عبدالحليم: «مصر للألومنيوم» تصدر الخام بأسعار أرخص من السوق المحلى
رضوان: «برفكس» اتجهت للتصدير لعدم قدرتها على المنافسة فى الداخل
شركة «عماد مصطفى» تدرس بيع المصنع والتوجه إلى الاستيراد
يمثل ارتفاع تكلفة التصنيع خصوصاً أسعار الطاقة، بجانب المنافسة الشرسة من المنتج التركى، التحديان الأخطر امام قطاع الأدوات المنزلية، يقفان وراء إضعاف تنافسية المنتج المحلى فى السوق الداخلى.
قال صابر عبدالحليم، رئيس مجلس إدارة شركة الشروق لصناعة الأوانى المنزلية من التيفال والسيراميك، إن صناعة الأوانى المنزلية تعانى مشكلات كثيرة، وتواجه منافسة قوية من المنتج التركى.
وأكبر مشكلة تواجه القطاع، هى تحكم شركة مصر للألومنيوم فى أسعار الخامات فى السوق، إذ توفر الشركة الخام فى السوق المحلى بأسعار أغلى من سعر التصدير، لافتًا إلى أن سعر الخام يرتفع فى السوق عن سعره فى بورصة المعادن فى لندن بما يعادل 8 آلاف جنيه فى الطن.
وأوضح أن الدول التى تستورد من مصر أقراص ألومنيوم لتصنيع الأوانى المنزلية تحصل على الخامات بأسعار أقل من سعرها فى السوق المحلى، وبالتالى تقدر على منافسة المنتج المحلى فى السوقين المحلى والخارجى.
واقترحت مصانع الأوانى المنزلية على غرفة الصناعات الهندسية، مناقشة الشركة فى التعاقد على سعر الخام بنفس سعر تصديره وفقاً لأسعار بورصة المعادن، فضلاً عن %14 ضريبة القيمة المضافة، لكن لم تثمر هذه المفاوضات عن نتائج.
أضاف عبدالحليم، أن ارتفاع تكلفة الخامات جعل المنتج التركى ينافس فى السوق المحلية أكثر من نظيره المصري، موضحًا أن شركته اتجهت إلى استحداث خطوط إنتاج جديدة لرش أوانى التيفال والجرانيت والسيراميك، لخفض تكلفة التصنيع حتى تستطيع المنافسة، ومازالت الصناعات المغذية ضعيفة فى السوق المحلى.
وتستهدف الشركة، العام الحالى، إنشاء مصنع للصناعات المغذية لإنتاج مقابض الأوانى، لأن الصناعة شهدت طفرة كبيرة الفترة الأخيرة، لكنها لم تجد من يحميها من كل المشكلات التى تواجهها للاستفادة منها بالشكل المطلوب.
وأشار عبدالحليم، إلى أن عدم صرف المساندة التصديرية من أهم المشكلات التى تواجه الشركات، مما ساهم فى رفع تكلفة التصنيع، لافتًا إلى أن الشركات تعتمد على المساندة ضمن تكلفة التصنيع، وبالتالى غيابها تسبب فى تراجع المنافسة السعرية فى التصدير.
أضاف أن الشركة استحدثت خطوط إنتاج جديدة، إذ استثمرت 12 مليون جنيه، كما تستهدف إقامة مصنع للصناعات المغذية، وهو فى طور التجهيز والتعاقد على خطوط إنتاج باستثمارات 8 ملايين جنيه لتلبية احتياجات مصنعه من مقابض الأوانى المنزلية فضلاً عن توفيرها لمصانع أخرى.
وتقدر الطاقة الإنتاجية لمصنع الصناعات المغذية، بنحو 10 آلاف قطعة يومياً وهى تكفى 6 مصانع لتصنيع ألف طقم حلة، والأسواق المتاحة أمام الشركة هى الإمارات والكويت، والعراق، والجابون، والسودان، مشيراً إلى المنافسة شرسة فى السوق المحلى بين الشركات المصرية والتركية.
وقال عبدالرحمن رضوان، رئيس مجلس إدارة شركة برفكس للأدوات المنزلية، إن المنتج التركى يدخل إلى السوق المحلى وفقاً لاتفاقية التجارة الحرة مع تركيا، وهو ما دفع الشركة إلى بدء التصدير خلال 2013؛ لعدم قدرتها على المنافسة فى السوق المحلى فى ظل التحديات الكثيرة، خصوصاً أن المنتج التركى يدخل دون جمارك، وتركز الشركة على التصدير للأسواق الأفريقية.
أضاف أن أسعار الألومنيوم تعانى من التذبذب المستمر، فضلاً عن تحكم التجار فى الأسعار.
