الفيضانات تكبد جنوب القارة 215 مليار دولار سنوياً بحلول 2030
فى الوقت الذى جذب فيه إعصارى هارفى وإيرما، انتباه العالم، يعانى أكثر من 41 مليون شخص فى جنوب آسيا من الفيضانات والتشرد.
أوضح معهد الموارد العالمية الأمريكى الذى تم تأسيسه عام 2015 أنه من أفغانستان فى الغرب إلى بنغلاديش فى الشرق، يمكن أن تكلف الفيضانات جنوب آسيا التى تعد موطناً لربع سكان العالم، ما يصل إلى 215 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030.
وقال المدير التنفيذى للأزمات والاستشارات الأمنية فى «كونترول ريسكس»، توم هيل، إن الشركات التى لها عمليات على السواحل بجانب الأنهار الكبيرة والسهول الفيضانات المنخفضة والمناطق الحضرية هى الأكثر عرضة للخطر.
وأضاف أن المزيد من اﻷمطار والطقس المتطرف، لن يؤدى فقط إلى ضرب الشركات فى جنوب اسيا.. بل ايضا الشركات العالمية التى تستورد المنتجات والمواد الخام من المنطقة.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج» أن ما لا يقل عن 1200 شخص لقوا مصرعهم الشهر الماضى، عندما اجتاحت المياه العاصمة المالية الهندية مومباى، ومركزها التكنولوجى بنغالور، باﻹضافة إلى عاصمة بنجلاديش دكا، وكراتشى المركز المالى لباكستان إلى جانب مناطق من نيبال وولايات شرقى بيهار واسام الهندية.
ومن المتوقع أن تزداد الفيضانات المدمرة خلال العقد المقبل مع تزايد أنماط الطقس المتفاقمة فى المنطقة.
وتؤثر الفيضانات بالفعل على أكثر من 9.5 مليون شخص فى المنطقة سنوياً وتعرض الناتج المحلى الإجمالى فى الهند وبنجلاديش للخطر والذى يبلغ 14.4 مليار دولار و5.4 مليار دولار على التوالى.
وكشفت بيانات أكبر شركات إعادة التأمين فى العالم «ميونخ رى» أن آسيا سجلت خسائر بلغت قيمتها 87 مليار دولار من حوالى 320 كارثة طبيعية العام الماضى.
وقال الرئيس التنفيذى فى هيئة اﻷرصاد الجوية الخاصة «سكاى ويثر سيرفيسز»، جاتين سينغ، فى مقابلة هاتفية، إنه فى الوقت الذى تتضرر فيه القرى بشكل مباشر بسبب الجفاف فإن المدن هى التى تتحمل العبء الأكبر للخسائر المتعلقة بالفيضانات.
ولقى 34 شخصاً مصرعهم عندما شهدت مومباى أسوأ فيضاناتها خلال أكثر من عقد من الزمان يومى 28 و29 أغسطس الماضى.
كما ضربت الفيضانات بنجلاديش، العام الحالي، واضطرت الحكومة إلى استيراد 1.5 مليون طن من الأرز بعد 6 سنوات من الاكتفاء الذاتى.
وأشار مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، إلى أن الفيضانات تمثل 47% من جميع الكوارث العالمية ذات الصلة بالطقس منذ عام 1995 و2015.
ومن بين حوالى 2.3 مليار شخص، تأثروا بهذه الفياضانات كان 95% منهم فى آسيا، وفى منطقة تضم ثلاثة من أكثر 10 بلدان فى العالم من حيث عدد السكان وهى الهند وباكستان وبنجلاديش.
وأوضح أحد كبار المحللين فى «كونترول ريسكس»، وهو سيدهارث غول، أن غياب خطط المرونة لدى الحكومات فى مشاريع البنية التحتية العامة وإمدادات الوقود وشبكات توزيع الكهرباء يوحى بأن المشاكل الناشئة عن أنماط الطقس المتغيرة من المرجح أن تظل تشكل تهديدات كبيرة.
وأضاف غول، أنه رغم أن الشركات فى جنوب آسيا غير معروفة بإعادة تنظيم خطط الاستثمار بسبب الاضطرابات المتعلقة بالطقس، فإن المزيد من المدراء يحاولون فهم المخاطر المتعلقة بالفيضانات لتقليل الخسائر.
وقال أريفوداى نامبى أبادوراي، كبير الباحثين فى معهد الموارد العالمية، إن المخططين بحاجة إلى التكيف من خلال تغيير طريقة بناء المدن للبنى الأساسية وكل هذه المخاطر تتفاقم بسبب التوسع غير المخطط له فى التمدد العمرانى.
ومع التوقعات التى تفيد بأن ما يقرب من 250 مليون شخص آخرين سيعيشون فى مدن جنوب آسيا بحلول عام 2030 فإن ثمة حاجة ملحة إلى الاستثمار فى البنية التحتية الحضرية التى تتسم بالقدرة على التكيف مع تغير المناخ.
وتستثمر الهند وبنجلاديش ونيبال حاليا أكثر من 32 مليار دولار على بناء 78 مشروعا لمكافحة الفيضانات.
وأشار الرئيس السابق للبنك المركزى الهندى، راغورام راجان، إلى أنه يتعين على صانعى السياسات والبنوك المركزية التعامل مع المخاطر المناخية عند صياغة الخططات الجديدة، وقد حان الوقت ليأخذ واضعو السياسات، هذه المخاطر بعين الاعتبار.