حذرت منظمة التجارة العاليمة من أن ارتفاع النغمة المضادة للتجارة حول العالم صاحبه ارتفاعاً فى استحداث التدابير الحمائية من قبل الاقتصادات المتقدمة فى العالم.
وأفاد التقرير الذى أصدرته المنظمة، اليوم الثلاثاء، بأنه فى الفترة ما بين منتصف أكتوبر العام الماضى ومنتصف مايو 2016، استحدثت دول مجموعة العشرين تدابير تجارية حمائية جديدة بأسرع وتيرة لها منذ الأزمة المالية التى اندلعت عام 2008.
وتزامن هذا الاتجاه مع التباطؤ الذى تشهده التجارة العالمية للعام الخامس على التوالى، علاوة على ذلك فقد ساهم هذا التباطؤ فى استمرار تباطؤ النمو فى الاقتصاد العالمى، وقالت منظمة التجارة الدولية إن حقيقية تزامن هذا التباطؤ مع ارتفاع النغمة السياسية الحمائية حول العالم يجب أن يكون مقلقاً.
وصرح روبيرتو أزيفادو، المدير العام لمنظمة التجارة الدولية لصحيفة فاينانشيال تايمز: «فى هذا الوقت ما لا نحتاجه هو إغلاق الباب أمام التجارة، فعلى النقيض تماما، نحن فى حاجة إلى استمرار حركة التجارة».
وتعهد قادة مجموعة العشرين فى أعقاب الأزمة المالية عام 2008 بعدم تكرارا أخطاء ثلاثينيات القرن الماضى وإقامة نوع من الحواجز أمام التجارة التى تساهم على نحو كبير الآن فى جعل الكساد العظيم أسوأ.
والتزمت مجموعة العشرين بهذا التعهد نحو كبير، ولكن فى السنوات الأخيرة، بدأت منظمة التجارة الدولية وآخرون فى التحذير بقوة من زحف التدابير الحمائية، التى لاتزال أقل بكثير من تلك التى حدثت فى ثلاثينيات القرن الماضى، إلا أن بعض خبراء الاقتصاد يرون أنها وصلت إلى مرحلة تساهم فى إبقاء العالم فى حالة الركود الاقتصادى.
وقال أزيفيدو، إن العالم لايزال بعيداً جداً عن موجة من الحمائية شبيه بتلك التى شاهدناها فى ثلاثينيات القرن الماضى، عندما ساهمت لإقامة الحواجز التجارية فى القضاء على ما يزيد على نصف حجم التجارة العالمية، فالتدابير التى وثقتها منظمة التجارة الدولية منذ أزمة 2008 أثرت على 5% من الواردات العالمية.