أعلنت المملكة العربية السعودية وروسيا أنهما تفضلان تمديد اتفاق خفض انتاج البترول من قبل المنتجين العالميين حتى نهاية الربع الأول من عام 2018 ما يضع إطارا زمنيا أكثر حزما لإمكانية تمديد القيود فى العام المقبل وهو الامر الذى رفع أسعار البترول الخام
وقال وزراء الطاقة فى أكبر دولتن منتجتين للبترول فى العالم فى مؤتمر صحفى مشترك عقد فى بكين، إن توسيع نطاق القيود المفروضة على الانتاج مطلوب لتحقيق هدف تقليص المخزونات العالمية.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج» أن المنتجين سوف يعلنون موقفهم النهائى قبل اجتماع منظمة «اوبك» والمنتجين خارجها فى وقت لاحق من الشهر الجارى فى فيينا
وتؤكد المملكة العربية السعودية وروسيا التزامهما باتفاق خفض الانتاج وسط الشكوك المتزايدة حول مدى فعاليته.
وأشارت الوكالة إلى أن الإنتاج الأمريكى المتزايد أثار القلق من فشل منظمة البلدان المصدرة للبترول وشركائها فى الحد من زيادة المعروض العالمى.
وقال خالد الفالح، وزير الطاقة السعودى فى مؤتمر صحفى عقده مع نظيره الروسى السكندر نوفاك، إن الاتفاق يحتاج تمديد لأننا لن نصل الى مستوى المخزون المطلوب بحلول نهاية يونيو المقبل مضيفا أن نهاية الاتفاق ربما تكون أفضل بحلول نهاية الربع الأول 2018
وكشفت بيانات «بلومبرج» ان العقود الآجلة للبترول قفزت بعد تصريحات الوزراء حيث ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.8% إلى 48.70 دولار للبرميل فى بورصة نيويورك التجارية وهو أعلى مستوى منذ 2 مايو الجارى.
ارتفع مؤشر خام برنت العالمى 1.7%الى 51.69 دولار للبرميل فى العقود الآجلة الأوروبية ولكن لا يزال كلاهما أقل بنسبة 50% عن ذروة عام 2014.
ومع اقتراب «أوبك» وحلفائها من تقليص فائض المخزونات زاد الإنتاج فى الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى له منذ أغسطس 2015.
ولكن أظهرت مخزونات الخام الأمريكية بعض علامات التقلص حيث انخفضت خلال الأسابيع الخمسة الماضية من مستويات قياسية فى نهاية مارس.
وكان اعضاء «اوبك» قد وافقوا فى نوفمبر الماضى على خفض 1.2 مليون برميل يوميا من انتاج البترول ووافق عدد من الدول غير الاعضاء بما فى ذلك روسيا، فى ديسمبر على المساهمة فى خفض الانتاج بمقدار 600 الف برميل يوميا
وقال نوفاك، إن المشاورات الأولية تبين أن جميع المنتجين ملتزمون باتفاق الانتاج ولا ترغب أى دولة فى الخروج من هذا الاتفاق ولا أرى أسباب تدعوا لخروج أى دولة.
وأوضح محللون من بينهم مجموعة «جولدمان ساكس» إن سوق البترول العالمى يعود إلى التوازن كما توقعت الوكالة الدولية للطاقة أن يتجاوز الطلب الإنتاج إذا ما قامت «أوبك» وشركاؤها بتمديد التخفيضات فى النصف الثانى من العام
ومن ناحية أخرى، يعكف اثنان من أعضاء منظمة «اوبك» المعفيين من خفض الانتاج بسبب الصراع الداخلى على زيادة الامدادات حيث ارتفع الإنتاج فى ليبيا من البترول الخام إلى أكثر من 800 ألف برميل يوميا مع إعادة تشغيل الحقول وهى القيمة الأكبر منذ عام 2014.
جاء ذلك فى الوقت الذى زادت فيه نيجيريا إنتاجها ليصل إلى 200 ألف يوميا وأعلنت استعدادها للتصدير مرة أخرى من حقل «وركادوس» بعد إغلاقه بشكل مستمر تقريبا منذ فبراير 2016.
وأكدّ الفالح أن اهتمامنا المشترك يتمثل فى تحقيق الاستقرار وتقليل التقلبات فى سوق البترول وخدمة مصالح المنتجين والمستهلكين على المدى الطويل.