في الوقت الذي تحوم فيه مؤشرات الأسهم والسندات والعملات حول تسجيل أقوى مستوياتها منذ أوائل أغسطس، فإن الأزمات السياسية من الإكوادور والأرجنتين إلى تركيا وجنوب إفريقيا ومؤخراً تشيلي ولبنان تذكر المستثمرين بخطر التعمق في بعض من الأسواق ذات العوائد المرتفعة.
وبالنسبة إلى ديفيد ليفي، رئيس مركز “جيروم ليفي” للتنبؤات الاقتصادية فإن الجمع بين الصخب من أجل تحقيق عوائد أعلى ومستويات متضخمة من الديون في العالم النامي يشبه سوق الإسكان في الولايات المتحدة قبل الأزمة المالية العالمية.
وقال ليفي، “فقاعة أصول هذه الدورة هي قطاع الأسواق الناشئة وفي الركود المقبل ستكون هناك مشاكل خطيرة للأسواق الناشئة”.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” ان الاحتجاجات غمرت تشيلي التي تعاني من أعلى مستوى ديون في أمريكا اللاتينية، ما دفع الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ، وانخفضت العملة المحلية بنسبة 1.9%.
وفي الوقت نفسه، تصاعدت الاحتجاجات الإكوادورية بعد أن أنهى الرئيس لينين مورينو، إعانات الوقود.
وفي الأرجنتين يقف المستثمرون على أهبة الاستعداد قبل الانتخابات الرئاسية والتي من المتوقع أن يفوز فيها المرشح اليساري البرتو فرنانديز.
وفي لبنان ارتفعت عائدات الدولار إلى 24% حيث تكافح الحكومة لقمع المظاهرات ضد تدهور الأوضاع الاقتصادية.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن مبيعات سندات اليورو من الأسواق الناشئة العام الحالى تجاوزت بالفعل الحجم الذي تم جمعه في عام 2018 ،حيث يستفيد المقترضون من ارتفاع الطلب على ديونهم.
وكشفت بيانات “بلومبرج” أن إصدار الدولارات واليورو من الحكومات والشركات في الدول النامية بلغ 525 مليار دولار بزيادة 20% عن نفس الفترة من العام الماضي.
وقال سيرجي ديرجتشيف، كبير مديري المحافظ في “يونيون انفستمنت” في فرانكفورت “يبدو أن هناك إرهاقا بين المستثمرين مع انتشار المخاطر الجيوسياسية في الأسواق الناشئة”.
وأضاف أن المستثمرين يحاولون النظر إلى ما وراء وابل العناوين الرئيسية حول السياسة والمظاهرات والعقوبات. لكن تجاهل هذه الأمور لفترة طويلة قد يفاقم الأوضاع بشدة .