يبدو أن منطقة جنوب شرق آسيا أصبحت موطناً للاستثمارات المتعلقة بمبادرة الحزام والطريق الصينية بشكل أكثر من أى وقت مضى، وفقاً لتقريرين منفصلين صدرا فى أغسطس الجارى.
أظهر تقرير حديث صادر عن الذراع البحثية «ماى بنك كيم إنج» تضاعف حجم عقود الاستثمار والبناء الصينية فى المنطقة إلى 11 مليار دولار فى النصف الأول من عام 2019، بعد أن كانت 5.6 مليار دولار فى النصف الثانى من العام الماضى.
داخل جنوب شرق آسيا، استحوذت إندونيسيا على نصيب الأسد من عقود مبادرة الحزام والطريق الجديدة، والتى قدرت بـ3 مليارات دولار فى النصف الأول من العام، تلتها كمبوديا بقيمة 2.5 مليار دولار، ثم سنغافورة بـ1.9 مليار دولار، وفيتنام بـ1.6 مليار دولار.
وأشار التقرير إلى أن معظم مشاريع المبادرة كانت فى قطاعى النقل والطاقة.

وأوضحت مجلة «نيكاى آسيان ريفيو» اليابانية، أن هذه الأرقام تعكس اهتمام القائمين على مبادرة الحزام والطريق بالانخراط فى المنطقة، وهو اﻷمر الذى اتضح، أيضاً، فى التقرير الآخر صدر عن شركة «برايس ووتر هاوس كوبرز» واتحاد الأعمال السنغافورة، الذى يمثل أكثر من 25 ألف شركة فى الدولة.
وأفاد التقرير المشترك، الصادر فى منتصف أغسطس الجارى، بأن فيتنام وسنغافورة وإندونيسيا تتصدر قائمة الدول التى ترى فيها المنظمات فرصاً للاستثمار من أجل مبادرة الحزام والطريق.
وسلط التقرير الضوء على دراسة استقصائية أجريت على نحو 50 من قادة القطاعين العام والخاص فى المنطقة، من صناعات مثل الخدمات المالية والطاقة والبناء، والتى وجدت أن 66% من المشاركين حددوا فيتنام مكاناً مناسباً لفرص مبادرة الحزام والطريق الاستثمارية، تليها سنغافورة وإندونيسيا بنسبة 57%.
وفى الوقت نفسه، حازت دول مثل بنجلاديش وسريلانكا على قدر أقل من الاهتمام، فقد وجد 30% فقط من المشاركين فرصاً لديها، فى حين كانت باكستان قريبة من القاع بنسبة 18%.
وأشار ثلاثة أرباع المشاركين فى الاستطلاع إلى المخاطر السياسية باعتبارها أحد أهم الشواغل المتعلة بمشاريع الحزام والطريق، وهو شعور ردده ممثلو القطاع الخاص الذين تحدثوا فى مؤتمر سنغافورة لتطوير البنية التحتية فى منتصف أغسطس الجارى.
وقال بون شين هاو، المدير الإدارى لصندوق الثروة السيادية السنغافورى «جى. آى. سى»، فى حلقة نقاش حول الاستثمار الداخلى، إن مشاريع البنية التحتية طويلة اﻷمد، موضحاً أن تلك المشاريع تتواجد من أجل خدمة البلاد واﻷفراد، كما أنها ذات حاجة اجتماعية، وبالتالى فهى طويلة اﻷمد.
وأضاف أن وجود حكومة مستقرة للغاية أمر حاسم للغاية لتهيئة البيئة اللازمة لمستثمرى القطاع الخاص لبدء الاستثمار.
وأشاد البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، بقيادة الصين، بالدور الذى لعبته رابطة دول جنوب شرق آسيا «الآسيان» فى استغلال فرص التنمية.
وفى الوقت نفسه، أشار جين لى تشون، رئيس البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، إلى أن دول الآسيان أصبحت مرتبطة بشكل أفضل مع بقية دول العالم، رغم تفاوت التقدم داخل الكتلة.








