قال محمد فهماوى، مدير فى متجر «غوتشى» وهى شركة إيطالية للأزياء وعلامة تجارية للبضائع الجلدية، إن زواره فى منطقة الخليج لا يشترون بنفس الوتيرة التى اعتادوا عليها العام الماضى.
وأضاف فهماوي، قبل عام، كان هناك أكثر من 100 عميل يندفعون من الأبواب يوميا، ولكن فى الوقت الراهن إذا حصلنا على 20 عميلاً فى اليوم فهو بمثابة شىء جيد.
وأشار إلى تراجع حركة الشراء أيضا فى متجر «كارتييه»، وهى علامة فرنسية فاخرة، موضحا أن المستهلكين خائفين بسبب التباطؤ الاقتصادى الناجم عن تراجع أسعار البترول ولا يريدون إنفاق أموالهم.
وكشفت شركات مثل «باين» و«بربرى جروب» و«برادا اسبا» أن انخفاض أسعار البترول قلّص القدرة الشرائية لمستهلكى المنتجات الفاخرة فى الشرق الأوسط، وهو ما أدى إلى تراجع أرباحها فى الوقت الراهن.
ونقلت وكالة أنباء «بلومبرج» عن تلك الشركات أن مبيعاتها تضررت فى المنطقة بسبب نقص أعداد الزوار بعد تراجع «الروبل» الذى يعنى تراجع أعداد السياح الروس فى المنطقة.
وقال أكسل دوماس، الرئيس التنفيذى لشركة هيرميس: «شاهدنا هبوطاً قوياً إلى حد ما فى حركة المرور فى منطقة الشرق الأوسط».
وقدرت شركة «باين» ارتفاع المبيعات الفاخرة فى الشرق الأوسط بنسبة 1% فقط ليبلغ إجمالى قيمتها 8.1 مليار يورو وهو ما يعادل 9.2 مليار دولار العام الماضى، مقارنة بتحقيقها مكاسب بلغت نسبتها 4% فى 2014.
وكشف 20% من المشاركين فى استطلاع «بلومبرج» من دول الخليج الشهر الماضى، تراجع استهلاك السلع الكمالية فى 2015، مقارنة بـ13% فى 2014.
ويضاف التباطؤ إلى المشكلات التى تواجه صانعى السلع الكمالية، بسبب ضعف الطلب فى أجزاء من آسيا، والدولار القوى، فضلاً عن الهجمات الإرهابية فى أوروبا والتى قلصت مبيعات تلك السلع.
وقدّرت «فوندازيون التجاما» مؤسسة الرفاهية الإيطالية أن قطاع الرفاهية العالمى سيتوسع بنحو 2% فقط العام الحالى، مما يجعله ثانى أضعف عام فى هذه الصناعة منذ 2009.
وانخفضت السحوبات النقدية فى المملكة العربية السعودية، لمدة شهرين على التوالى مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقا لبيانات البنك المركزي.
وقالت خلود سعد، خريجة تبلغ من العمر 25 عاما والتى كانت تتجول فى مركز تجارى مع الأصدقاء: «أنا دائما مقتصدة، سواء فى الماضى أو فى الوقت الراهن».
وتراجعت أسعار البترول بنسبة 55% منذ يونيو 2014 وهو ما أثر أيضا على الطلب فى الخارج.
وأوضحت شركة «ال فى ام اتش» ومقرها باريس، الشهر الماضى أنه رغم ضعف اليورو والذى جعل أوروبا أكثر جاذبية للمستهلكين فى الشرق الأوسط، إلا أنه لم يكن هناك إنفاق مثل الذى اعتادوا عليه فى الماضى.
جاء ذلك فى الوقت الذى تراجع فيه الإنفاق العالمى المعفى من الضرائب بواسطة المتسوقين من دولة الإمارات العربية المتحدة، وقطر، والمملكة العربية السعودية والكويت، فى مارس بعد نموه على مدار7 أشهر على التوالى، وفقا لمنظمة «جلوبال بلو»، التى تكشف الجوانب الكاملة من المعلومات الضريبية للتسوق مجاناً فى جميع أنحاء أوروبا.
ولكن لم تفقد منطقة الشرق الأوسط كامل بريقها، إذ وافق «يوكس نت بورتر» مؤخراً على بيع جزء من حصته لمؤسس شركة مساهمة عامة فى دبى، وهى شركة «إعمار» العقارية لمساعدة موزع العلامات التجارية على الإنترنت مثل «أرمانى» على التوسع فى المنطقة.
وكشفت دراسة لشركة «أمريكان إكسبريس» ومجموعة «موارد» فى قطر، أغنى دولة فى العالم من حيث دخل الفرد، أن السكان والمواطنين انفقوا فى المتوسط 4000 دولار شهريا على السلع والخدمات الفاخرة عام 2015، ارتفاعا من 2500 دولار فى 2014.