تقلص الاستثمار الأجنبى المباشر على مستوى العالم بشكل حاد فى النصف الأول من العام الحالى حيث أثرت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا والصين على الاقتصاد العالمى.
وأوضحت بيانات منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، أن التدفقات تراجعت بنسبة الخُمس فى الأشهر الستة الأولى من عام 2019 مقارنة بالنصف الثانى من العام السابق لتصل إلى 572 مليار دولار مشيرة إلى أن الانخفاض تركز بشكل خاص فى الربع الثانى عندما تقلصت التدفقات بنسبة 42%.
وكشفت البيانات انخفاض تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر إلى الولايات المتحدة بأكثر من الربع فى الفترة من النصف الأخير من عام 2018 إلى النصف الأول من عام 2019 لتبلغ 151 مليار دولار فى حين تراجعت التدفقات إلى الاتحاد الأوروبى بنسبة 62% إلى 107 مليار دولار وعلى النقيض من ذلك، زادت التدفقات إلى الصين بنسبة 5% لتصل إلى 82 مليار دولار.
وقالت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، إن تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر من الصين إلى الولايات المتحدة بلغت ذروتها عند 16 مليار دولار فى النصف الثانى من عام 2016 وانخفضت منذ ذلك الحين إلى أقل من 1.2 مليار دولار حيث تستثمر الشركات الصينية بمستويات أقل وتبيع بعض ممتلكاتها.
وقالت ماريا بورغا، المحللة بمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، إنه من المحتمل أن تعكس هذه التطورات جزئياً عدم اليقين بشأن التوترات التجارية والعلاقة الاقتصادية المستقبلية بين الولايات المتحدة والصين.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن التجارة الثنائية تقلصت أيضًا حيث تراجعت الصادرات بين واشنطن وبكين بنسبة 10% فى أغسطس مقارنة بنفس الشهر من العام الماضى.
وكشفت بيانات معهد “بيترسون” للاقتصاد الدولى ارتفاع متوسط التعريفات الجمركية على الواردات الصينية إلى 21% خلال سبتمبر الماضى من 3% فى عام 2018 .
وتفيد التقارير أن البلدين على وشك الانتهاء من صفقة تجارية يمكن أن تخفف من التوترات ومع ذلك يبقى من الممكن أن تفرض الولايات المتحدة تعريفة على السيارات الأوروبية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تأثرت فيه بلدان أخرى بتباطؤ الاستثمار العالمى حيث انخفض الاستثمار الأجنبى المباشر فى المملكة المتحدة من 44 مليار دولار فى النصف الثانى من عام 2018 إلى 19 مليار دولار فى النصف الأول من عام 2019 بعد انخفاضه بنسبة 33% فى العام الماضى.
ودفعت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وضعف التجارة والاستثمار العالميين بعض الاقتصاديين إلى التشكيك فى مستقبل العولمة.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى ارتفاع عدد القيود أو اللوائح الاستثمارية الجديدة بنسبة تقارب 50% فى الأشهر الخمسة حتى فبراير مقارنة بالأشهر الخمسة السابقة وهى أعلى نسبة منذ عام 2003.
وقال أندرو كينينجهام، الاقتصادى فى “كابيتال إيكونوميكس” إن هناك مخاوف متزايدة من أن العالم سينقسم إلى كتل إقليمية متنافسة لا تتعاون فى قطاعى التجارة أو الاستثمار.
وتحولت الأرباح المعاد استثمارها فى الولايات المتحدة إلى نتائج إيجابية خلال النصف الأول من عام 2019، بعد أن كانت سلبية فى العام الماضى مع عودة الشركات لجنى الأرباح بعد الإصلاح الضريبى لعام 2017 الذى أصدره الرئيس الامريكى دونالد ترامب، لكنها بقيت أقل من مستويات نصف السنة المسجلة بين عامى 2013 و2017.








