يزداد الطلب على «الليثيوم» الذى أصبح واحداً من أهم السلع فى العالم، والسلعة الوحيدة التى واصلت مسارها الصاعد، وأصبحت بمثابة البنزين الجديد، واكتسبت لقب «البترول الأبيض».
وذكر موقع «بيزنس انسايدر» أن معركة السيطرة على الحصة السوقية لهذه السلعة يتنافس فيها الجميع ابتداء من اللاعبين الرئيسيين فى التكنولوجيا إلى صغار المستثمرين من أجل الحصول على موطئ قدم فى هذا القطاع.
وانطلاقا من صعود بطاريات «جيجافاكتورى» وتغيير قواعد لعبة «باور وول»، وهى بطاريات الليثيوم أيون القابلة لإعادة الشحن، يجد العالم نفسه الآن على مشارف بداية دورة تصاعدية لعنصر الليثيوم لتأمين إمدادات جديدة من الطاقة.
ومن المنتظر أن يأتى الكثير منه من الأرجنتين.
ونقل الموقع أن شركة «تيسلا» تبنى مصنعها الضخم والعملاق للبطاريات «جيجا فاكتورى» فى ولاية نيفادا، ويحتاج إلى أطنان من الليثيوم.
وأعلنت شركة صناعة السيارات الكهربائية فى الأسبوع الماضى عن خططها لإنتاج موديل «3»، الذى سجّل طلبيات فعلية مسبقة بلغت أكثر من 300 طلبية.
وانتجت «تيسلا» أقل من 50 ألف سيارة العام الماضى، وسوف تلتهم الشركة جزءاً كبيراً من إمدادات الليثيوم فى العالم مع وجود خطط لإنتاج 500 ألف مركبة كهربائية سنوياً.
ويسير الملياردير الصينى جيا يوتينج، على خطى شركة «تيسلا» ليبدأ فى إنتاج سيارة كهربائية أخذت لقب «فاراداى المستقبل»، فى حين تخطط «أبل» عملاق التكنولوجيا لإنتاج أيضا سيارة أخرى كهربائية بحلول عام 2019 بواسطة شركة «ألفابيت» القابضة، فى الوقت الذى تدخل فيه «جوجل» المنافسة أيضا من خلال إنتاج سيارة ذاتية القيادة.
وأشار الموقع إلى أن هذه الشركات تقاتل ليس فقط لتكون أول من يسيطر على حصة سوق السيارات الكهربائية، لكنهم يركزون أيضا على الوصول الى جوهر هذا المجال، الذى يمثل الليثيوم العنصر الأساسى لكل عمل فيه.
ووصف الموقع الوقت الراهن بـ «يوم النصر» لعمّال مناجم الليثيوم، إذ وصفهم بـ«اللاعبون الجدد»، فى الوقت الذى يستّعد فيه كبار المستثمرين للقفز فى هذه اللعبة.
ويرى فرانك جيسترا، أحد المستثمرين فى كندا، والأكثر بروزا فى قطاع التعدين، الليثيوم على أنه سلعة ثمينة فى ظل المستقبل الذى تحركه التكنولوجيا.
وهناك الكثير من الأسباب للتفاؤل بشأن ما يسميه «جولدمان ساكس» بالبنزين الجديد الذى سيغذى عصر الموارد المعتمده على التكنولوجيا.
وكشفت مجلة «ذا إيكونوميست» أن التدافع العالمى لتأمين إمدادات الليثيوم من قبل أكبر منتجى البطاريات فى العالم، والمستخدمين النهائيين مثل شركات صناعة السيارات، دفع أسعار الليثيوم المستوردة إلى الصين، لأكثر من الضعف فقط فى نوفمبر وديسمبر من العام الماضى، عندما وصلت إلى مستويات كبيرة بلغت 12 ألف دولار للطن الواحد.
ويعنى كفاح الموردين لمواكبة ارتفاع الطلب أن باب إمدادات الليثيوم الجديدة مفتوحة على مصراعيه، إذ يعيشون الآن حقبة الاستكشافات بخطوات سريعة.
وأشار الموقع إلى أنه حتى من دون مصانع بطاريات «جيجافاكتوريى» و«باوروول»، وثورة تخزين الطاقة، أو المركبات الكهربائية، فإن الطلب على الليثيوم سيظل ثابتا فقط من أجل مواكبة الالكترونيات الاستهلاكية.
وتوقع «جولدمان ساكس» أن الطلب على الليثيوم لصناعة السيارات الكهربائية وحدها سيزيد بنحو 70 ألف طن سنويا.
وعلاوة على ذلك، تنبأ «جولدمان ساكس» أن سوق الليثيوم قد يتضاعف حجمه بحلول 2025 بدافع نمو إنتاج السيارات الكهربائية.
وأوضح الموقع أن أكثر إنتاج الليثيوم فى العالم يأتى الآن من أستراليا، والصين، و«مثلث الليثيوم» فى الأرجنتين، وجمهورية تشيلي، وبوليفيا.
وفى أمريكا الشمالية، تعد نيفادا، بمثابة اللاعب الوحيد فى هذه المعادلة.
وأكدّ وزير التعدين الأرجنتينى جورج مايورال، الذى لاحظ مؤخرا أن جميع الشركات المصنعة للسيارات الكبرى الموجودة فى الأرجنتين، تحاول تطوير الليثيوم بما فى ذلك «تويوتا» و«ميتسوبيشي» وشركة «بوسكو» مضيفا: «المستثمرون يتدفقون بصورة كبيرة على هذا القطاع فى الوقت الراهن».








