كرة القدم هى صناعة قيمتها مليارات الدولارات يتابعها مليارات الأشخاص حول العالم، لذلك ليس غريباً على الإطلاق أنها ليست محصنة ضد «التحول الرقمى»، تلك الكلمة الرنانة المفضلة فى قطاع التكنولوجيا، ففى الواقع، لعبت التكنولوجيا دوراً حاسماً بالنسبة للمؤسسات الإذاعية والمنظمين والمشاهدين فى الإصدارات السابقة للبطولة وفى روسيا لعام 2018 بدون استثناء، ولكن ما سيكون مختلفاً حقاً هو تأثير التكنولوجيا على أرض الملعب نفسه.
وشهدت بطولة كأس العالم 2014، التى استضافتها البرازيل، أول ظهور لتقنية خط المرمى، وهى تقنية تساعد الحكم فى تحديد مشروعية الهدف، بينما شهدت البطولة الجارية ظهور الحكام المدعومين بالفيديو، ولكن هذا التطور التكنولوجى ليس الوحيد الذى تشهده ميادين المسابقة.
وسلطت مجلة «فوربس» اﻷمريكية الضوء على خمسة ابتكارات تكنولوجية يشهدها مونديال روسيا للعام الجارى، وهى:
أولاً: الحكام المدعومون بالفيديو
كانت بعض التغييرات الأخيرة التى طرأت على عالم الساحرة المستديرة مثيرة للانقسام، مثل تقنية الحكام المدعومين بالفيديو، التى طالت المطالبات بتطبيقها فى كرة القدم، خاصة بعد نجاح أنظمة مماثلة فى لعبة الرجبى والتنس والدورى الوطنى لكرة القدم الأمريكية وحتى لعبة الكريكيت.
وتعتبر فكرة تلك التقنية بسيطة، حيث يمكن للحكام الرجوع إلى تقنية حكام الفيديو فى مواقف الألعاب المتغيرة، مثل الأهداف والعقوبات والبطاقات الحمراء وتحديد الهوية الخاطئة، لتقدم لهم بذلك يد العون.
وتم اختبار التقنية الحديثة فى العديد من المسابقات، بما فى ذلك كأس الاتحاد الإنجليزى، ولكنها تلقت ردود فعل مختلفة، حيث طالب البعض بإصلاحها أو إلغائها تماماً، ولكن هذا لم يمنع الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» من استخدامها فى مباريات كأس العالم البالغ عددها 64 مباراة.
ثانياً: مقاطع الفيديو عالية الوضوح
والواقع الافتراضى
يبدو أن كل بطولة كأس العالم تبشر بقدوم تقنية بث جديدة، فالعام الجارى سيشهد إطلاق الشاشات فائقة الوضوح 4K UHD، بعد أن شهدت البطولة السابقة 2014 تجربة تقنية 4K.
وبالإضافة إلى ذلك، ستحصل هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» على نموذج واقع افتراضى للمباريات، وسيكون هذا النموذج متاحاً على تطبيق «بى بى سى سبورت» للواقع الافتراضى، مما سيسمح للمشاهدين الشعور وكأنهم فى صندوق خاص داخل ملعب كرة القدم.
ثالثاً: نظم اﻷداء والتتبع الإلكترونية
يعد نظام اﻷداء والتتبع الإلكترونى ثانى أهم الابتكارات التى يشهدها مونديال روسيا، حيث يعرف بأنه نظام قائم على الحاسب اللوحى الذى سيوفر لمدربى جميع المنتخبات الـ32 إمكانية الوصول إلى إحصائيات اللاعبين ولقطات الفيديو فى الوقت الفعلى.
وسيتم تزويد كل فريق بثلاثة حواسيب لوحية، واحداً لتحليل البيانات فى الجناح، وآخر على مقاعد البدلاء بينما سيكون الحاسوب اللوحى الثالث للفريق الطبى، مع العلم أن اللقطات ستخضع إلى تأخير مدته 30 ثانية بجانب الإحصائيات، مثل بيانات تحديد موضع اللاعب وتمريراته وضغطه وسرعته ومعالجته.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الابتكار يعمل مع الأنظمة المعتمدة على الكاميرا والتقنية القابلة للارتداء، والتى وافقت عليها الفيفا فى عام 2015.
رابعاً: شبكات الجيل الخامس فى روسيا
بدأت بطولة كأس العالم الجارية فى وقت مبكر للغاية بالنسبة إلى شبكات الجيل الخامس، ولكن كل من شركتى «إم تى سى» و«ميجافون»، والشريك الرسمى العامل فى مجال الاتصالات لكأس العالم، سوف يجريان تجارب على التكنولوجيا فى روسيا خلال هذا الحدث.
ومن المتوقع أن تكون شبكات الجيل الخامس متاحة تجارياً فى عام 2019، مما يوفر سرعات أعلى وقدرة أكبر وزمن استجابة أقل للغاية، مما يعنى تواصل أفضل بالنسبة للجماهير فى ملعب كرة القدم فى المستقبل.
وتجدر الإشارة إلى أن شركتى «إريكسون» و«إم تى سى» كشفتا قبل بداية البطولة العالمية، عن استضافة كأس العالم لتقنية «ماسيف ميمو»، وهى تقنية متطورة للهواتف المحمولة، فضلاً عن تركيب أجهزة راديو قادرة على تشغيل شبكات الجيل الخامس فى أكثر من 40 مكاناً فى سبعة من الـ11 مدينة التى تستضيف المونديال، لتغطى هذه الشبكة الملاعب ومناطق المشجعين ومراكز النقل والمعالم الشهيرة، بما فى ذلك الساحة الحمراء فى العاصمة موسكو.
خامساً: كرة تلستار أديداس
قامت أديداس بتصنيع كرة المباراة الرسمية لكل نهائيات فعاليات كأس العالم منذ عام 1970، فهى دائماً ما تسعى لاستخدام هذا الحدث العالمى كواجهة لعرض أحدث ابتكاراتها التقنية، مما آثار استياء حراس المرمى الذين يبدو أنهم يشتكون من الكرة فى كل مرة.
ولكن كرة «تلستار 18»، التى ستشهدها البطولة الجارية، عبارة عن إعادة تصور لكرة أديداس اﻷولى فى بطولة كأس العالم، فهى تتميز بتصميم جديد يقال بأنه يحسن من متانة الأداء سواء فى الملعب أو فى الشارع، ولكن الجانب الأكثر إثارة للاهتمام هو إضافة رقاقة الاتصال قريب المدى، وهى نفس التكنولوجيا التى تعمل على إدارة أشياء مثل «آبل باى» و«أندرويد باى»، فتلك الرقاقة تسمح للكرة بالاتصال بهاتف ذكى.
ويذكر أن «أديداس» سبق لها إطلاق كرة قدم تسمى كرة «ماس كوتش» الذكية، والتى استخدمت أجهزة استشعار لتتبع العديد من المقاييس، مثل السرعة والمسار، ولكنها لم تكن متينة كفاية.