كان الانخفاض غير المتوقع فى الصادرات الصينية خلال الشهر الماضى أحد الأسباب وراء رغبة بكين فى إبرام المرحلة الأولى من الصفقة التجارية مع الولايات المتحدة، حيث تضر الرسوم الجمركية الأمريكية بصادرات بكين فى وقت كان فيه الطلب العالمى ضعيفًا بالفعل.
وأعلنت إدارة الجمارك الصينية، إن إجمالى الصادرات فى شهر نوفمبر انخفض بنسبة 1.1%، مقارنة بالعام الماضى وتراجعت إلى الولايات المتحدة بنسبة 23% لتصبح أسوأ نتيجة للصادرات إلى واشنطن منذ فبراير والانخفاض الشهرى الـ12 على التوالى.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن هذا التراجع جاء على خلاف المتوقع، حيث توقع المحللون ارتفاع إجمالى الشحنات بنسبة 0.8%، حيث ارتفع مخزون التجزئة والشركات قبل موسم التسوق فى عطلة عيد الميلاد، وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن التعريفة الجمركية المتبادلة بين الاقتصاديين التى استمرت حوالى 18 شهرًا أجبرت الشركات الصينية والمزارعين الأمريكيين على بيع كميات أقل إلى الجانب الآخر.
وحينما اتفق الجانبان على العمل لتوقيع «المرحلة الأولى» من الصفقة التجارية فى أكتوبر الماضى كان هناك أمل فى أن يؤدى ذلك إلى حل سريع لبعض المسائل الأساسية على الأقل، ومع ذلك، استمرت المفاوضات ولكن حتى إذا تم إزالة بعض التعريفات، فسيكون كلا الطرفين أسوأ حالاً من الناحية الاقتصادية، مما كان سيحدث بدون نزاع.
وقال وانغ يوكسين، الباحث فى معهد التمويل الدولى، إن الطلب العالمى الضعيف وخاصة فى الشركاء التجاريين الرئيسيين مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى واليابان قلص نمو الصادرات.
وأضاف: «بالنظر إلى المستقبل، تعتمد الصادرات على تقدم المحادثات التجارية وإذا تم الوصول إلى المرحلة الأولى من الصفقة وتراجعت التعريفات فقد تصبح الشركات أكثر ثقة وحينها ترتفع الصادرات»، وتشير الدلائل الأخيرة من المحادثات إلى أن المفاوضين يقتربون من التوصل إلى اتفاق على الرغم من بعض الخطابات الحادة.
ويتوقع الجانب الأمريكى الانتهاء من المرحلة الأولى من الصفقة قبل الموعد النهائى فى 15 ديسمبر الجارى، حيث من المقرر أن تسرى الرسوم الأمريكية الجديدة على البضائع الصينية.
وأشارت «بلومبرج» إلى أنه إذا دخلت التعريفات حيز التنفيذ على منتجات مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر فسيؤدى ذلك إلى إتلاف صادرات الصين وزيادة الأسعار للمستهلكين الأمريكيين.
وأوضح ديفيد تشو، خبير اقتصادى لدى وحدة «بلومبرج إيكونوميكس»، أن الصادرات تؤكد التوقعات فى نوفمبر ومن المحتمل أن الضعف لم ينته بعد قراءة انكماشية لطلبات التصدير الجديدة فى أحدث بيانات مديرى المشتريات.
وقال لارى هو، رئيس قسم الاقتصاد الصينى بشركة «ماكوارى للأوراق المالية المحدودة»، إن انتعاش الواردات يشير إلى وجود استقرار قصير الأجل فى الاقتصاد الصينى، وترجع بعض هذه الزيادة إلى ارتفاع بنسبة %2.7 فى الواردات من الولايات المتحدة، والتى قد تكون مرتبطة بزيادة مشتريات المنتجات الزراعية الأمريكية قبل الصفقة، وارتفعت قيمة واردات فول الصويا بنسبة %41 عن العام الماضى، على الرغم من أن الحكومة لم تنشر معلومات عن الدول التى قامت بالاستيراد منها حتى الوقت الحالى.