محطات التحلية بأبوظبى تنتج ما يكفى لملء 450 ألف حمام سباحة أوليمبى
الكويت تستهلك مياهاً جوفية وسطحية أعلى 20 مرة مما تستطيع إحلاله سنوياً
تتمتع دبى بمياه وفيرة، بالنظر إلى أنها مدينة فى الصحراء العربية، وتنتشر المروج الخضراء والبحيرات الصناعية فى الأحياء المعروفة باسم المنابع والبحيرات.
وعبر دولة الإمارات بأكملها، يذهب السكان إلى ملاعب الجولف، والملاهى المائية، والنافورات الراقصة، ومع ذلك، تلوح أزمة مياه فى الأفق بالنسبة للإمارات وجيرانها فى الخليج العربى، أحد أكثر المناطق تعرضاً لنقص المياه فى العالم.
وحتى الآن، تعتمد الدول الخليجية على محطات تحلية المياه التى تعمل بالوقود الأحفورى لتوليد معظم المياه التى يستهلكها السكان المتنامين والقطاعات المتوسعة، وحالياً تطبق هذه الدولة تكنولوجيات أكثر نظافة، وبدأت تستغل أشعة الشمس الوفيرة لجعل مياه البحر قابلة للشرب، واستعرضت مجلة «بزنس ويك» التى تصدر عن وكالة أنباء «بلومبرج»، كيفية جعل مياه البحر قابلة للشرب، من خلال 9 أسئلة؟
كيف أصبحت مياه البحر صالحة للشرب؟
من خلال عملية تعرف بتحلية المياه، أى إزالة الملوحة منها، وتعتمد دول الخليج على مياه البحر المحلاه فى معظم استهلاكها غير الزراعى، سواء المياه المعلبة أو الاستخدام السكنى، وتعد السعودية أكبر منتج للمياه المحلاه، فى حين تشكل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 48% من قدرة التحلية العالمية الحالية.
وأكثر من ثلث المياه المستهلكة سنوياً فى أبوظبى، أكبر إمارة فى دولة الإمارات، تأتى من محطات التحلية، وهو ما يكفى لملء حوالى 450 ألف حمام سباحة أوليمبى.
كيف تتم التحلية؟
حتى الآن، يتم الأمر غالباً من خلال حرق الغاز الطبيعى أو البترول، لغلى الكثير من مياه البحر، ثم استعادة القطرات من الماء العذب المقطر، وهى عملية تعرف بـ«التحلية الحرارية».
ما هى عيوب هذه العملية؟
مكلفة.. ويمكن ان تكون غير نظيفة، رغم أن المياه تخرج نظيفة، لكن استخدام الوقود الأحفورى يعنى أن هذه المحطات تساهم فى انبعاث الغازات الدفيئة التى تفاقم مشكلة التغير المناخى.
كما انها تتخلص من الملح مجدداً فى المحيط فى صورة محلول ملحى ساخن ومركز، ويحتوى عادة على معادن ثقيلة وملوثات كيميائية ينظر إليها على أنها تهديد حقيقى للأنظمة البيئية البحرية فى الخليج شبه المغلق.
ووفقاً لأحد التقديرات، يكلف إنتاج متر مكعب من المياه المحلاة ما بين 70 سنتاً ودولار، وتنتج محطة التحلية الواحدة حوالى 7 ملايين جالون أى حوالى 26.500 متر مكعب يومياً، وهو ما يكفى 200 ألف شخص، فى حين تستهلك المحطة طاقة مماثلة لما تستهلكه مصفاة بترول أو مصنع صلب صغير.
هل هناك طريقة أفضل؟
يمكن أن تسرع الدول الخليجية التحول إلى التكنولوجيات النظيفة مثل التناضح العكسى، والتى تتم عن طريق تمرير مياه البحر خلال أغشية لإزالة الملح والشوائب الأخرى، ويستهلك التناضح العكسى ربع أو أقل الطاقة التى تستهلكها التحلية الحرارية.
