كان الملياردير التركى روبرت يوكسل يلديريم، المالك لشركة «يلدريم» القابضة، يستثمر فى أعمال مواد البناء قبل عام من حصول شركته على أول عقد دولى لها.
وأصبحت «يلدريم»، الآن، تهتم بقطاعات التعدين والموانئ والمواد الكيميائية عبر 28 بلداً.
وبعد 24 عاماً من توقيع اتفاق استيراد الفحم مباشرة من روسيا، كان الزخم يدور حول توسيع دور شركة «يلدريم» خارج قاعدتها التركية.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن التداعيات السياسية الناجمة عن محاولة الانقلاب الفاشلة فى يوليو من العام الماضي، تعرقل النمو الاقتصادي، وتجعل من الصعب على الشركات أن تعمل فى سوق ينظر إليه الكثيرون على أنه ملىء بالروتين بجانب ارتفاع تكاليف الاستحواذ.
وقال «يلديريم»، البالغ من العمر 57 عاماً، إن شركته، نفذت عمليات استحواذ فى الخارج بلغت قيمتها 750 مليون دولار العام الماضي. وأصبح من الأسهل التعامل مع البيروقراطية الأجنبية، مقارنة بالبيروقراطية التركية، مضيفاً أن الصفقات خارج تركيا أرخص وأفضل بكثير من الفرص التركية.
وأوضحت الوكالة، أن رئيس شركة «يلدريم» فى إسطنبول لم يكن وحده الذى يتوسع فى الخارج.
ونقلت عن فولكان كارا، شريك فى مكتب «باين آند كو»، إن الشركات التركية قد تنفق ما يزيد على 64 مليار دولار على عمليات الاستحواذ فى الخارج. ويمكن أيضاً أن تؤسس عمليات جديدة فى الخارج بحلول 2023.
وكشفت البيانات، أن الشركات التركية، نفذت استثمارات خارجية بلغت قيمتها 36 مليار دولار فى السنوات العشر المنتهية بعام 2016.
وأشار كارا، إلى وجود تدفقات استثمارية قوية نحو الدول المتقدمة، خصوصاً الولايات المتحدة وأوروبا.
وأنفق الملياردير مراد أولكر، صاحب شركة «يلدز» القابضة 15 مليار ليرة، ما يعادل 4.3 مليار دولار على المشاريع الخارجية خلال العام الماضى.
وتوقع «أولكر»، فرصاً كبيرة للنمو فى الشرق الأوسط وأمريكا الشمالية وأفريقيا وآسيا، بعد أن حققت شركته أكبر استثمار خارج تركيا حتى الآن، من خلال شراء «ميدلسكس» البريطانية فى 2014 بقيمة بلغت 3.1 مليار دولار.
وتسعى الشركات إلى تنويع أرباحها بعد محاولة الانقلاب التى أدت إلى احتجاز أعضاء من أحزاب المعارضة وناشطين فى مجال حقوق الإنسان، الأمر الذى تسبب فى تفاقم العلاقات مع ألمانيا أكبر شريك تجارى للبلاد.
وسجل الناتج المحلى الإجمالى نمواً بنسبة 2.9%، عام 2016 فى أبطأ وتيرة منذ الانكماش خلال 2009.
وقال جوناثان فريدمان، مدير شركة «ستروز فريدبيرج» لإدارة المخاطر فى لندن، إن المستثمرين يديرون المخاطر من خلال تنويع الأصول. والشركات التركية تعمل فى بلد واجه العديد من التحديات السياسية.
ويأتى الاتجاه نحو التوسع فى الخارج، أيضاً، وسط تراجع الليرة التركية، إذ تراجعت العملة مقابل الدولار بنسبة 17% خلال الـ12 شهراً الماضية، وهو أكبر تراجع بين 24 سوقاً ناشئة تتبعها وكالة «بلومبرج».
وتحصل العديد من الشركات على أصول لتأمين المواد الخام اللازمة للإنتاج أو التوسع فى الأسواق التى تعانى نقصاً فى الخدمات.
وتخطط «أرسيليك»، أكبر شركة لتصنيع الأجهزة المنزلية فى تركيا لاستثمار 100 مليون دولار لبناء مصنع بالشراكة مع مجموعة «تاتا» لصناعة الثلاجات وغيرها من السلع فى الهند العام المقبل، بعد شرائها شركة «دونلاس» صانع الأجهزة الباكستانى بمبلغ 243 مليون دولار عام 2016.
وأكد «فريدمان»، أن الشركات التركية تسعى إلى ايجاد أسواق جديدة للنمو.
وتشمل الشركات الأخرى التى توسعت فى الخارج شركة «دوغوس» القابضة التى عززت الاستثمارات الأجنبية بعد بيع حصتها فى أكبر بنك فى البلاد.
وأعلن منتج الكهرباء «زورلو إنيرجى» الذى يملك مصانع فى باكستان وإسرائيل، العام الماضي، أنه يعتزم ضخ كمية كبيرة من الأموال فى إيران.
وقال المدير العام لشركة براغما كوربوريت فاينانس، كريم كوتان، إن هناك ثلاث فرص للاستحواذ على ثلاث شركات قابضة فى الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وآسيا تقدر قيمتها بنحو 250 مليون دولار، مضيفا: «نحن نهدف إلى الفوز بالصفقات الثلاث بحلول نهاية 2017».
وتوقع إفسان كام، مدير تمويل الشركات فى شركة «إس إيه إنفستمنت» فى إسطنبول، استمرار هذا الاتجاه الاستثمارى بين شركات الإنتاج والنقل والسلع الاستهلاكية وصناعات الطاقة.
ولا تزال شركة «يلدريم» التى تخطط لتقديم عطاءات لمشغل محطة «بورتس» الأمريكية وتشارك فى استثمار أكثر من 5 مليارات دولار، مع المستثمرين الصينيين فى منجم فحم بكولومبيا، ترى كثيراً من العقبات فى تركيا، خصوصاً مع أنظمة مكافحة الاحتكار التى تحد من قدرتها للتوسع محلياً.
وأكد «يلدريم»، أن شركته ستواصل الاستثمار على الصعيد العالمى فى العديد من المجالات، منها التعدين والموانئ والمحطات والأسمدة والكيماويات والطاقة والخدمات اللوجستية والبنية التحتية، مضيفاً أنه يرى الكثير من الفرص الجيدة فى تركيا التى من شأنها أن تجعلها أقوى، وترفع موقفها كلاعب عالمى.
