2500 جنيه نفقات الحصان الواحد شهرياً
20 ألف دولار تكلفة الاشتراك فى مهرجان أبوظبى.. والجوائز المحلية “رمزية”
5 آلاف جنيه سعر المهر.. والمهرة من 40 ألفاً حتى 2 مليون جنيه
نواجه أزمة فى التصدير للاتحاد الأوروبى بسبب الحجر
قال محمد غريب أحد أكبر مربى الخيول فى مصر، عضو جمعية مربى الخيول المصرية، إن تربية الخيول هى هواية مكلفة تحتاج إلى وقت ليس بقليل كى تصبح استثماراً.
وأضاف غريب الذى يعمل فى الاستيراد والتصدير والتخليص الجمركى، وتجارة الفواكه والخضراوات ، لـ”البورصة”: “أى مستثمر لا يمتلك عملاً آخر لتوفير نفقات الاستثمار في الخيول، لن يستطيع الاستمرار في المجال.. لأن التربية هواية مكلفة جداً”.
وأضاف أن، حب الخيل فطرة بالنسبة له، إذ إن للخيل مكانة في الإسلام، والأمر بدأ معه بحصان واحد، واستمر حتى أصبح يمتلك مزرعة كبيرة لتربية الخيول”.
وأشار غريب ، إلى أنه يمتلك مزرعة “لارا” على مساحة 8 أفدنة وتضم 80 حصاناً، ورغم ذلك لايزال الأمر بالنسبة له مجرد هواية، لأن الخيل يحتاج مصروفات عالية.
وتبلغ نفقات تربية الحصان 2500 جنيه شهرياً، قابلة للزيادة إذا تعرض لأي مرض.. وهو يتعامل مع الخيول، كما لو كانت عائلته ويحرص على توفير احتياجاته لمدة شهرين قادمين.
وأوضح غريب، أنه حتى الآن ينتظر العوائد من هذا الاستثمار، ناصحاً من يريد البدء فى نشاط تربية الخيول، أن تكون نقطة الانطلاقة من حيث انتهى الآخرون، من واقع خبرته التي تبلغ 8 سنوات، وأن يشترى خيولاً من سلالات معروفة، وبعد وقت يمكن أن يجني عوائد مالية مقبولة من الطلائع التي ستنجبهم، وغير ذلك سيضيع وقته وجهده وماله.
وأضاف أنه، لا يستطيع تحديد قيمة مالية معينة للخيول التي يمتلكها، فالقيمة متغيرة وفقاً لعمر وجذور الخيول وما يمكن أن تنتجه، كون الأمر يخضع لأمور عديدة يصعب تحديد إجمالى سعرها.
وتابع غريب، أنه فى الوقت الراهن يقوم بتحسين السلالات فى مزرعته، من خلال بيع الخيول الأقل جودة، واستبدالها بما هو أفضل إذا توافر ذلك، كما يقوم بترشيد النفقات، عبر الاستغناء عن السلالات التى لن تجلب عوائد من بيع طلائعها مستقبلاً، على أمل تغطية مصروفات المزرعة.
وأوضح، أن عملية الاستبدال تتم من خلال بيع الذكور، والإناث غالباً تكون أغلى سعراً.
أما المهرة، فسعرها يبدأ فى الغالب من 40 ألف جنيه حتى 2 مليون جنيه.. أما المهر العادى فسعره يبدأ من 5 آلاف جنيه.
وأضاف: “بالطبع هناك ذكور لها أسعارها غير العادية وفقاً لسلالاتها وأنسابها.. على سبيل المثال هناك حصان عالمى يدعى “ابن العُديد” مات قبل أيام، وابنه معروض للبيع مقابل 150 ألف يورو”.
وقال غريب، إن لديه حرص كبير على المشاركة في كل المسابقات سواء في مصر أو الخارج، وكان مؤخراً فى مهرجانات بدبي وأبوظبى، لكن من الصعب حصد الجوائز فى الإمارات، نظراً لأن الخيول التى تشارك فى مهرجانات الإمارات يتم تحسين سلالتها بدم “بوليش”، وهو ما يعطيها مواصفات أقوى، ويمنحها التفوق على الخيول المصرية التى تتميز بأنها من جذور خالصة.
وأضاف: “الأوروبيون نجحوا في تحسين السلالات عبر إدخال مواصفات معينة على الخيول العربية، تجعلها أكثر تميزاً وإنتاجاً عن الخيول المصرية العربية الأصيلة، ورغم ذلك تظل الأخيرة نادرة وغير مهجنة، حتى وإن لم تفز فى هذه المسابقات”.
