارات فى الولايات المتحدة البالغ عددها 485 مطارا وهذا يعنى ان تكلفة ما تفعله تل ابيب لمطارها سيكون مطلوب انفاق 10 اضعافه لتأمين مطارات امريكا.
فى أوروبا، كل دولة تدير أمن الطيران الخاصة بها مع الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى وعدد قليل من البلدان ضمن تحالف وثيق يعمل بموجب قواعد شاملة وضعتها المفوضية الأوروبية فى عام 2002.
لكن تنفيذ تلك المعايير يتفاوت حتى داخل البلدان الأوروبية من مطار إلى مطار بسبب التكلفة الباهظة للاجراءات الامنية.
يتوقع الخبراء تشديد الاجراءات الامنية فى المطارات فى جميع أنحاء العالم تجاه المسافرين العاديين مثل زيادة عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية، ووضع المزيد من أجهزة الكشف عن المتفجرات وأجهزة الكشف والفحص الامنى عشوائية من طاقم الطائرة وموظفى المطار.
وبحسب بريندان كورنر، محرر مساهم فى وايرد ومؤلف كتاب «السماء ملكا لنا»، الذى يحوى تفاصيل خطف الطائرات فى الستينيات والسبعينيات وأدت إلى زيادة الأمن فى المطارات الامريكية، فإنه يتوقع إعادة نظر شاملة فى الستار الأمنى فى المطارات مثل نصب المزيد من الحواجز بين مناطق الانزال والأبواب الرئيسية للحد من فرص وقوع هجمات بالعبوات الناسفة عن طريق السيارة.