وقال محمد سعيد، مدير الجودة فى شركة الملكة لصناعة الأوانى المنزلية، إن ارتفاع تكلفة التصنيع من أبرز التحديات التى تواجه الصناعة المحلية، فضلاً عن غياب الصناعات المغذية التى تجبر الشركات على استيراد المقابض وأيدى الأوانى البلاستيكية، والاعتماد على الخامات المستوردة من الاستانلس فى ظل ارتفاع الدولار.
وأوضح أن الشركة تصدر إلى السعودية والكويت والإمارات والأردن وتونس، لافتًا إلى أن صادرات القطاع محدودة، لأنه لا يستطيع المنافسة مع المنتجات الأجنبية فى ظل ارتفاع تكلفة التصنيع، فضلاً عن المنافسة الشرسة من قبل المنتج التركى فى السوقين والداخلى والخارجى.
وقال عبدالناصر الباز، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للاستيراد والتصدير، إن المشكلة الأساسية التى تواجه صناعة الأركوبيركس، هى تراجع القوى الشرائية للمستهلك، فضلا عن ارتفاع تكلفة التصنيع، بسبب أسعار الطاقة والخامات، والضرائب.
وأوضح أن المنتج المحلى من الزجاج، نجح فى اجتذاب نحو %70 من عمليات الشراء بالسوق المحلية، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بالتزامن مع تحول الشركات المستوردة إلى تصنيعه فى ظل ارتفاع سعر الدولار، مقارنة بالاعتماد على %100 من المنتج المستورد قبل التعويم.
وأشار إلى أن هذه الصناعة حديثة النشأة وتقوم على 7 مصانع، تعتمد على الخامات المحلية باستثناء مواد الطلاء والإكسسوارات، وهى قادرة على التوسع فى السوق الأفريقية خلال الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن ضعف المعلومات المتوافرة عن التصدير، من أبرز المشكلات التى تواجه الصناعة، خصوصاً أنها حديثة على السوق المحلى، وفكرة التصدير ستساهم فى تقويتها والتعامل مع المتغيرات فى السوق المحلى.
وقال عماد مصطفى، رئيس شركة «عماد مصطفى» لصناعة أوانى الألومنيوم، إنه يدرس بيع مصنعه والتوجه إلى الاستيراد بعد انخفاض المبيعات وضعف الإقبال، بالإضافة إلى توجه المستهلكين بشكل أكبر إلى شراء الأدوات المنزلية من البورسلين والسيراميك.
وأضاف، أن التحول لصناعة «البورسلين والسيراميك» يتطلب استثمارات كبيرة لا تتوافر معه حاليًا، فضلاً عن عقبات بدء استثمارات جديدة وصعوبة الحصول على قروض بنكية.
وأوضح أنه سيعطى نفسه فرصة أخيرة لمدة 6 أشهر تحسبًا لتحسن أحوال السوق وزيادة الطلب، وإلا سيبيع مصنعه ويتجه إلى الاستيراد الذى يعتقد أن مخاطره أقل من التصنيع.
وتابع: «أقوم حاليًا بتشغيل المصنع لمدة 3 أيام فقط أسبوعيًا، وننتظر فترات طويلة حتى تأتينا طلبيات».
وأشار إلى أن الشركة كانت تصدر إلى السودان قبل سنوات،.. لكن اتجاههم إلى التصنيع المحلى وتقليل الاعتماد على واردات الأوانى الألومنيوم أدى إلى توقف الصادرات.
قال مصطفى الذى يشغل عضوية شعبة الأثاثات المعدنية بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، إن المصانع العاملة بالقطاع غير الرسمى تعد من أهم العوائق التى تواجه المصانع، إذ أفقدتهم المنافسة فى السوق المحلى نتيجة انخفاض أسعار منتجاتهم، لأن المصانع غير الرسمية لاتدفع ضرائب ولاتأمينات وغيرها من المصاريف الحكومية، وبالتالى تقل تكلفتها وتبيع بأسعار منخفضة.
وأشار إلى انخفاض الطلب على الأوانى المنزلية من الألومنيوم، بشكل كبير خلال العامين الماضيين، إذ كان متوسط الشراء فى أجهزة العرائس 100 كيلو جرام من تلك النوعية من الأوانى، سرعان ما انخفضت إلى 20 كيلو فقط.
وأرجع انخفاض الطلب إلى زيادة الأعباء على المستهلكين فى ظل ارتفاع أسعار جميع السلع الأساسية مضيفاً بعفوية: «الناس هتاكل وتشرب ولا تروح تجيب ألومنيوم».