رياح الاستثمار تغير اتجاهها بفضل زيادة الأرباح
735 مليار دولار تدفقات خارجة فى 2015
قال تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز إن أسس الانتعاش الذى تعيشه الأسواق الناشئة متينة، حيث تظهر البيانات أن التحول حدث مرة أخرى بفضل تطور أداء الشركات باعتبارها المحرك للنمو العالمى ولا يمكن استغرب ان شركات الأعمال تدفع النمو، لكنها حالة تعطلت كسلوك عادى فى السنوات الأخيرة.
ويقول خبراء الاقتصاد إنه من الصعب تكرار «نوبة غضب 2013»، حيث هرب المستثمرون من الأسواق الناشئة تحسبا لاحتمال تشديد السياسة النقدية من مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكي، فضلا عن صدمة أسعار البترول عام 2014 وانهيار سوق الأوراق المالية فى الصين عام 2015 الأمر الذى ساهم فى تقييد شديد لشروط الائتمان، ونتيجة لذلك، بلغ صافى تدفقات رأس المال الخارجة من الاقتصادات الناشئة 735 مليار دولار فى عام 2015، وفقا لمعهد التمويل الدولي، فى حين أن التدفقات الداخلة استمرت فى التباطؤ.
وكانت هذه فترة معقدة بشكل لا يصدق فعندما كانت النتيجة أن النمو العالمى تباطأ حدث تباطؤ أيضا لنمو الأسواق الناشئة بيد أنه كان على نحو غير متناسب، لكن العام الماضى شهد بداية العودة للابتعاد عن تلك الصدمات والشعور بالهدوء فى السوق.
ومنذ ذلك الحين نشطت أرباح الشركات ليس فقط فى الولايات المتحدة ولكن فى جميع أنحاء العالم، وهذا يقابله صعود هائل فى الآونة الأخيرة فى مؤشرات مديرى المشتريات والمؤشرات الرئيسية للنشاط التى تكشف عن منطقية استعادة الشركات للثقة فى صحة أسواقها.
وعادة ما يرتفع مؤشر مديرى المشتريات بشكل أسرع فى الأسواق المتقدمة عن الدول النامية، إلا أنها كانت تتحرك بإيجابية فى الآونة الأخيرة فى كليهما، فبالنسبة للأسواق الناشئة، فإن نمو مؤشرات مديرى المشتريات فى العالم المتقدم يعنى لها زيادة الطلب على صادراتها وبالتالى الأمر لا يضرها بل انه يكون فى اغلب الأحيان هو الأهم بالنسبة لها من نمو الطلب المحلي. ومن أهم مصادر التفاؤل إزاء مستقبل النمو فى الاقتصادات النامية هو أن كل هذه المؤشرات الصاعدة فى النهاية تغذى الاقتصاد الحقيقى خصوصا ارتفاع الناتج الصناعي.
لكن جميع الأعوام السابقة لم يكن لها قيمة حقيقية دون ارتفاع معدلات الاستثمار، وهو أمر حيوى لتمهيد الطريق لزيادة الإنتاجية والنمو المستدام، وتظهر بيانات جى بى مورجان وضوح الاتجاه الصعودى فى نهاية العام الماضى فى كل من ربحية الشركات والنفقات الرأسمالية، والتى يتوقع خبراء الاقتصاد فى بنك التمويل الدولى أن تحافظ على زخمها فى السنوات المقبلة.
وشجعت بيانات التجارة على بث الشعور بالتفاؤل لدى المستثمرين، فتحليل الصادرات من كابيتال ايكونوميكس وهى مجموعة أبحاث مقرها لندن يبين أن المصدرين الكبار فى الأسواق الناشئة حققوا بداية قوية لهذا العام بفضل الشحنات الهائلة من الصين والبرازيل وكوريا الجنوبية والتى حققت نموا قويا من حيث القيمة الدولارية فى يناير الماضي.
ويخشى المشككون فى أن طفرات الأسواق الناشئة تستفيد من طفرات أسعار السلع الأساسية المؤقتة ولكن تحليل المؤشرات الاقتصادية يؤكد أن القصة مختلفة، فالانتعاش فى السلع خلال العام الماضى لعب دورا كبيرا ليس فقط فى أرباح شركة فالى على سبيل المثال فى عام 2016 بل وصل الى قطاعت اخرى هامة بما فى ذلك شركات صناعة السيارات فى البرازيل والشركات المصنعة للإلكترونيات فى كوريا الجنوبية، التى تمتعت أيضا بارتفاع فى المبيعات فى الخارج.
وقد استجاب المستثمرون وبدأت التدفقات إلى صناديق الأسهم فى الأسواق الناشئة والسندات فئة عام واحد بشكل إيجابى للمرة الأولى منذ عام 2013. وسحب المستثمرون الأجانب أكثر من 38 مليار دولار من أسهم الأسواق الناشئة والسندات فى الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2016، لكنهم عادوا لضخ أكثر من 12 مليار دولار فى تلك الأسواق فى يناير فقط بحسب تقديرات معهد التمويل الدولي.