أدى تباطؤ النمو الاقتصادى فى الصين، والحرب التجارية مع الولايات المتحدة، وضعف العملة إلى انخفاض كبير فى الإنفاق من جانب سائحيها فى الخارج.
وقام المواطنون الصينيون بعبور 150 مليون معبر حدودى العام الماضى، وهو أمر مهم لسوق السياحة العالمى؛ حيث يمثلون نحو خمس الإنفاق السياحى فى جميع أنحاء العالم، وفقاً لبيانات منظمة السياحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة. لكن إنفاق السائحين الصينيين تراجع بنسبة 10% خارج البلاد فى الربع الأول، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى.
وقال المسئولون التنفيذيون فى الصناعة والمحللون، إن تباطؤ النمو الاقتصادى فى الصين إلى جانب انخفاض قيمة عملتها على مدار العام الماضى والحرب التجارية مع الولايات المتحدة تفسر تراجع الإنفاق.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن تباطؤ الاقتصاد الصينى يجعل السياح يفضلون السفر المحلى أو البحث عن رحلات أرخص.
وقال بيتر لياو، الذى يدير وكالة سفر فى شنغهاى متخصصة فى الرحلات الأوروبية، إنَّ المسافرين من الطبقة المتوسطة سوف يفكرون فى خيارات سفر أرخص؛ حيث إن سعر الصرف عامل مهم، وسوف يصعب على منظمى الرحلات السياحية ملء الأماكن الأغلى.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن الوجهات السياحية الشهيرة للسائحين الصينيين مثل تايلاند وفيتنام سجلت انخفاضاً فى عدد الزوار العام الحالى.
وتراجعت الزيارات من الصين إلى نيوزيلندا بنسبة 21% فى أبريل الماضى، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق.
وفى أستراليا، هبط الوافدون من الصين بنسبة 6% فى أبريل، بعد أن تفوقت الصين على نيوزيلندا كأكبر مصدر للمسافرين إلى أستراليا العام الماضى عندما أنفقوا 12 مليار دولار أسترالى، وهو ما يعادل 8 مليارات دولار أمريكى فى البلاد، أى أكثر من ربع إجمالى الإنفاق من قبل الزوار الدوليين.
وكشفت البيانات تراجع الزيارات الصينية إلى الولايات المتحدة بنسبة تقارب 10% على أساس سنوى فى عام 2018 إلى 2.9 مليون سائح، بعد أن فرضت واشنطن التعريفة الجمركية على الصادرات الصينية، ما تسبب فى انخفاض قيمة الرنمينبى مقابل الدولار.
وتشير الشركات الأمريكية إلى أن التباطؤ سوف يستمر العام الحالى؛ حيث أخبرت شركة «تيفانيو» العلامة التجارية الأمريكية للمجوهرات المستثمرين أن المبيعات المحلية للسياح الصينيين انخفضت بأكثر من 25% فى الربع الأول.
واستمرت بعض الوجهات القريبة مثل اليابان فى تحقيق نمو؛ حيث زاد عدد الزوار الصينيين الوافدين إلى أهم 20 دولة والتى تمثل 50% من الرحلات الخارجية بنسبة 6% فى الربع الأول.
وقال إرنان كوى، المحلل فى شركة «جافيكا دراجونوميكس»، إن السفر إلى الخارج يتعرض لضربة مضاعفة من ضعف العملة وارتفاع التوترات السياسية.
وأضاف أنه إذا تفاقمت الحرب التجارية فإن المزيد من الضغط على اليوان سوف يترجم إلى المزيد من التباطؤ فى السياحة الخارجية الصينية.