أظهرت أرقام أن الإنفاق على الدفاع من قبل الدول الأوروبية الأعضاء فى حلف الناتو من المقرر أن يرتفع لأول مرة فى 10 سنوات تقريباً، بسبب المخاوف من العدوان الروسى، وأزمة المهاجرين، ما عزز القلق بشأن الأمن عبر القارة.
وحذر الأمين العام للناتو، ينس شتولتنبرج، فى مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز»، من أن التصويت لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبى قد يزيد المخاطر.
وأضاف أن التوقعات لعام 2016، استناداً على أرقام من الدول الأعضاء فى الحلف، تشير إلى أن العام الجارى سيكون الأول الذى يشهد ارتفاعاً فى الإنفاق الدفاعى بين الأعضاء الأوروبيين لأول مرة من سنوات عديدة.
وقال شتولتنبرج: «نحن نواجه عدم يقين، وتهديدات وتحديات أمنية أكبر مما شهدناها خلال جيل، ونحتاج إلى الوحدة والقوة والاستقرار».
وأضاف أن بريطانيا هى أكبر دولة أوروبية تقدم إمكانات دفاعية فى الناتو، ولديها أكبر إنفاق واستثمارات دفاعية بعد الولايات المتحدة فى الحلف بأكمله، موضحا أن وجود بريطانيا قوية فى أوروبا أمر مهم للوحدة والاستقرار.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبى يصبح مهما بشكل متزايد فى كل التحديات التى ينبغى على الناتو مواجهتها، وتعد بريطانيا «مفتاح» التعاون بين الناتو والاتحاد الأوروبى.
وانفقت الدول الأوروبية الأعضاء فى الحلف 253 مليار دولار على الدفاع مقارنة بإنفاق الولايات المتحدة 618 مليار دولار، ومن المفترض أن ترفع الدول الأوروبية إنفاقها العسكرى بنسبة 2% من الناتج المحلى الإجمالى سنويا أى ما يعادل 100 مليار دولار، أما مستوى الإنفاق الحالى يعادل 1.43%.
ويتراجع الإنفاق العسكرى فى الاتحاد الأوروبى منذ عام 2008، وفى ذلك العام، انفقت الدول الأوروبية 17% فى المتوسط من ناتجها المحلى الإجمالى على الدفاع، أى ما يعادل 288 مليار دولار.
ولم يقدم الناتو الأرقام الدقيقة لارتفاع الإنفاق فى 2016، قائلا إن البيانات تمت مشاركتها مع الحلف بشرط السرية، ومع ذلك فقد أعلنت بعض الدول الأعضاء عن زيادات كبيرة لميزانيات الجيش.
فعلى سبيل المثال، رفعت دول البلطيق المجاورة لروسيا ميزانياتها الدفاعية بقدر كبير، من بينها لاتيفيا التى سترفع إنفاقها بنسبة 60% العام الجارى، وليتوانيا بنسبة 35%، وأستونيا بنسبة 9%.








