سباق عالمى لجذب أكبر عدد من المسافرين سنوياً.. وآسيا والشرق الأوسط أكبر سوق للسفر الجوى بحلول 2033
إثيويبا تستنسخ نموذج دبى لتتصدر القطاع فى أفريقيا
50 مدرجاً جديداً حول العالم فى 2036
يشهد العالم طفرة هائلة فى بناء وتوسعة المطارات فى محاولة للحصول على أكبر نصيب من كعكة حركة التنقلات العالمية فوق السحاب.
فعلى طول ساحل البحر الأسود وعلى بعد 35 كم من اسطنبول العاصمة الاقتصادية لتركيا يعمل جيش من الشاحنات وعمال البناء على مدار الساعة لبناء واحد من أكبر المطارات فى العالم الذى من المنتظر افتتاحه فى 2018 بحسب الإعلان عن المشروع قبل سنتين فقط من قبل الحكومة التركية.
وبمجرد اكتمال العمل به، فإنه سيضم ستة مدارج لتلبية احتياجات 150 مليون مسافر سنويا، والسفر سيكون إلى 350 وجهة. أو بعبارة أخرى، فإنه سيكون أكثر من ضعف قدرة مطار هيثرو فى لندن.
انها ليست تركيا وحدها التى تضع نصيب عينيها جائزة الزجاج المتألق ومبانى الركاب الفولاذية فالمطارات الجديدة اللامعة فى طور الإعداد منتشرة فى بقاع اخرى منها مكسيكو سيتى التى تشهد حاليا بناء أكبر مطار فى الأمريكتين، وفى الجهة المقابلة من الارض حيث الصين لا يكل العمل فى مطار جديد بالعاصمة بكين سحمل اسم داشينج، على مساحة من الأرض بحجم مثلث برمودا.
وقد حسبت مؤسسة كيه بى ام جى الاستشارية انه سيتم بناء 50 مدرجا جديدة فى المدن الكبرى فى العالم بحلول 2036، 17 منها فى الصين وحدها.
وبحسب تقرير لمحطة بى بى سى البريطانية فإن هذه ليست مشاريع لارضاء الغرور كما يقول جيمس ستامب رئيس كى بى ام جى العالمية للطيران ولكن هذه الدول تعرف أنها بحاجة للمطارات كجزء من البنية التحتية الضرورية لدعم النمو الاقتصادى.
وتنمو الحركة الجوية أكثر من اى وقت مضى حيث يبدى المنحنى التصاعدى مرونة مذهلة فى مقاومة الصدمات الخارجية على مر السنين مثل ارتفاع أسعار البترول وهجمات 11/9 وانتقال مرض السارس الذى يصيب الجهاز التنفسى عبر المسافرين جوا.
ويشير التقرير الى أنه إذا كنت ترغب فى إمعان النظر فى الكرة البلورية لقطاع الطيران فإن أفضل مكان لاستكشاف المستقبل هو مقر الشركات المصنعة الطائرة مثل بوينج وايرباص والتى يرى الخبراء القابعون فيها أن الحركة الجوية سوف تتضاعف فى السنوات الـ 15 المقبلة.
وتعتقد شركتا بوينج وايرباص أن جزءا كبيرا من تلك الزيادة سيأتى من الاقتصادات الناشئة نظرا لثبوت العلاقة الطردية بين السفر جوا والازدهار الاقتصادى ويتعزز ذلك المفهوم مع ظهور الأسر الأكثر ثراء وخصوصا فى الصين والهند. وبنفس منطق العلاقة بين الدخل والسفر جوا فإن نمو الطبقة الوسطى بين التركيبة السكانية وتحول مركز نمو الاقتصاد العالمى الى منطقة آسيا والمحيط الهادئ يجعل منطقيا أن تصبح هذه البقعة من الارض أكبر سوق سفر جوى فى العالم ففى عام 1993 تم تنفيذ أكثر من %73 من الحركة الجوية من قبل شركات الطيران فى أوروبا أو أمريكا الشمالية، ولكن بحلول عام 2033 ستتقلص النسبة إلى %38، وتتحول الصدارة لصالح شركات الطيران الآسيوية والشرق أوسطية.
ويعد مطار دبى أكبر مثال على التحول حيث نجح فى ان يصبح مركزا للربط بين وجهتى السفر من وإلى الامريكيتين واسيا لتتجاوز حركة المرور فيها مطارات اوروبا وأمريكا ليظهر حتى فى الجداول الدورية بأنه أكثر المطارات ازدحاما فى العالم لتتفوق على مطار هيثرو فى لندن الذى هيمن لعقود طويلة على موقعه كأكبر مركز عالمى لحركة الطيران فى العالم. وبحسب توقعات أكسفورد الاقتصاد، وهى شركة أبحاث عالمية، فإنه بحلول عام 2020، سياتى %37.5 من الناتج المحلى الإجمالى فى دبى من قطاع الطيران والصناعات ذات الصلة.
وتسعى اثيوبيا مثلها مثل الكثير من الدول النامية لمحاكاة نموذج دبى خصوصا وانها واحدة من أسرع الاقتصادات نموا فى أفريقيا وتجلس على حافة منطقتى أفريقيا والشرق الأوسط. وتعمل الحكومة فى اديس ابابا على اختيار موقع للمطار الجديد الذى سوف يقام للتعامل مع 10 أضعاف عدد الركاب الذين يمرون حاليا بمطار بولى الدولى فى العاصمة.
ووضعت الخطوط الجوية الإثيوبية المملوكة للدولة خطة توسيع بالفعل تحسبا لهذه القدرة المضافة.








