يصل صانعو السياسة النقدية فى العالم إلى جاكسون هول، وهى بلدة تقع بولاية وايومنغ، فى الولايات المتحدة غداً الخميس لحضور اجتماعهم الصيفى السنوى مع مشكلتين فى أذهانهم الأولى تتمثل فى تحقيق أهداف التضخم والثانية عدم اليقين بشأن المفاوضات التجارية الذى بدأ يؤثر على النمو العالمى.
وأصبحت البنوك المركزية غير متأكدة بشكل متزايد من أدواتهم، لكن قد يضطرون إلى استخدامها فى أى وقت قريب.
وقال راجورام راجان، المحافظ السابق لبنك الاحتياطى الهندى، إن البيئة الحالية هى الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة إلى محافظى البنوك المركزية منذ الأزمة المالية العالمية.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن المؤتمر السنوى الذى يعقده بنك الاحتياطى الفيدرالى، فى مدينة جاكسون هول، حول السياسة النقدية أصبح لحظة أساسية للمستثمرين والسياسيين الذين توقعوا فى الأعوام الأخيرة إعلانات سياسية كبرى.
وسوف يراقب الاقتصاديون تصريحات جاى باول، رئيس مجلس الاحتياطى الفيدرالى، عن كثب عندما يتحدث يوم الجمعة المقبل خلال المؤتمر السنوى.
ومنذ الأزمة المالية العالمية كثيراً ما يستخدم خطاب رئيس الفيدرالى، لطرح سياسات جديدة وهذا يعنى أن المستثمرين يتوقعون سماع شىء كبير منه.
ولم يكن الاحتياطى الفيدرالى، وحده هو الذى قام مؤخرًا بخفض أسعار الفائدة فمنذ الأزمة المالية العالمية خفضت البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة الأخرى أسعار الفائدة قصيرة الأجل، كما قاموا بشراء سندات في محاولة لخفض أسعار الفائدة طويلة الأجل إلى أسفل، ولكن بعد عقد من السياسات التيسيرية فشلت البنوك المركزية في تحقيق أهداف التضخم .
وقالت مجموعة من صانعي السياسات السابقين الذين يحظون باحترام كبير مؤخرًا أنه ينبغي لحكومات الاقتصاديات المتقدمة أن يكون لديها مشروعات إنفاق مالي محددة بوضوح وجاهزة للتعامل مع الركود.
وقال شارك جان بيفن ، نائب محافظ بنك كندا المركزى، السابق ورئيس قسم الأبحاث في شركة “بلاك روك” للاستثمار “من الصعب تصور محفزات في فترة الركود المقبلة بعد تراجع العائدات إلى حد كبير بأقل مما هي عليه بالفعل”.
وأوضح راندال كروزنر ، محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق، أن محافظي البنوك المركزية يبحثون عن “استراتيجية الصدمة والرعب” للتأكد من أن الأسواق تدرك أنها جادة فى إيجاد حلول وسيكون لها تأثير كبير، وأضاف أن القلق من توقعات السوق سيطارد المسؤلين الحاضرين في مدينة جاكسون هول،.
ووفقًا لبيانات وكالة “فيتش” الائتمانية فإن أكثر من ثلث البنوك المركزية قد خففت أسعار الفائدة خلال الأشهر الستة الماضية وهو أكثر تحول مفاجئ منذ عام 2009.
يأتى ذلك بعد أن تباطأ النمو في الصين وانهار الإنتاج الصناعى فى ألمانيا وتراجع الولايات المتحدة بعد فشل محادثات التجارة المطولة.
واشارت الصحيفة البريطانية إلى أن المعضلة أمام باول، ستتمثل فى تضارب البيانات الأمريكية وأوروبا حيث تباطأ الإنتاج الصناعي لكنه لم يتقلص بعد وفى الوقت الذى لاتزال فيه البطالة عند مستويات لم تشهدها منذ أواخر الستينيات يواصل المستهلكون الأمريكيون الإنفاق.
وأضافت أن مثل هذه البيانات تترك رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، دون تفويض واضح لتخفيف السياسة النقدية.
ونتيجة لذلك قال راجان، إنه لا يتوقع أي إعلانات كبيرة مشيرًا إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي، كان واضحًا إلى حد ما عندما أعلن أن هناك الكثير من عدم اليقين بشأن فعالية الأدوات”.
وقالت إلين زينتنر، كبيرة الاقتصاديين الأمريكيين في “مورجان ستانلي” إن بنك الاحتياطي الفيدرالي، قد يدفع ثمناً باهظًا لمحادثاته المفتوحة حول خيارات السياسة.
وأضافت: “يرى السوق أن الاحتياطى الفيدرالى، يوضح للأسواق كيف يتم صنع القرار ولذلك يتعرض لخطر إظهار أن هناك القليل جداً الذى يمكن القيام به.”