وتعد هذه الطريقة هى السائدة فى معظم أنحاء العالم، بما فى ذلك الولايات المتحدة، ثانى أكبر منتج للمياه المحلاة، ولكن مثلها مثل المحطات الحرارية، تتخلص محطات التناضح العكسى فى المناطق الساحلية من المحلول الملحى فى البحر.
هل هناك بدائل للتحلية؟
يمكن أن تقلل دول الخليج طلبها على المياه من خلال القيام بمزيد من معالجة وتدوير مياه الصرف الصحى، ولكن هذا فى حد ذاته لن يقابل الحاجات المتنامية، ويمكن أيضاً أن تحاول الحكومة الحد من الاستهلاك من خلال رفع الدعم عن المياه، رغم ان ذلك قد يكون صعباً سياسياً.
وهناك إجراءات أخرى، ولكنها غير مجربة.
فعلى سبيل المثال، كانت الإمارات تزرع كريستالات ملحية فى السحب يتم إطلاقها من الطائرات لتوليد مزيد من الأمطار، وتوجد فكرة زرع السحب منذ 70 عاماً تقريباً، ولكن فاعليتها لاتزال محل شك.
كيف يمكن الاستفادة من الطاقة الشمسية فى تحلية مياه البحر؟
تطور شركة «أبينجوا» الأسبانية للطاقة والبيئة، أكبر محطة تحلية مياه باستخدم الطاقة الشمسية فى السعودية بجانب شركة مياه محلية.
وسيكون المرفق بقيمة 130 مليون دولار فى مدينة الخفجى على ساحل الخليج، كما انه سيكون أول محطة تحلية واسعة النطاق يتم تشغيلها بالطاقة الشمسية، وهى مصممة لاستخدام التناضح العكسى.
وحتى وقت قريب، كانت وفرة البترول والغاز الرخيص والمدعم تجعل الطاقة الشمسية خياراً أقل جدوى اقتصادية.
وحالياً، قد يؤدى تراجع اسعار الطاقة الشمسية إلى توسع قطاع التحلية باستخدام الأشعة الشمسية، بل إنه قد يخفض سعر المياه كذلك.
إلى أى مدى نقص المياه فى الخليج سيئاً؟
تعانى منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقى من اندر موارد المياه، ولكن يستهلك الفرد فى الخليج أكثر من أى مكان آخر وفقا للبنك الدولى، ويعيش أكثر من 60% من سكان المنطقة تحت ضغوط مائية شديدة أو شديدة للغاية.
ومن المرجح أن تواجه دول مجلس التعاون الخليجى الست، أزمة مياه شديدة بحلول 2040، وفقاً لمعهد «وورلد ريسورسيز» غير الربحى فى واشنطن.
ما السبب فى هذه الندرة؟
تستخدم دول الخليج المياه الجوفية فى الزراعة رغم أنها تحقق عائداً مادياً ضئيلاً مقابل استنفاد مورد حيوى فى شبه الجزيرة العربية الظمآنة.
وتشكل الزراعة أكثر من 60% من استهلاك المياه الجوفية فى أبوظبى، فى الوقت الذى لا تشكل فيه سوى 1% من الناتج المحلى الإجمالي، ومن المتوقع أن تنفد المياه فى الإمارة الغنية بالبترول خلال عقود قليلة، وفقاً لوكالة البيئة فى أبوظبى.
ماذا بشأن الدول الخليجية الأخرى؟
تستخدم الكويت مياه جوفية وسطحية اعلى بـ 20 مرة، مما تستطيع إحلالها كل عام على المدى الطويل، وهى أعلى نسبة استنفاد فى مجلس التعاون الخليجى وفقاً لدراسة منظمة الغذاء والزراعة «الفاو» الأمريكية.
وتأتى الإمارات فى المرتبة الثانية،فى حين تستهلك السعودية أعلى من معدل الإحلال بـ 10 مرات، وفى المقابل تستهلك الهند مياهاً عذبة أقل من التى تستطيع إحلالها بنسبة 34%، كما تستخدم الولايات المتحدة 16% من موارد مياهها المتجددة، أما البرازيل فتستهلك 1%، وفقاً لمنظمة «الفاو».