وبلغت تكاليف المشاركة فى مهرجان أبوظبى، نحو 20 ألف دولار للحصان الواحد، وهذا المبلغ لا يجنى من ورائه أى عائد، لكنها ضريبة الهواية، بحسب وصفه.
قال غريب، إن من يعشق الخيول، يظل يبحث عن شراء المزيد وتحسين وتجويد سلالته، والدليل على ذلك كبار مربى الخيول رغم كل ما يمتلكونه، لديهم حرص شديد على إضافة المزيد إلى مزارعهم.
وتحدث غريب، عن عمر صقر وهو أحد أشهر مربي الخيول في مصر، وخيول مزرعته بمثابة علامة تجارية عالمية، قائلا إنه اشترى قبل أيام قليلة، حصاناً من الخارج بحوالي 100 ألف يورو.
وأضاف غريب: “اشتريت 6 خيول من الأردن والولايات المتحدة، والتكلفة مرهقة للغاية، لكن أغلى ما اشتريته بلغت قيمته 2 مليون جنيه وكان فى مصر، وهو مهرة عمرها عام واحد ومن سلالة نادرة”.
وأشار إلى أن السلالات العالمية من الخيول سعرها لا يقل عادة عن 100 ألف دولار، والمشكلة دائماً فى التصدير.
فوفقاً لقرارات الاتحاد الأوروبي هناك حجر صحى لمدة 90 يوماً، وتكلفة اليوم الواحد 250 جنيهاً، وذلك بعد فتح الباب أمام استيراد خيول مصرية بعد توقف دام سنوات، وبعدما تردد أن الخيول المصرية تحمل أمراضاً عديدة.
وأضاف غريب، أن قيمة الحجر ومصروفات الانتقال ونسبة الـ 5% التي تحصل عليها الهيئة الزراعية، تعني ان الذي يرغب في استيراد خيول من مصر، سيجد نفسه مطالبا بدفع قيم مالية أخرى قد تقترب من قيمة الحصان الذي يشتريه، وجمعية المربين قد تستطيع ايجاد حلول لهذا الأمر مستقبلاً.
وأوضح، أن الحظر وصعوبة التصدير، رفعا عدد الخيول في مصر، وكان لذلك ايجابياته.
فقبل الحظر كان المربون يحرصون على تحسين سلالات خيولهم لتصديرها، وبالتالى مع الحظر استمرت هذه الخيول ورفعت بشكل كبير جودة وجمال الخيول المصرية، لدرجة أننا في المسابقات نجد صعوبة في اختيار الأجمل.
وتابع: “كان هناك جانب سلبي، إذ زاد العدد وقل العرض، ومع ارتفاع التكاليف، انهارت القوة الشرائية، وأصبح هناك كساد كبير”.
وأشار إلى، أن مهرجانات الخيول في مصر وصل عددها إلى 10 مهرجانات حاليا، وهي مهرجان الهيئة الزراعية ، ومهرجان جمعية المربين، ومهرجان رباب، ومهرجان المنتجين، ومهرجان الشرقية، ومهرجان البحيرة، ومهرجان الدقهلية، ومهرجان الفيوم، ومهرجان عمر صقر، وأخيرا مهرجان المنوفية.
وقال، هناك العديد من الجوائز التي حصلت عليها المزرعة وهي مبالغ رمزية بقيمة 5 آلاف جنيه في الغالب، بالإضافة للكؤوس والتماثيل، ومنها مسابقة مزرعة “رباب” المملوكة لخالد بن لادن بالمنصورية.
وتابع: “المشاركة في المهرجانات وحصد الجوائز، هدفها ليس مادياً فقط.. بالعكس نحن ندعم مثل هذه المهرجانات برسوم اشتراك تصل إلى 6000 جنيه أحياناً”.
وأضاف: “نتمنى أن يزيد عدد هذه المهرجانات، بحيث تنتشر في جميع المحافظات، كى تتغير ثقافة الشعب فيما يخص الخيول، كى يقتنيها الجميع”.
وكشف أن مربين مصريين، لديهم خيولاً فى أوروبا، يحصدون جوائز فى مهرجانات عالمية تقام فى فرنسا وأبوظبى، موضحاً أن ما حققته مزرعتا” الفريدة” و”البيداء”، كان الهدف منه ليس فقط حصد المال، ولكن رفع تمثيل مصر فى المحافل العالمية.
