«الصادرات والواردات» ترفع نسب الفحص لـ100%
مصادر: الواردات ترتفع 6.6% رغم الأزمة
الزراعة الأمريكية: المصدرون مجبرون على وقف التعامل مع مصر
تسببت متبقيات دواء مادة «الراكتوبامين»، المستخدمة على منتجات (الكبدة) المستوردة فى أزمة الفترة الأخيرة، ففى حين رفعت هيئة الرقابة على الصادرات والواردات نسب الفحص إلى 100% من الشحنات المستوردة، زادت الواردات بنسبة 6.6%، ما أثر على الأسعار المحلية التى تراجعت بقيمة 8 و9 جنيهات فى الكيلو.
قالت مصادر فى هيئة الرقابة على الصادرات والواردات، إنَّ نسب الفحص على واردات الكبدة والكلاوى والقلوب ارتفعت على جميع المناشئ الدولية إلى 100% بسبب انتشار متبقيات مادة «الراكتوبامين» فى الشحنات.
أوضحت المصادر، أن انتشار متبقيات دواء مادة «الراكتوبامين» كان سبباً فى رفض العديد من الشحنات، خلال الشهور الأخيرة، خاصة من منشأ الولايات المتحدة الأمريكية.
ووفقاً للمواصفات القياسية الدولية الخاصة باشتراطات استيراد اللحوم، يُستخدم دواء «الراكتوبامين» كمادة مُحفزة على النمو، لكن حين تتجاوز نسبة الاستخدام (10 أجزاء / مليار) تتسبب فى أمراض عدة.
أضاف مستوردون، أن تشديد الإجراءات الرسمية لم يمنع دخول الكميات التى اعتادت السوق أن تستوردها فى السنوات الأخيرة، بل وارتفعت بنسبة 6.6% خلال الشهور التسعة الأولى من العام الحالي.
وفقاً لبيانات الهيئة، ارتفعت واردات الكبدة والقلوب والكلاوى إلى 124.8 ألف طن فى أول 9 أشهر من 2018، مقابل 117 ألف طن فى الفترة نفسها من العام الماضى.
أوضحت المصادر، أنَّ بعض الدول تسمح باستخدام هذه المادة، لكنها تعتمد على معايير صارمة فيما يتعلق بسلامة الغذاء وهى (أمريكا، والصين، وكندا).
ذكرت أن الأسعار المحلية كسبت قيمة بين 8 و9 جنيهات فى الكيلو فى شهر يوليو الماضى؛ بسبب تراجع الواردات إلى 7400 طن فى الشهر نفسه، مقابل 12.8 ألف طن فى الشهر السابق له، بنسبة هبوط بلغت 57.8%.
بلغت الأسعار فى يوليو 45 جنيهاً فى الكيلو، وزادت فى بعض الفترات إلى 47 جنيهاً، ثم تراجعت تدريجياً إلى 40 جنيهاً، منتصف الشهر التالى له، بعد ارتفاع الكميات المستوردة مرة أخرى إلى 14 ألف طن فى أغسطس، وزادت لأعلى مستوى لها خلال العام الحالى فى سبتمبر الماضى لتبلغ 18.7 ألف طن.
رفض سمير سويلم، رئيس رابطة مستوردى اللحوم المجمدة، فكرة تسبب «الراكتوبامين» فى الإصابة بالأمراض، خاصة أن دول العالم تسمح به وفقاً للمواصفات العالمية.
أوضح »سويلم«، أنَّ الجهات المصرية أصبحت تطلب (0%) من «الراكتوبامين» بعد ورودها بلاغات بتسبب هذه المادة فى الإصابة الأمراض، وهذا خطأ يجب تصحيحه.
وقالت وزارة الزراعة الأمريكية، فى تقرير يخص الأزمة، إنَّ أعداد شُحنات (الكبدة) المرفوضة فى مصر ارتفعت كثيراً، خلال الشهور الماضية؛ لعدم خلوها من متبقيات «الراكتوبامين»، رغم التزمها بالمواصفة الدولية.
أشارت إلى أن الأزمة أجبرت بعض المستوردين على وقف التصدير إلى مصر لحين حل الأزمة؛ حيث تحصل مصر على 60% من وارداتها من الكبدة عبر المنشأ الأمريكى، والنسبة المتبقية تتوزع بين نيوزيلاندا وأستراليا.
يستهلك المصريون الكبدة بكثافة باعتباره مصدر بروتيناً منخفض التكلفة ويتراوح سعر (الساندويتش) بين 16 و25 جنيهاً، حالياً، مُقابل 10 و15 جنيهاً خلال 2016.
وضعت مصر المواصفة القياسية الخاصة باستيراد الكبدة فى 2011، على أساس اللوائح الأوروبية رقم 2377/1990، وتشترط خلواً كاملاً لمتبقيات الدواء بما فيها (الركتوبامين)، والذى يُستخدم بكثرة فى إنتاج اللحوم.
وفقاً للوائح الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والوارادت، يحق للشحنة فحصها بحد أقصى 3 مرات بعد التوصل للنتيجة الإيجابية للمتبقيات فى العينة الأولى.
ووفقاً لوزارة الزراعة الأمريكية، رفضت مصر 10% من الشحنات المستوردة، وأن العينة تحتاج 5 أيام لإظهار النتائج فقط، لكن النتائج تتأخر لـ4 أسابيع.
أوضحت الوزارة، أنَّ تكلفة تحليل العينة الواحدة تصل إلى 4900 جنيه، كما أن التكلفة المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن التأخير فى الميناء حدت من الطلب ورفعت الأسعار.
أوضحت المصادر فى مصر، أنَّ الشحنات تم قبولها فى عملية الفحص الثانية بعد بداية من شهر أغسطس الماضى، ويوضح ذلك ارتفاع الواردات مرة أخرى.
