تراجع جاذبية الأسهم المصرية لدى الأجانب يدفع الشركات لإصدار «GDR»
«بلتون» و«بايونيرز» و«مدينة نصر للإسكان» و«دومتي» على رأس القائمة
«عادل»: شركات مصرية تبحث القيد فى بورصات خارجية.. و«النعيم» أولى الشركات
شهدت الفترة الأخيرة اتجاهاً من الشركات المقيدة فى البورصة المصرية، لإصدار شهادات إيداع دولية أو زيادة رصيد بنك الإيداع الدولي، مثلما فعلت «المجموعة المالية هيرميس» فى بداية العام، كخطوة لحل مشاكل المستثمرين الأجانب الحاليين، فى ظل نقص توافر العملة الصعبة، وتيسير عمليات الدخول والخروج على الأسهم، فضلاً عن مرونة الشهادات فى جذب مستثمرين جدد للشركات دون مخاطر الدخول للسوق المصري.
وتضم الوجوه الجديدة المزمع انضمامها لشهادات الإيداع الدولية خلال العام الحالي، أو بحد أقصى مطلع العام الجديد شركات «بلتون» و«بايونيرز» و«مدينة نصر للإسكان» و«دومتي».
قال محسن عادل، عضو مجلس إدارة البورصة المصرية ولجنة القيد التى تنظر الموافقة للشركات المصرية على إصدار شهادات إيداع دولية، إن التحديات الأخيرة التى واجهت الاقتصاد المصرى دفعت العديد من الشركات للبحث عن حلول لمشاكل المستثمرين الأجانب فى ظل نقص العملة وتأخر الحصول عليها، مقابل عمليات البيع للمستثمرين الأجانب، وكان الحل الأمثل الذى بادرت به الشركات فى ظل عجز الحكومة عن حل أزمة نقص العملة هو إصدار شهادات إيداع دولية.
وتوقع أن تشهد الفترة القادمة اتجاهاً آخر بجانب التوسع فى إصدار شهادات الإيداع، وهو بحث الشركات المصرية القيد فى بورصات أجنبية؛ بحثاً عن موارد دولارية لتمويل عملياتها ورأسمالها العامل، مثلما قامت شركة «النعيم القابضة»، مؤخراً، بتقديم أوراق قيدها ببورصة «أبوظبى للأوراق المالية» فى دولة الإمارات.
يذكر أن اثنتين من الشركات المصرية مقيدتان فى البورصة المصرية كشهادات إيداع مصرية على أنهما شركات أجنبية، وهما «أوراسكوم كونستراكشن» و«أوراسكوم للفنادق والتنمية».
وقالت شركة «نعيم القابضة»، إنها تسير، حالياً، فى إجراءات استيفاء متطلبات الإدراج بسوق أبوظبى المالى، وذلك وفقاً لمتطلبات هيئة الأوراق المالية والسلع بدولة الإمارات العربية المتحدة، ولاستكمال إجراءات القيد المزدوج، ولذلك وافق مجلس إدارة الشركة على السير فى إجراءات تخفيض القيمة الاسمية للسهم من 1 دولار إلى 0.7 دولار أمريكي.
ويصبح رأسمال الشركة المصدر والمدفوع بعد التخفيض 198.722 مليون دولار، موزعاً على 283.88 مليون سهم، بقيمة اسمية 0.7 دولار للسهم.
على الجانب الآخر، أعلنت شركة «بايونيرز» القابضة، الأسبوع قبل الماضى، موافقة مجلس إدارة الشركة على دعوة الجمعية العامة لمناقشة إصدار شهادات إيداع دولية، فيما وافقت الجمعية العامة لشركة «بلتون» قبل شهر على إصدار شهادات إيداع بحد أقصى ثلث رأس المال.
وأوضح سامح الترجمان، رئيس مجلس إدارة «بلتون المالية القابضة» خلال الجمعية، أن إصدار شهادات إيداع سيساعد الشركة على توفير الموارد الدولارية التى تحتاجها الشركة لتنفيذ استحواذاتها الخارجية.
وكانت الشركة قد أعلنت عن توقيع اتفاق للاستحواذ على 51% من شركة «اربخ جريسون» الأمريكية، وهى إحدى شركات السمسرة فى الأسهم فى السوق الأمريكى، وتعمل فى أكثر من 120 دولة فى العالم من بينها مصر، من خلال شراكات مع شركات محلية فى كل دولة وبعض الفروع الخاصة بالشركة.
وقال محسن عادل، إن دور اللجنة يأتى بعد تقديم الشركة محضر اجتماع الجمعية العمومية للشركة موثقاً من الجهة الإدارية بالموافقة على إصدار شهادات إيداع، مشيراً إلى أن جهتين فقط فى مصر تقومان بدور بنك الإيداع للجهات الراغبة فى إصدار شهادات إيداع هما «مورجان ستانلي» و«بنك أوف نيويورك».
وخلال سنة ماضية شهدت شهادات الإيداع الدولية أسوأ سنواتها فى التاريخ، حيث تراجع أداء معظمها بصورة حادة، تزامناً مع التراجع المستمر فى قيمة العملة المحلية، تصدرتها شهادة «البنك التجارى الدولي» بانخفاض 47%، منها 16% خلال آخر 6 أشهر، مغلقة عند مستوى 3.85 دولار الأسبوع الماضي، وتراجت «هيرميس» بنسبة 45% خلال سنة ماضية، استطاعت استعاضة 6% خلال آخر 6 أشهر لتغلق الجمعة الماضية عند مستوى 1.92 دولار.
وهبطت شهادة «أوراسكوم للاتصالات» 43% منذ مطلع يوليو من العام الماض، فيما تراجعت شهادة «إيديتا للصناعات الغذائية» 21% منذ يوليو الماضي، زادت إلى 30% فى آخر 6 أشهر بعدما أغلقت عند مستوى 7.14 دولار.
ونجت شهادة «جلوبال تليكوم» وحيدة فى الارتفاع، مدفوعة بشائعات حول نية «فيمبلكوم» تقديم عرض شراء إجبارى للاستحواذ على الشركة وشطبها من البورصة المصرية، لتقود الشهادة للنمو 11.7%، مغلقة تعاملات الجمعة الماضية عند مستوى 1.82 دولار الأعلى خلال عام، فى مقابل هبوط مؤشر البورصة المصرية الرئيسى EGX30» 7.3%» فقط خلال نفس الفترة.
قال هيثم فضل، رئيس ديسك GDR بشركة «التوفيق» لتداول الأوراق المالية، إن اندفاع الأجانب وراء التخارج عبر شهادات الإيداع الدولية، فضلاً عن لجوء المستوردين لها لتوفير احتياجاتها الدولارية كانا السببين الرئيسيين وراء الضغوط البيعية الكبيرة على شهادات الإيداع فى بورصة لندن، وللسبب نفسه نجت «جلوبال تليكوم» من موجة التراجعات؛ نظراً إلى قيد 74% من رأسمال الشركة فى صورة شهادات إيداع دولية، ما يجعلها خارج عمليات الأربيتراج.
وتوقع «فضل» تقليل الضغوط على شهادات الإيداع الأسابيع القليلة القادمة، والعودة للصعود مع اقتراب شهادات «إيديتا» و«التجارى الدولي» لحدود التحويل القصوى لشهادات الإيداع.
ويرى «فضل»، أن خلق السيولة على الأسهم والدخول كبديل للبنك التجارى الدولى كبوابة لتوفير العملة الصعبة أحد الأسباب الرئيسية وراء اندفاع الشركات لقيد أسهمها فى بورصات عالمية.
