«الصحة» تعفى «المصرية للأدوية» من مهمة صرف الألبان.. والمواطنون يقطعون الطريق
تجهيز 1005 منفذ لصرف ألبان الأطفال بالكروت الذكية فقط.. والقوات المسلحة تنشئ مصنعاً بمليار جنيه
زيادة أسعار العبوات المدعمة كلياً إلى 5 جنيهات بدلاً من 3 والعبوات المدعمة جزئياً إلى 26 جنيهاً بدلاً من 18
اشتعلت أزمة ألبان الأطفال اليوم بعدما شهد كورنيش النيل وتحديداً مقر الشركة المصرية لتجارة الأدوية – الشركة المسئولة عن توزيع الألبان – تجمعاً للعشرات من الأهالى نتيجة امتناع الشركة عن صرف ألبان الأطفال للمواطنين.
وكانت بدأت وزارة الصحة قد بدأت منذ أشهر تطوير وميكنة مكاتب الرعاية الصحية الأساسية للأمومة والطفولة فقط لتطبيق منظومة صرف الألبان المدعمة عن طريق الكروت الذكية تنفيذاً للقرار الوزارى رقم 562 لسنة 2016، ووقف صرفها عن طريق الصيدليات أو الشركه المصرية لتجارة الأدوية.
وأعلنت الوزارة اليوم بدء تطبيق منظومة صرف الألبان الجديدة وسحبت مهمة توزيع الألبان من الشركة المصرية لتجارة الأدوية، ولكن من الواضح ان هناك العديد من المواطنين الذين كانوا يجهلون موعد بدء تطبيق المنظومة الأمر الذى أثار سخطهم ودفعهم إلى قطع الطريق أمام الشركة المصرية لمحاولة الحصول على ما يسد أفواه أطفالهم.
وقالت الوزارة، أن الشركة المصرية لتجارة الأدوية لم تعد منفذاً لصرف الألبان المدعمة وناشدت المواطنين المستحقين لصرف ألبان الأطفال التوجه إلى المنافذ التى خصصتها الوزارة لصرف احتياجات الأطفال من الألبان والبالغ عددها 1005 منافذ على مستوى الجمهورية، منها 109 منافذ بالقاهرة وحدها، واتخاذ الإجراءات اللازمة لاستخراج الكارت الذكى المخصص لذلك.
أوضحت الوزارة، أنه تم صرف الألبان لعدد 22 حالة من المستحقين من مركز عثمان بأغاخان الكائن بجوار الشركة المصرية، كما تم صرف الألبان لعدد 7 آخرين من منفذ نوبار الكائن بجوار الشركة أيضاً، فيما تم صرف الألبان للبعض الآخر من منفذ حجازى الكائن بجوار الشركة المصرية أيضاً.
الأمر لم يقف عند هذا الحد بل قررت الوزارة زيادة أسعار عبوات ألبان الأطفال المدعمة كلياً من سن يوم واحد إلى 6 أشهر ليصبح سعرها 5 جنيهات بدلاً من 3 جنيهات للعبوة وزيادة سعر عبوات ألبان الأطفال المدعمة جزئياً من سن 6 أشهر إلى عام ليصبح سعرها 26 جنيهاً بدلاً من 18 جنيهاً للعبوة وفقاً لمحمود فؤاد مدير المركز المصرى للحق فى الدواء.
أضاف فؤاد لـ«البورصة»، أن وزارة الصحة لم تنته كلياً من تطوير وميكنة جميع المنافذ التابعة لها لصرف الألبان، مشيراً إلى أن المظاهرات لا يجب أن تكون امام الشركة المصرية لأنها أصبحت ليس لها علاقة بصرف الألبان المدعمة.
وقال أحمد عماد وزير الصحة فى بيان له اليوم، إن الدولة تدعم ألبان الأطفال بديلة لبن الأم بمبلغ 450 مليون جنيه سنوياً، لافتاً إلى اتخاذ التدابير اللازمة لوصول الدعم لمستحقيه لافتاً إلى أن الوزارة استطاعت شراء 18 مليون عبوة هذا العام وهما أفضل الأنواع عالمياً.
وكشف عماد فى تصريحات سابقة لـ«البورصة»، أن القوات المسلحة بدأت إنشاء مصنع لإنتاج ألبان الأطفال بتكلفة استثمارية مليار جنيه، وتوقع الانتهاء من إنشائه خلال عام وقبل موعد طرح المناقصة الجديدة للألبان.
وقال الوزير: إن مناقصة ألبان الأطفال الأخيرة هى آخر مناقصة، ولن يكون هناك استيراد لألبان الأطفال من الخارج مرة أخرى.
وحاورت «البورصة» شريف السبكى العضو المنتدب للشركة المصرية لتجارة الأدوية إحدى شركات القابضة للادوية أغسطس الماضى الذى أكد أن السوق المصرى لا يعانى من أزمة ألبان أطفال، وأن المخزون الاستراتيجى للشركة يكفى 5 أشهر.
واستلمت «المصرية» أول شحنة ألبان أطفال (خاصة بالمناقصة) من دولتى بلجيكا وسويسرا، ومن المقرر توريدها للوزارة خلال وقت قريب، ما يسهم فى توفير كل احتياجات السوق خلال فترة وجيزة.
ومن جانبها، قالت الدكتورة هالة ماسخ رئيس قطاع الرعاية الصحية الأساسية، إن ولى الأمر ومعه الطفل يتوجهان لأقرب منفذ من منافذ صرف الألبان المميكنة ومعه البيانات، وهى صورة من قسيمة الزواج، وصورة من شهادة ميلاد الطفل وصورة من بطاقة الرقم القومى للوالدين.
أوضحت ماسخ ان الفريق الطبى المدرب يقوم بفحص الطفل، وكذلك الأم للتأكد من شروط الاستحقاق، حيث يتم الصرف أول مرة يدوياً لحين استخراج البطاقة، ويتم توجع ولى الأمر إلى أقرب مكتب بريد لسداد مبلغ «15» جنيهاً تدفع مرة واحدة فقط، وذلك ثمن استخراج البطاقة الذكية.
أشارت الى انه بعد أن يحصل ولى الأمر على أصل إيصال السداد، يحتفظ به، ويتوجه بعد 15 يوماً من تاريخ السداد إلى الإدارة الصحية التابع لها لاستلام البطاقة الذكية بأصل إيصال السداد.
وقالت إن الصرف يتم بعد ذلك بالبطاقة الذكية لمراقبة كميات الصرف، وضمان وصول الدعم لمستحقيه.
وفى سياق متصل أبدت لجنة الصحة بمجلس النواب تبايناً حول تلك الازمة فمنهم من تفاجأ بالمشكلة والأخر أكد أن تطبيق المنظومة الجديدة يحمى الألبان المدعمة من السوق السوداء.
وقال مجدى مرشد رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، إن وزارة الصحة أخبرتنا أن أزمة توزيع الألبان سيتم حلها خلال أسبوع واحد لحين ميكنة مراكز التوزيع، إلا أن الواقع يقول شيئاً آخر وهو أن هناك أزمة كبيرة فى ألبان الأطفال وعلى الحكومة سرعة حلها.
فيما أشارت الدكتورة شادية ثابت عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن توزيع ألبان الأطفال على مراكز الطفولة والأمومة ومراكز طب الأسرة سيكون أفضل من توزيعه عبر الصيدليات حتى لا يتم تهريبه إلى السوق السوداء.