“همام”: قيم التداولات اليومية تعاود الصعود صوب 800 مليون جنيه يوميا بنهاية الشهر
“حشمت”: حل ازمة “جلوبال تيليكوم” و”النيل لحليج الأقطان” انفراجة لتراجعات البورصة
خبراء: الاضطرابات السياسية العالمية ما زالت تلقى بظلالها وتحجم فرص استعادة المسار الصاعد
في أول رد فعل على اجتماع المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء مع أطراف سوق المال المصري مطلع الأسبوع الجاري، ارتفعت مؤشرات البورصة المصرية بشكل جماعي ليغلق مؤشر الرئيسي في المنطقة الخضراء بارتفاع 0.85%، عند مستوى 14024 نقطة، يرى خبراء أن توقيت الاجتماع كان مهما لبعث الطمئنة للمستثمرين وتأكيد اهتمام الحكومة بوجود سوق مال قوي.
وشهدت البورصة المصرية تراجعات حادة خلال الشهرين الماضيين، بلغت في أبريل نحو 5%، فضلاً عن التراجع الكبير في قيم التداولات اليومية، والتي دفعت إلى إرجاء خطط طرح بعض الشركات الخاصة مثل “حسن علام القابضة”، و”جيزة للغزل”، كما شككت في قدرة الحكومة على الاستمرار في برنامج الطروحات الحكومية.
قال شريف حشمت المدير التنفيذى لشركة أرقام كابيتال، إن اجتماع رئيس مجلس الوزراء مع أطراف سوق المال لبحث سبل وآليات تنشيط سوق الأوراق المالية والاتفاق على حل أزمة كل من جلوبال تيليكوم والنيل لحليج الأقطان هو خطوة لانتعاش السوق الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه فى حال التوصل لحلول فى تلك الأزمات سيشهد السوق سيولة مالية منتظرة خاصة بعد التراجعات الأخيرة التى شهدتها البورصة.
وأضاف حشمت لـ”البورصة”، أن ضريبة الدمغة المحتسبة تثير مخاوف المستثمرين، وأن التوصل لخطوة إيجابية بشأنها سيجعل السوق يشهد انفراجة قريبة، موضحاً أنه هناك مشكلة فى آلية تعامل مصلحة الضرائب مع تحصيل ضرائب المستثمرين لافتا إلى أنها تفتقر إلى آلية منظمة لتحديد الضرائب وتحصيلها من المستثمرين.
قال محمد همام العضو المنتدب لسيجما كابيتال لتداول الأوراق المالية: إن من أبرز أسباب التراجعات التى شهدتها البورصة الفترة الأخيرة هى ضريبة الدمغة وضريبة الأرباح الرأسمالية، بالإضافة إلى أحجام الأجانب عن التداول.
وأضاف همام لـ”البورصة”: أن اجتماع مجلس الوزراء مع أطراف سوق المال وحل أزمة جلوبال تيليكوم والنيل لحليج الأقطان بمثابة مؤشر إيجابى سينعكس على تدولات السوق فى الفترة المقبلة، مؤكداً أن السوق بنهاية الشهر الحالى سيعاود الصعود إلى تنفيذ عمليات يوميا تتراوح ما بين 700 و800 مليون جنيه.
قال معتز العشماوى العضو المنتدب لشركة عربية اون لاين لتداول الأوراق المالية، إن من أبرز الأسباب وراء تراجعات البورصة هو تراجع المناخ الاستثمارى فى مصر وتراجع شهية المستثمرين الأجانب للتداول بالبورصة، مشيرا إلى أن تراجعات البورصة تشير إلى تراجعات اقتصادية على مدار الشهور القادمة، مضيفا أن اللائحة التنفيذية لقانون الاستثمار لعام 2017 وعدم تضمنها بنود تشجع على الاستثمارات الأجنبية من ضمن أسباب التراجعات.
وأضاف عشماوى لـ”البورصة”: أن صفقة جلوبال تيليكوم وعدم حسم الموقف والتباطؤ فى اتخاذ القرارات يؤدى إلى تراجعات حادة بالبورصة، مشيرا إلى أن ضبابية المشهد فى موضعى ضريبة الأرباح الرأسمالية وضريبة الدمغة يثير قلق المستثمرين ويزيد نسبة التراجع فى التداولات، بالإضافة إلى ضرورة تفعيل آليات وأدوات استثمارية جديدة بتعاون مشترك بين البورصة والهيئة العامة للرقابة المالية ومن أبرز الآليات التى يحتاجها السوق فى الوقت الراهن هى” الشورت سيلينج” و”صانع السوق”، موضحاً أن تطبيق آلية الشورت سيلينج سيعزز من عمليات الشراء الهامشى وانتعاش البورصة.
وتابع عشماوى: أن الجانب الآخر من التراجع هو ضعف المعروض من الآسهم والشركات، مشيراً إلى أن السوق بحاجة جادة إلى زيادة الطروحات وكذلك التحفيز الإدارى والاستثمارى من خلال تفعيل آليات تحفيز للقيد كتخفيض رسوم القيد أو رفع الأعباء الضريبية، مضيفا أن تراجع الدولار أمام الجنيه مع ارتفاع سعر الفائدة وضعف السيولة هى أسباب تكاملية أدت إلى صورة التراجع الواضحة على تعاملات البورصة.
فيما يرى معتصم الشهيدى نائب رئيس مجلس إدارة شركة هوريزون لتداول الأوراق، أن تصحيح البورصة ليس مرتبطاً فقط بتباطؤ إنهاء الملفات الضريبية العالقة، ولكن يتخطاه إلى بيئة الاستثمار وتنافسية الأوعية الاستثمارية في ظل بيئة تضخمية حالية وارتفاع كبير في أسعار الفائدة يجعل من العوائد التي تحققها الأسهم عند مستوياتها السعرية الحالية غير جاذبة للمستثمرين .
أضاف، أن تخارجات الشركات المقيدة من السوق وتقلص أعدادها على مدار السنوات العشر الماضية من أكثر من 1000 شركة إلى نحو 220 شركة يقلل من الفرص والبدائل الاستثمارية أمام المستثمرين سواء المحليين أو الأجانب.
وطالب الشهيدى، بضرورة تسريع البنك المركزى خفض معدلات الفائدة، والترويج للبورصة من خلال طرح شركات مغرية للمستثمرين لتنشيط السوق، ورفع الأعباء الضريبية عن التداولات، بالإضافة إلى تفعيل مزايا وحوافز ضريبية للشركات لتشجيع عملية القيد بالبورصة.
من جانبه قال كريم خضر العضو المنتدب لشركة “التجاري الدولي للسمسرة في الأوراق المالية”، إن السوق المصري لن يستطيع الانفصال عن الأحداث العالمية والإقليمية، رغم التطور الإيجابي في اجتماع الحكومة مع أطراف سوق المال، مشيراً إلى أن التوترات السياسية العالمية والإقليمية سواء في التهديدات بين باكستان والهند والولايات المتحدة والصين وإيران والسعودية، جميعها يعكر صفو الأسواق المالية.
كتبت – فاطمة صلاح