«جيرارد»: الشركات لاتزال مربحة لمعيدى التأمين.. وإطلاق «المصرية للإعادة» يتطلب دعماً حكومياً
المجموعة تسعى للتعاون مع الشركات المصرية لتغطية مشروعات قناة السويس
السوق المصرى يمتلك المقومات الكافية للنمو
سجلت إيرادات مجموعة ويليس تاور واتسون الأمريكية للوساطة فى التأمين وإعادة التأمين العالمية، 8 مليارات دولار، بعد استحواذها على شركة جراسافوا الفرنسية يناير الماضى، وتتوزع إيرادات المجموعة مناصفة بين «ويليس تاور» و«جراسافوا»، بواقع 4 مليارات دولار لكل منهما.
وتعد «جراسافوا» مصر التابعة لجراسافوا العالمية أكبر شركات الوساطة فى السوق المحلى، من حيث الحصة السوقية، حيث بلغ بحجم الأقساط المسندة لشركات التأمين بالعمليات المباشرة 360 مليون جنيه بنهاية 2015.
وقال آدم جيرارد، مدير عمليات ويليس تاور واتسون لوساطة التأمين وإعادة التأمين فى آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، إن عملية الاستحواذ على كامل أسهم جراسافوا الفرنسية التى تمتلك مقراً إقليمياً فى مصر حافظ على ترتيب المجموعة فى المركز الثالث بين وسطاء التأمين وإعادة التأمين بالعالم حتى نهاية 2015.
وأضاف جيرارد فى حوار لـ«البورصة»، أن عملية الأستحواذ التى أجرتها «ويليس» لم تكن الوحيدة بالسوق العالمى، وأن العديد من الشركات اتبعت نفس النهج للحفاظ على ترتيبها وحصة أعمالها وتوسعها بالأسواق المختلفة.
وأوضح أن «ويليس تاور واتسون» ومقرها أمريكا، امتلكت %30 من رأسمال جراسافوا العالمية التى تمتلك كامل أسهم «جراسافوا مصر»، والتى تدير عمليات ضخمة فى التأمين وإعادة التأمين بفرنسا وأفريقيا وبعض الدول الأوروبية والآسيوية منذ أكثر من 20 عاماً.
واستحوذت «ويليس تاور» على كامل أسهم جراسافوا العالمية بنهاية ديسمبر الماضى، لكن الصفقة تمت بالكامل منتصف يناير 2016، وبمقتضى الصفقة امتلكت «ويليس» جميع فروع جراسافوا فى مختلف أنحاء العالم.
ووصف جيرارد الاستحواذ، بأنه سيحافظ على ترتيب المجموعة فى المركز الثالث عالمياً بسوق الوساطة فى التأمين وإعادة التأمين بالنظر للمنافسين.
وقال إن «ويليس تاور» أصبحت تضم 40 ألف موظفاً بعد الاستحواذ على جراسافوا الفرنسية، مقابل 20 ألفاً قبل الاستحواذ.
وعن نظرة المجموعة العالمية للسوق المصرى قال مدير عمليات ويليس تاور: «لدينا توقعات جيدة جداً للسوق، ومصر تتمتع حالياً بحالة من الاستقرار السياسى، مقارنة بغيرها من دول المنطقة، كما تعد من الأسواق الكبرى بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأضاف أن السوق المصرى لديه العديد من الفرص للنمو، نظراً لتاريخه الطويل، وتمتع مناخ أعماله بالمرونة، فضلاً عن تطور المناخ التشريعى المنظم للأعمال خلال الآونة الاخيرة، وزيادة عدد السكان، وتوقع جيرارد أن تسهم مزايا السوق فى عودة الاستثمارات الكبيرة لمصر.
وقال جيرارد: «أعرف أن هناك مشكلة اقتصادية واضحة، وليس مصر فقط التى تعانى من الإرهاب، فالعديد من البلدان تعانى من نفس المشكلات، ولكنها لا تحرمها من فرص النمو».
وأضاف أن مصر تسعى لتنفيذ العديد من المشروعات العملاقة كقناة السويس الجديدة واستكمال مشروع مترو الأنفاق ومشروعات البنية التحيتة والطاقة والطرق وغيرها ما يزيد من الطلب على التأمين ويرفع فرص نموه.
