شارك المركز الإقليمى لكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، فى إعداد الخطط الوطنية للطاقة المتجددة فى تونس والأردن والعراق والسودان بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى والاتحاد الأوروبى.
وقال ماجد كرم الدين كبير الخبراء الفنيين بالمركز الاقليمى لكفاءة الطاقة، إن المركز انتهى مؤخراً من المساهمة فى إعداد الخطة الوطنية للطاقة المتجددة فى الأردن حتى 2023 بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى. والمركز يشارك فى وضع استراتيجية الطاقة المتجددة بالسودان.
وأضاف أنه تم عقد اجتماع مع مسئولى السودان الأسبوع الماضى، لوضع استراتيجية للاستفادة من طاقة الرياح بالتعاون مع البرنامج الانمائى للامم المتحدة.
ومن المتوقع أن تشارك الطاقة المتجددة والكهرومائية بنسبة تتراوح بين 12 إلى %13 من قدرات الشبكة الكهربائية خلال 10 سنوات.
وأوضح أن المركز شارك فى برنامج تحفيز استخدام الطاقة الشمسية بالعراق. وتم الأخذ بالتوصيات لتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار، وجارى اعداد قانون للطاقة المتجددة، والاعلان عن مناقصة سابقة الخبرة لإنشاء مشروعات بقدرات 750 ميجاوات.
كما شارك المركز الإقليمى لكفاءة الطاقة فى الخطة الوطنية للطاقة المتجددة لدولة تونس والتى تعد من أولى الدول التى طرحت مشروعات بنظام المزايدات التناقصية والتى تسعى مصر لتنفيذها خلال الفترة المقبلة.
وقال كرم الدين، إن المركز ساهم فى برنامج تدريبى بالتعاون مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء للتوسع فى ربط القدرات المنتجة من الطاقة المتجددة بالشبكات. كما شارك فى استراتيجية الطاقة العربية المستدامة بالتعاون مع جامعة الدول العربية، وتابع: «المجلس الوزارى العربى بصدد اعتماد هذة الاستراتيجية».
أضاف أن مصر فى التسعينات، كان لديها فائض فى القدرات ومع معدلات النمو وزيادة الطلب على الطاقة تم استهلاك هذة القدرات.. وهذا جزء من التخطيط المتكامل للمستقبل، أن يتم حساب التطور ومعدلات النمو فى الطلب على الطاقة.
أوضح أن مصر تسير بخطوات جيدة ومعدلات النمو بلغت %5.5، وسيرتفع الطلب على الطاقة فى الفترة المقبلة، مؤكداً أن النمو على الطلب المنزلى ينخفض نظرا لنجاح برامج الترشيد، والنمو سيكون موجها لأغراض تحقق عائد اقتصادى، قائلاً: «وجود فائض ليس ازمة.. بل فرصة لمصر لتحقيق معدلات تنموية اقتصادية».
وأشار كرم الدين، إلى أن الطاقة المتجددة جزء هام جداً فى مزيج الطاقة بمصر، وتعد الافضل بيئياً واقتصادياً، ولكن لابد من إجراء دراسة لتحديد امكانية وقابلية الشبكة الكهربائية لاستيعاب القدرات المنتجة وتنفيذ مشروعات لتخزين الطاقة واستخدام البطاريات والتى سيكون لها دور كبير فى المستقبل.
أضاف أن مصر لديها فرصة كبيرة فى التوسع لاستخدام الطاقة المتجددة، خصوصا أنها من أهم الدول التى وضعت على أساسها «مبادرة الطاقة الأفريقية» التى تستهدف إنتاج 300 جيجاوات حتى عام 2030.
أوضح أن مصر من المؤسسين لهذه المبادرة. وفى اطارها عقد اجتماع لدول شمال أفريقيا بالتعاون مع المركز الإقليمى لكفاءة الطاقة ووزارة الكهرباء وهيئة الطاقة المتجددة.. والجميع يتطلع لتجارب المغرب وتونس ومصر فى مشروعات الطاقة المتجددة.
أكد كرم الدين، أن مصر لديها فرص كبيرة للتوسع فى افريقيا. والسودان من أهم الدول التى تتوافر بها فرص عديدة لجميع الشركات، خصوصا أن وصول الكهرباء للسكان أقل من %40، متابعا: «السودان حظها أفضل وبها فرص عديدة بشرط تقديم عروض جيدة».
وشدد كبير الخبراء الفنيين بالمركز الاقليمى لكفاءة الطاقة، على أن التوسع فى أفريقيا مسار لابد منه، وعلى الشركات الصغيرة والمتوسطة ان تتعاون.. ولابد أن تحظى بمساندة من وزارة الصناعة بإعطائها مميزات للمنافسة فى السوق الأفريقية.
وتابع: «التكنولوجيا حالياً تختلف عن المتوقع بعد 10 سنوات، لاسيما مع التطور والاتجاه إلى إنشاء المدن الذكية والسيارات الكهربائية، ومن الممكن أن يتم شحن السيارات فى المنازل أو بيع كهرباء من منازلهم لصالح الدولة».
قال كرم الدين، إن كل دولة تصمم تجربتها وبرامجها بما يتناسب مع جاهزيتها والسوق والتكنولوجيا. وبعض الدول عدلت فى تشريعاتها لتتماشى مع متطلبات الاستثمار، مضيفاً أن الفترة المقبلة تتطلب التوجه نحو الشبكات الذكية فى مجالى النقل والتوزيع.
أضاف أن مصر جاذبة للاستثمار، ونحتاج فى الفترة المقبلة لتسريع الخطوات بشكل ممنهج بما يتوافق مع توسعات الشبكات وجاهزية البنية الرئيسية والأراضى.
وذكر أن خطة مصر حتى عام 2035 تستهدف إنتاج ما يزيد على 50 ألف ميجاوات من الطاقة المتجددة، بما يعنى حاجاتها لتنفيذ مشروعات بمعدلات من 3 إلى 5 آلاف ميجاوات سنوياً، ولابد أن تحدد الدولة الآليات التى تسمح بتحقيق هذا الحجم، والنظام المستخدم لتنفيذها سواء مع الحكومة أو القطاع الخاص.
أضاف أن التطور العالمى حالياً هو تنفيذ مشروعات طاقة متجددة بنظام المزايدات التنافسية، لتفوقه فى تحقيق ميزة تنافسية وتنفيذ اكثر من مشروع فى نفس الوقت.
وأكد أن مجمع الطاقة الشمسية فى بنبان أثبت جاذبية الاستثمار فى الطاقة المتجددة، وأن مصر أصبح لديها وثائق تعاقدية قابلة للتمويل البنكى فى هذة المشروعات.. وحظيت مصر على ثقة الشركات العربية والعالمية ومؤسسات التمويل الأجنبية،
وشدد على أن معدل الطلب على الاستثمار فى الطاقة المتجددة بمنطقة الشرق الأوسط والدول عال جداً، وتوجد دول لديها طلبات عديدة للاستثمار فى الطاقة مثل السعودية والجزائر والامارات، ولديها آفاق للتطور.. وتوجد شركات كثيرة تسعى لتنويع محفظتها الاستثمارية فى عدد من الدول.
وأعلن كرم الدين، أن انخفاض المخاطر وتدنى اسعار الخلايا الشمسية ساهم فى تقليل سعر بيع الكهرباء المنتجة من المشروعات الشمسية، إذ خفضت مصر مخاطر العملة والتحكيم حال نشوب نزاع، ونتج عنه ثقة المستثمرين فى سوق الطاقة المتجددة.
==
