أقدم عدد من شركات «التعهيد» العاملة فى السوق المحلى، على رفع أسعار تعاقداتها بنسب تتراوح بين 15 و%20 مع بداية العام الحالى، بسبب الزيادات المستمرة فى تكاليف التشغيل التى تواجه الشركات.
وقال مصدر مسئول بإحدى شركات التعهيد، إن اتجاه الشركات إلى زيادة أسعارها أمر طبيعى نتيجة زيادة تكاليف التشغيل المستمرة، ومنها زيادة أسعار الإيجارات والكهرباء.
وأَضاف أن أسعار الإيجارات لكافة المناطق المختصة بتقديم خدمات «الكول سنتر» تمت زيادتها منذ مطلع العام الحالى بنسب تتراوح بين 10 و%15، بالإضافة إلى زيادة أسعار الكهرباء خصوصا لفئة «التجاري».
وأشار المصدر، إلى أنه من الضرورى أيضاً على شركات التعهيد تحسين رواتب الموظفين وزيادتها لضمان استمرار العمل معها، خصوصا أنها مهنة تحتاج إلى مجهود كبير.
وتراوحت الزيادة فى أسعار التعاقدات بين 15 و%20 حسب كل شركة وتعاقدها مع العملاء.
وأقدمت بعض الشركات على زيادة أسعارها خلال شهرى يونيو ويوليو مع إقرار الزيادات الجديدة فى أسعار الكهرباء والبنزين.
أوضح المصدر، أن العميل يتقبل الزيادة فى أسعار الخدمة والتعاقد، ويرجع سبب تمسك العميل بشركة الكول سنتر، إلى جودة الخدمة المقدمة له، والتى تكون بمثابة الصورة الحقيقية للتعاقد وليس التكلفة.
ولفت إلى أن الزيادات فى التعاقدات تختلف من العميل المحلى والعميل الأجنبى، إذ إن الزيادة على العميل المحلى أكبر بكثير نتيجة أن التعاقد بالعملة المحلية، عكس العميل الآخر الذى يتم التعاقد معه بالدولار.
وتسببت الزيادة فى أسعار المواد البترولية وتراجع سعر صرف الدولار، فى انخفاض نسبى لإيرادات شركات التعهيد خلال الشهور الماضية.
ويمثل هذا الانخفاض تحدياً، خصوصا للشركات التى تعتمد على تصدير خدماتها إلى الأسواق الخارجية وتجذب الدولار من هذه الأسواق، كما أن تحريك سعر الوقود أثر فى ارتفاع تكاليف التشغيل، بجانب اتجاه الشركات إلى زيادة رواتب الموظفين.
قال سعيد رياض، النائب السابق لرئيس شعبة التعهيد بجمعية «اتصال»، إن الشركات العاملة فى مجال التعهيد والكول سنتر تأثرت من زيادة أسعار المواد البترولية، إذ ارتفعت تكاليف التشغيل لديها.
وأضاف أن التأثير يتمثل فى تكاليف نقل الموظفين إلى أماكن ومراكز الاتصالات الخاصة بكل شركة، بجانب التزام الشركات بتوفير زيادة فى الرواتب لكافة الموظفين لمواكبة هذه الزيادة، ويعد ذلك ضروريا.
وأشار إلى أن تراجع سعر الدولار مقابل الجنيه من 18.80 جنيه إلى 16.50 جنيه، يعد أيضاً بمثابة سبب رئيسى فى تراجع إيرادات الشركات، وبالتحديد التى تقوم بتصدير خدمات إلى الأسواق الخارجية.
وأوضح أن هذا الفارق فى سعر الدولار يعد كبيرًا بالنسبة لشركة الكول سنتر، وذلك حسب قيمة التعاقد بين العميل والشركة، كما أن الشركات تتسابق على التوسع بخدماتها خارج مصر لجذب العملة الصعبة والاستفادة من فروق العملة.
وكانت الحكومة، رفع أسعار المحروقات أوائل الشهر الحالى بنسبة %16.1 إلى %22.7.
ومن جانبه أكد مصدر حكومى، أن شركات التعهيد والكول سنتر العاملة فى مصر لم ترد حتى الآن عن أى إفادة خاصة بأثر زيادة أسعار الوقود الجديدة على تكاليف التشغيل.
وتوقع المصدر أن تكون الزيادات طفيفة، لأن الأثر مرتبط فقط بالشركات التى توفر خدمات نقل العاملين.. لكن الأهم هنا هو أن تكاليف التشغيل فى مصر مازالت تنافسية وتعد من أقل الدول على مستوى العالم.