وأشار مدير عمليات «ويليس تاور» للوساطة إلى قدرة المجموعة على تقديم الاستشارات التأمينية والحلول الجديدة لإدارة الأخطار ونقلها لكبار معيدى التأمين العالميين فى بيئة مرتفعة المخاطر، على صعيد الأخطار السياسية والتشغيلية بالنسبة لعملائها من شركات التأمين.
وقال جيرارد، إن شركات التأمين تكره المخاطر وترغب بشكل مستمر لنقلها لمعيدى التأمين من خلال اتفاقيات الإعادة و العمليات الاختيارية ـ إعادة التأمين للتعاقدات بشكل منفرد بالسوق المحلى والعالمى.
وأشار إلى امتلاك السوق المصرى المقومات الكافية للنمو بنشاط التأمين، من حيث احتفاظ الشركات المصرية بقدر أكبر من الأقساط، وزيادة معدلات الحوادث والأخطار، ما يبرر احتياجها لنقل جزءاً من تلك الأخطار، وأن «ويليس» لديها القدرة على مساعدتها للقيام بهذا الدور.
وكشف مدير عمليات ويليس تاور للوساطة عن اجتماع بعشر شركات من السوق المصرى الشهر الماضى للتعرف على الخدمات الجديدة التى تقدمها المجموعة والاطلاع على احتياجاتهم من سوق الإعادة العالمى.
وأوضح أن شركات التأمين المصرية مازالت مربحة بالنسبة لمعيدى التأمين، كما انه مازال لديها القدرة على تحقيق أرباح، عن استثمار أموالها بالسوق وليس فقط من عمليات الاكتتاب.
ولم يفصح مدير عمليات «ويليس» عن توقعاته لحجم أعمال المجموعة فى مصر، وقال إن الجمع بين و«يليس وجراسافوا» سيسهم بشكل كبير فى تغطية أسواق متعددة، ما يزيد فرص نمو حجم الأعمال عبر طرح عدة منتجات تأمينية.
وأشار جيرارد إلى أن «ويليس تاور» تقدم خدمات التأمين الاستشارية واستشارات تأمين التقاعد والخدمات الاكتوارية، وتقييم المعاشات، والتقاعد، بالإضافة إلى أعمال الوساطة بالتأمين وإعادة التأمين.
وأعتبر التأمين أحد المقومات الرئيسية لقوة أى اقتصاد، وأنه يعد نواة الرأسمالية التجارية على مستوى العالم، من خلال الأموال التى يستثمرها القطاع فى مختلف القنوات والمشروعات الاستثمارية.
وقال إن دور التأمين يكمن فى توفير الحماية للمشروعات الكبرى فى السوق المصرى، وأن شركات التأمين ليس لديها القدرة على تحمل خسائر تلك المشروعات، ما يبرز دور المجموعة فى القاء هذا العبء على عاتق أفضل الشركاء من معيدى التأمين.
وكشف جيرارد عن رغبة مجموعة «ويليس» فى التعاون مع الشركات المصرية لتقديم تغطيات التأمين لمشروعات تنمية محور قناة السويس.
وعن فرص السوق المصرى فى إطلاق شركة إعادة التأمين الوطنية، أكد مدير عمليات «ويليس تاور» على أهمية دعم الحكومة للشركة فى بداية عملها، فضلاً عن توفير فرص التمويل الكافية لها فى حدود 50% من رأسمالها.
وأشار إلى أحتدام المنافسة بسوق التأمين العالمى، ما يدعم دور الوسطاء فى حصول شركات التأمين على أفضل العروض الفنية بالأسعار التى تتناسب مع المخاطر.
ولفت إلى تأثر «ويليس» كغيرها من وسطاء إعادة التأمين وشركات التأمين الكبرى بتراجع أسعار النفط، والذى خفض حجم أعمال عملائهم بعدة أسواق.
وذكر أن «ويليس» تسعى بشكل مستمر لاقتناص الفرص فى أسواق مثل موزمبيق وجنوب أفريقيا وأنجولا والشرق الأوسط وعمان وقطر.
كتب: شيرين طه
فهد عمران
