تواجه أقوى شراكة في سوق البترول العالمى التى أنقذت الصناعة من الركود العميق أصعب اختبار لها بعد انهيار أسعار الخام بأكثر من 30% حتى الوقت الحالى.
ذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”، أن السعودية روسيا يتم حثهم على التعاون في خفض الإنتاج مرة أخرى بعد نجاح تحالفهما فى إحياء الأسواق منذ عامين لكن من غير الواضح ما إذا كانت موسكو ستكون على متن السفينة هذه المرة أم لا.
قال راينر سيلى، الرئيس التنفيذى لمؤسسة “اومف إيه جى” وهى شركة نمساوية تتمتع باستثمارات كبيرة فى روسيا “سواء كان للروس الرغبة فى خفض إنتاج البترول أم لا، فعلينا أن ننتظر ونراقب الوضع”.
أوضحت الوكالة الامريكية أن موسكو سوف تنتهز قضية تراجع الأسعار فرصة لمواصلة توسيع نفوذها فى الشرق الأوسط.
وبعد مرور عامين منذ أن تجاهلت المملكة العربية السعودية وروسيا عقوداً من التنافس التجارى والاختلافات الإيديولوجية قامتا بتشكيل تحالف يضم 25 دولة منتجة للبترول ويطلق عليه اسم “أوبك +” فى الوقت الحالى.
ومن من خلال 18 شهراً من التخفيضات في الإنتاج المشترك الذى بدأت في يناير 2017 قامت المجموعة بالقضاء على الوفرة العالمية ودعمت الأسعار منهيةً بذلك أسوأ انكماش شهدته الصناعة.
وفى يونيو الماضى بعد أن أدت التخفيضات وظيفتها وركّزت العقوبات الأمريكية على إزالة جزء كبير من الخام الإيرانى من السوق غيرت المجموعة مسارها.
وقاد وزير الطاقة السعودى خالد الفالح، ونظيره الروسى ألكسندر نوفاك، حلفاءهما إلى اتفاق ينص على زيادة كبيرة فى الإنتاج.
وقالت “بلومبرج”، إن الشراكة بين السعودية وروسيا تتعرض لضغوط فى الوقت الحالى، حيث أن هذا القرار جاء بنتائج عكسية.
فعندما فتحت كل من موسكو والرياض الصنابير وعززت مستوى الإنتاج أدى ذلك إلى تشجيع الولايات المتحدة على دفع الإنتاج بمستويات غير مسبوقة فى وقت قللت فيه الإعفاءات الأمريكية المتعلقة بشراء الخام الإيرانى من تأثير العقوبات.
ومنذ أكتوبر الماضى هوت العقود الآجلة لخام برنت بقيمة 26 دولاراً من أعلى مستوى لها فى 4 سنوات، ويتم يتداول المؤشر القياسى العالمى خام برنت فى الوقت الحالى عند حواى 60 دولاراً للبرميل دون المستوى المطلوب لتحقيق التوازن بين ميزانيات معظم الدول الأعضاء فى منظمة الدول المصدرة للبترول.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يظل فيه الرئيس الأمريكى ورقة جامحة لتحالف “أوبك +”، حيث لايزال يضغط على السعوديين لمساعدة المستهلكين عن طريق دفع الأسعار إلى أقل من ذلك.
ويبدو أن السعوديين يفضلون ارتفاع الأسعار على الأقل فى الوقت الحالى فقد أعلن الفالح، فى أبوظبى يوم 12 نوفمبر الجارى أن منظمة “أوبك” تحتاج إلى خفض الإمدادات بما لا يقل عن مليون برميل يومياً.
وبلغ إنتاج المملكة رقماً قياسياً وصل إلى 11.2 مليون برميل يومياً الشهر الحالى وفقاً لأشخاص مطلعين على المسألة، ولكن قال الوزير السعودى إن الشحنات اليومية سوف تنخفض بنحو 500 ألف برميل الشهر المقبل.
ويبدو أن نوفاك، أقل اقتناعاً، حيث أعلن فى موسكو يوم 19 نوفمبر الحالى أن المنتجين بحاجة إلى رؤية كيف يتطور الوضع أوائل الشهر المقبل قبل أن يقرروا ما إذا كانوا سيتدخلون فى عملية خفض الإنتاج ومنذ ذلك الحين تراجعت الأسعار إلى ما دون مستوى 65 دولاراً للبرميل.
ومن المتوقع أن يجتمع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، مع ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، لمناقشة أسواق البترول فى قمة “مجموعة العشرين” المقرر انعقادها فى الأرجنتين نهاية الأسبوع الحالى.
وسوف يتعين على الفالح، ونوفاك، وضع اللمسات الأخيرة على توصيات بوتين، وسلمان، عندما تجمع “أوبك +” فى فيينا يوم 6 ديسمبر المقبل.
