تعتزم الأردن افتتاح محطة للطاقة الشمسية بقدرة 160 ميجاوات الصيف الجارى، لدفع جهودها للحد من واردات الوقود الأحفورى، التى انتجت 96% من احتياجاتها فى العام الماضى بتكلفة بلغت حوالى 10% من الناتج المحلى الإجمالى.
وذكرت مجلة «ذا إيكونوميست»، أن الجو المضطرب فى بعض البلدان المجاورة كان سبباً وجيها لتصبح الأردن أكثر اعتماداً على نفسها.
وكثفت المملكة الأردنية تحركاتها لإنتاج الطاقة الشمسية بعد أن تراجعت إمدادات الغاز الطبيعى من مصر مؤقتاً بعد الربيع العربى منذ عام 2011.
وأوضحت المجلة، أن الخطوات الصغيرة التى أقرتها الأردن ضئيلة مقارنة بنمو الطاقة الشمسية فى بعض البلدان الأخرى، ولكنها توضح مدى جاذبيتها للتكنولوجيا رغم مشاكلها الكبيرة.
وأضافت أن الطاقة الشمسية فى العالم النامى، بدأت تشق طريقها وبدلاًَ من ألواح السطح الشعبية فى ألمانيا تتمتع معظم بلدان العالم النامى بأشعة الشمس بشكل أقوى بكثير من شمال أوروبا، وتنشر هذه الدول عشرات الآلاف من الألواح الكهروضوئية فى الحقول الشاسعة لدفع إمدادات الطاقة إلى شبكاتها المحلية.
وتسعى بعض البلدان مثل الصين لتوفير الدعم الكبير ولكن فى دول أخرى أصبح إنتاج الطاقة الكهروضوئية الشمسية أكثر تنافسية حتى من دون الدعم المالى.
وفى العام الماضى اجتازت الصين أكبر الدول المنتجة للطاقة الشمسية «ألمانيا»، واستفادت من هيمنتها على التصنيع وسياسات الألواح الشمسية للحد من الاعتماد على الوقود الأكثر تلويثا للبيئة مثل الفحم.
ويبلغ إنتاج الطاقة الشمسية فى الصين نحو 3% فقط من مزيج الكهرباء، ولكن تسعى الدولة لبناء أكبر مصانعها فى صحراء «غوبى».
ويتوقع المحللون أن تنتج بكين، 12 جيجاوات من الطاقة الشمسية فى النصف الأول من العام الجارى وهذه الكمية تقدر بأكثر من ثلث القياسية التى تخطط أمريكا لبنائها على مدار عام كامل.
جاء ذلك فى الوقت الذى تعتزم الهند مواصلة تطوير إنتاج الطاقة المتجددة، حيث تستهدف زيادة 20 ضعفاً فى قدرة الطاقة الشمسية بحلول عام 2022 لتصل إلى 100 جيجاوات.
ورغم أن هذا الحجم قد يكون أكثر طموحاً تتوقع «كيه بى ام جى» شركة استشارية ارتفاع حصة الطاقة الشمسية من مزيج الطاقة فى الهند إلى 12.5% بحلول عام 2025 مقارنة بأقل من 1% حالياً.
وتتوقع الشركة أن الطاقة الشمسية أرخص من الفحم بحلول عام 2020 فى الهند.
وأشارت «ذا إيكونوميست»، إلى أن ارتفاع قدرة الطاقة الشمسية العالمية 26% العام الماضى كان بقيادة المشاريع الكبيرة بتكلفة منخفضة فى هذين البلدين.
وتوضح دراسات تكلفة الكهرباء التى تقدر صافى القيمة الحالية للتكاليف لنظام التوليد مقسوماً على الإنتاج المتوقع خلال فترة المشروع، أن الطاقة الشمسية تقترب من الغاز والفحم كمصدر رخيص جذاب للطاقة.
وقدمت مزادات العقود طويلة الأجل لشراء الطاقة الشمسية فى البلدان النامية مثل جنوب أفريقيا والإمارات العربية المتحدة وبيرو والمكسيك أدلة على أن هذه الافتراضات أصبحت وسيلة للتغيير فى العالم الحقيقى.
وتوقع سيدريك فيليبيرت، لدى الوكالة الدولية للطاقة، أن تنافس الطاقة الشمسية مثيلتها المستخلصة من الغاز والفحم والرياح.
وأوضح أن منذ نوفمبر 2014 عندما بدأت إمارة دبى، مشروع بناء 200 ميجاوات من الطاقة الشمسية بأقل من 60 دولاراً فى الساعة، نمت مثل هذه المشروعات فى المنطقة.
ويكتسب بعض مطورى الطاقة المتجددة سمعة عالمية حيث فازت «أكوا باور» بعطاء دبى، وهى شركة سعودية تتخذ خطوات كبيرة فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لتطوير الطاقة الشمسية.
وفى المغرب تمكنت الدولة من بناء المرحلة الأولى من أكبر محطة للطاقة الشمسية فى العالم والتى تستخدم المرايا فى توليد الحرارة لدفع توربينات الكهرباء.
وأعلنت وكالة «موديز» للتصنيف الائتمانى، أن مجرد الانتهاء من هذه المحطة سوف تخفض فواتير استيراد البترول فى المغرب، بنسبة 0.3% من الناتج المحلى الإجمالى.
وفى الأردن أمر الملك عبدالله الثانى، بتثبيت الألواح الشمسية على القصور والمساجد لإنتاج المزيد من الطاقة الشمسية، مؤكدا أن المستقبل الاقتصادى للبلاد سيكون أكثر إشراقاً عندما تكون أقل عرضة للخطر فى منطقة مضطربة، موضحاً أن كل ما نحتاجه هو أشعة الشمس لتنشيط هذا القطاع المثمر.