شهدت الآونة الأخيرة نمواً عقارياً ملحوظاً، ولكن لم ينشط مصانع الطوب الطفلى بالتبعية؛ نظراً إلى اشتراط بعض مكاتب الاستشارات الهندسية استخدام الطوب الأسمنتى فى توصيفاتها للمشروعات، فضلاً عن اتجاه شركات المقاولات الكبرى لإنتاج الطوب الأسمنتى داخل موقع المشروع بواسطة خط إنتاج خاص بالشركة.
قال أشرف جلال، رئيس مصنع الأمل لصناعة الطوب الأسمنتى، إن بعض شركات المقاولات الكبرى لم تعد تشترى الطوب من المصانع، إذ تمتلك خطوط إنتاج لتصنيع الطوب داخل موقع المشروع، وهو ما أضعف حركة البيع والشراء فى سوق الطوب.
وأضاف: »الركود المحلى، وضعف حركة الإنتاج، لا يسمحان للمُصنعين بالبحث عن فرص تصديرية.. وبالكاد نواجه تقلبات السوق المحلى، ولا يمكن التوجه للتصدير فى ظل هذة الظروف، خصوصاً أن تكلفة تصدير الطوب مرتفعة جداً».
أشار «جلال» إلى أن مكاتب الاستشارات الهندسية، أحد أسباب ركود سوق الطوب؛ نظراً إلى ترشيحها أسماء مصانع بعينها، دون النظر لغيرها، بدلاً من تحديد جودة معينة، وهو ما خلق حالة ركود للمصانع الصغيرة والمتوسطة، أو المصانع المُنضمة حديثاً للسوق.
وكشف ان الطوب الأسمنتى أصبح الخيار الأفضل مؤخراً؛ نظراً إلى متانته مقارنة بـ«الطوب الطفلى»، بالإضافة إلى أنه مقاوم للرطوبة، وذو تكلفة اقتصادية أقل مقارنة بغيره.
وقال عبدالله أبوالخير، صاحب مصنع أبوالخير لصناعة مواد البناء، إنَّ الطلب على الطوب الأسمنتى هذه الأيام مقارنة بالطوب الطفلى، يرجع لترشيح شركات الاستشارات الهندسية، الطوب الأسمنتى فى أعمال البناء؛ نظراً إلى عدم امتصاصه الرطوبة، وانخفاض تكلفته فى التشطيبات النهائية بنسبة 35%؛ نظراً إلى انتظامه فى الشكل عكس الطوب الطفلى الذى غالباً ما يكون غير متساوٍ.
وأضاف «أبوالخير»، أن مسألة انخفاض سعر الطوب الأسمنتى، هى خدعة تتم فى مقاسات الطوب، إذ إن حجم الطوبة الإسمنتية أصغر من نظيرتها «الطفلة». كما أن الطفرة التى شهدتها أسعار الطاقة خلال السنوات الخمس الماضية، كانت السبب الرئيسى فى ارتفاع سعر الطوب الطفلى.
وأشار أحمد الرزان، رئيس شركة الرزان المتخصصة فى صناعة الطوب الطفلى، إلى أن المشروعات القومية والعقارية الكبرى مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة والمنصورة الجديدة وبعض مدن الإسكان الاجتماعى، تعتمد على الطوب الأسمنتى، ما أثر سلباً على مبيعات الطوب الطفلى، رغم أنه يتميز بخفة وزنه على العقار وطول عمره الافتراضى.
وأضاف «الرزان»، أن صناعة الطوب الطفلى تستوعب عدداً كبيراً من العمالة، وهى صناعة قديمة، لم يهتز عرشها إلا عندما انصرفت شركات المقاولات والعقارات الكبرى عنها توفيراً للنفقات، إذ يتسم الطوب الأسمنتى بانخفاض تكلفته، وتابع: «الطوب الطفلى هو المنتج الذى يعتمد عليه الأهالى فى البناء فى مختلف المحافظات».
والطوب الطفلى أغلى من «الأسمنتي» بـ100 جنيه فى الألف طوبة، وهو ليس بالفارق الكبير، كما أن شركات المقاولات الكبرى لم تعد تشترى طوباً من المصانع، بل تعتمد على إنتاجه بنفسها داخل موقع المشروع من خلال خطوط إنتاج خاصة بها.
وأوضح أن صناعة الطوب الطفلى شهدت تطوراً خلال السنوات الخمس الماضية، كان أبرزها، التحول لاستخدام الغاز الطبيعى لتشغيل أفران الطوب بدلاً من المازوت، لما للأخير من آثار سلبية كبيرة على البيئة.
وطالب «الرزان»، القائمين على المشروعات القومية الكبرى أو المشروعات العقارية، بفتح الباب أمام مصانع الطوب الطفلى لتنشيط حركة الإنتاج والبيع، خصوصاً أن المصانع مستعدة للالتزام بكل معايير الجودة والمقاسات التى ستحددها توصيفات المشروعات.
وأشار إلى أن توقف الأهالى عن عمليات البناء بسبب تردى الحالة الاقتصادية للمواطنين، كان له الأثر الأكبر فى حالة الركود التى يعيشها سوق الطوب، ما دفع مصانع الطوب الطفلى إلى تقليص طاقتها الإنتاجية إلى 50%، بل واضطرت للبيع بنظام الآجل.