
رأى الرؤساء الأمريكيون من فرانكلين روزفلت، إلى جورج دبليو بوش، أن البترول هو حجر الزاوية فى العلاقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، حيث كان الإمداد الثابت من أكبر مصدر فى الشرق الأوسط يعتبر أمرًا حاسمًا لرفاهية الاقتصاد الأمريكى.
وفى الوقت الذى يسافر فيه ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان إلى أمريكا الأسبوع الجارى غيرت الطفرة الصخرية من تكساس إلى نورث داكوتا المعادلة.
وفى الوقت الذى تعتبر فيه العلاقات القوية ذات أهمية حاسمة للأمن القومى لكلا البلدين فمن المحتمل أن تكون الطاقة أقل أهمية فى أجندة زيارة ولى العهد إلى البيت الأبيض.
وفى أكتوبر الماضى استوردت الولايات المتحدة 563 ألف برميل يومياً فقط من الخام السعودى وهى أقل كمية منذ يونيو عام 1986 وانخفضت الواردات بنسبة 75% من ذروة بلغت 2.24 مليون برميل يومياً فى عام 2003.
وقال فاتح بيرول، رئيس وكالة الطاقة الدولية، إن الانخفاض الكبير فى احتياجات الولايات المتحدة من واردات البترول سيكون له آثار عميقة على الجغرافيا السياسية للطاقة، وبدأت المملكة العربية السعودية فى خفض الشحنات إلى الولايات المتحدة فى النصف الثانى من العام الماضى لذلك لم يعكس المعدل السنوى الانخفاض الكامل.
وفى المتوسط قامت الولايات المتحدة بشراء 943 ألف برميل يوميًا فى العام الماضى وهو أدنى مستوى منذ عام 1988، وكان الانخفاض جزءًا من حملة أوسع قامت بها منظمة البلدان المصدرة للبترول لمكافحة الوفرة العالمية التى أثرت على الأسعار واستهدفت السعودية الولايات المتحدة لأن المستثمرين يولون اهتمامًا أكبر بالمخزون الأمريكى أكثر من أى مكان آخر، وأفادت «بلومبرج» بأن التحرر من البترول السعودى الذى كان خطاباً طموحًا لأجيال من السياسيين الأمريكيين أصبح فى متناول اليد.