قادتني عزومة غذاء في إحدى قرى الساحل الشمالي مع كوكبة من صفوة المجتمع إلى حقيقة الزوج المصري أيا كان انتمائه لأي وسط مجتمعي.
حوار دار أمامي بين شاب وفتاة حديثي الزواج ومطالبته لها أن تكون زوجة عصرية، فاستوقفني هذا الحوار واستأذنته التوضيح، فرد عليا سريعا وبدون تفكير أقصد أساسيات الحياة، مثل الاهتمام بالزوج وتعلم الطبخ والاهتمام به، فبادرته نفس سرعة الأداء بسؤال وما هي مواصفات الزوج العصري يا ترى من وجه نظرك؟.
وهنا التفتت إليه زوجته سريعا وتنفست الصعداء وكأن لسان حالها ينطق: “ينصر دينك يا أستاذ خليفة مين خليفة قصدي يا أستاذ محمد”، فسكت الزوج قليلا متراجعا للخلف قائلا: ماذا تقصد بهذا السؤال، فقلت له أنا لم أسألك ذلك عندما سألت زوجتك عن مواصفات الزوجة العصرية؛ وعموما سأتولى عنك الإجابة على هذا السؤال وهو يا ترى ما هي الأجواء والظروف التي يجب أن يوفرها الزوج لزوجته لكي تصبح زوجة مثالية، وضربت له مثلا بأن الدولة كي تطالب العامل بزيادة الإنتاج وإتقانه يجب عليها أن توفر له الظروف المهيئة لتحقيق ذلك، مثلا راتب عادل يوفر له حياة كريمة، ومعدات وآلات حديثة، ورعاية صحية جيدة، والأهم من كل هذا وذاك التدريب والتأهيل باستمرار هنا وفي هذه الحالة يحق لها أن تطالبه بزيادة الإنتاج وجودته بل وعقابه إذا قصر في عمله.
هنا ضحك الجد الذي حضر حوار الأجيال، قائلا لحفيده هل استوعبت الإجابة فرديت عليه سريعا قبل أن يجاوب حفيده، أشك يا جدو .
وهنا رويت له واقعة عاصرتها بنفسي على إحدى شواطئ قرى أهل الساحل الشمالي بين أسرتين إحداهما بادل الزوج دهان جسم زوجته “صن لوك” كريم حماية من أشعة الشمس التي بدأت بدهان جسده أولا، موقف نراه كثيرا ومتكرر يوميا ومنتشرا على معظم شواطئ الصفوة مش ده المهم
المهم الجانب الآخر لأسرة أخرى مقابلة لهما حيث لفت هذا المشهد انتباه الزوج الآخر الذي طالت نظراته لهما وكأن لسان حاله يقول “ادهن يا ابن المحظوظة ماهي حظوظ هو الواحد بياخد الـ ٢٤ قيراط بتوعه متنوعين وواضح إنه خدهم في حتة تانية”، المهم سريعا ما لاحظت زوجته انتباه زوجها لهذا المشهد فأدارت رأسها له سريعا معلقة على هذا المشهد قائلة “إيه قلة الأدب دي ماكانوا يتنيلوا يدهنوا في البيت إيه الفشخرة والمظاهر الكدابة دي”.
سريعا التفت الزوج أن الليلة غيمت وواضح إنها هتمطر نكد فرد سريعا قائلا لها والله يا حبيبتي عندك حق دي قلة أدب وشاطئ قليل الأدب، قومي بينا نمشي من المكان ده ولسان حالة يقول “حسبي الله ونعم الوكيل ياريتني كنت مكانك وأكون قليل الأدب زيك”.
هنا ورد في ذهني عنوان المقال وهو ما يملئ عين الزوج المصري ؟ فهل يستمتع الزوج بتعري زوجته ومبادلتها المشاعر الفياضة علنا وأمام الجميع فهل هذه هي السعادة الحقيقة؟ ، وهل يمنعه ذلك من النظر لغيرها لمجرد أن جمالها فاق جمال زوجته ولو قليلا، بمعني هل تعري الزوجة لزوجها لملئ عينه وغض بصره عن النظر للآخرين يحقق لها ذلك ؟، وفي المقابل هل إهمال الزوجة لنفسها واهتمامها بزوجها ولو قليلا سيمنع الزوج من النظر والاستمتاع بلذة النظر للجميلات على الشواطئ، وأخيرا اكتشفت الحقيقة وهي أن الأفضل للزوج المصري الذهاب للشاطئ بمفرده والاستمتاع به، وبعد ذلك عليه دفع ضريبة هذا الاستمتاع لما يروح البيت وتسأله زوجته كنت فين ومايعرفش يجاوب وندعو له جميعا بحسن الخاتمة .
وأخيرا درس هام للزوج المصري أنه لا يملئ عينك لا واحدة ولا اثنان ولا ثلاثة ولا أربعة، ولو شرع لك مائة لن يشبعوا غرائزك وشهوتك وطمعك، هناك شيء واحد يجب أن تتحلى به، هو القناعة والرضا بما قسم لك أو تتنيل وتفوض أمرك لله .
التوقيع: زوج مصري فوض أمره لله
#يوميات_ناقد_الساحل