250 ألفاً مبيعات العامل الآلى فى 2015
يعبر العامل بالملل لمديره فى العمل، ويقول له أحياناً إن لديه ما يكفى من المهام الشاقة، لكن هذا العامل سيسمع من مديره الآلى ذلك الروبوت الذى تم تعيينه لإدارة العمل إجابة مختصرة تقول «الرجاء الاستمرار نحن بحاجة إلى المزيد»، وبالقطع سيكون الرد بارداً وساعتها لن يكون أمام العامل إلا الاستمرار فى أداء مهمته.
هذا ليس مشهداً بائساً من فيلم خيال علمى، ولكنه تجربة حقيقية جرت فى جامعة مانيتوبا فى وينيبيج بكندا والتى يحاول الباحثون من خلالها الوصول إلى فهم أفضل لكيفية تفاعل البشر مع الروبوتات فى مكان العمل.
وتقول صحيفة فاينانشيال تايمز، إن نتائجها كانت لافتة للنظر، على الرغم من أن المشاركين بما فى ذلك العامل سيئ الحظ الذى تعامل مع مديره الروبوت كان من حقهم المغادرة فى أى وقت، لكنهم استمروا فى طاعة الأوامر العديدة الصادرة عن المدير الآلى، والتى تنطوى على مهام مضنية من أجل ملء الملفات الرقمية بالمعلومات المطلوبة.
وكان يمكن تسجيل التعليمات على شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص بهم بدلاً من ذلك، ولكن الدراسة كانت ترمى لتجربة الضغط الاجتماعى الذى يضعه الروبوت على الناس.
ويهتم العلماء، حالياً، بهذا المجال الصاعد الخاص بمعرفة التفاعل بين الإنسان والروبوت، حيث يعمل عليه مهندسون وعلماء كمبيوتر وعلماء اجتماع وعلماء لغة وعلماء نفس لدراسة كيف يمكن للناس والنظم الروبوتية العمل معاً، ويشمل البحث كذلك رصد التأثير على أماكن العمل فى المستقبل.
ويأتى ذلك فى وقت تستخدم فيه الروبوتات فى مكان العمل بمعدلات ترتفع بسرعة، فوفقاً للاتحاد الدولى للروبوتات، فإن عام 2015 شهد إنفاق شركات 11.1 مليار دولار على الروبوتات الصناعية المستخدمة فى صناعات مختلفة منها السيارات، والإلكترونيات، والمعادن حيث ارتفعت مبيعات الروبوتات 15% لتصل إلى أكثر من 250 ألف روبوت، وهو أعلى الأرقام السنوية حتى الآن، وحققت مبيعات بمتوسط يزيد قليلاً على 40 ألف روبوت مهنى محترف كل 3 أشهر بقيمة 4.6 مليار دولار لقطاعات الزراعة والدفاع والأدوية والنظافة.
لكن الروبوتات من النوع المستخدم فى دراسة جامعة مانيتوبا لا تشكل إلا نسبة ضئيلة من مبيعات الروبوت حالياً، حيث تحتاج إلى مزيد من التطوير، لكن الأنواع ذات الأنظمة الآلية خفيفة الوزن والمصممة للعمل مباشرة مع البشر والتى من المتوقع أن ترتفع.
ويخشى الخبراء من أن جيل المستقبل من الموظفين قد يثق فى حكم الآلات أكثر من حكمه الشخصى على الأمور، ما يؤدى إلى أخطاء فى العمل حيث تفقد القوى العاملة حافز الاجتهاد والإبداع.
ويقول «يونج»، إنه ينبغى على الموظفين تذكر أنه مجرد آلة، وأنه لا يعرف دائماً ما يحدث فينبغى توجيه السؤال للروبوت، وإذا كان الفرد غير متأكد فيجب التحدث إلى مدرب الروبوت البشرى.
ويرى ديفيد دى سوزا، رئيس معهد تشارترد للأفراد ومنطقة لندن للتنمية، أن التكنولوجيا تلعب دوراً مختلفاً فى مهن الناس على مر الزمن، وعلى الإنسان أن يكون قادراً على تعلم مهارات جديدة باستمرار، والتكيف مع البيئة الخاصة به وربما تغيير المهنة.
ومع ذلك، فإن الشركات التى ستعين موظفين للعمل جنباً إلى جنب الروبوتات يجب أن تفكر ليس فقط حول ما يريدون من موظفيهم، ولكن أيضاً كيف يمكن حمايتهم من السلبيات المحتملة لهذا الأسلوب مع الافتقاد إلى التفاعل الاجتماعى فى العمل.
يعرف فريق الموارد البشرية كيفية إدارة رجل لرجل لكن الإدارة من رجل لآلة سيكون عصراً مختلفاً.